مقالات وآراء

لمصلحة من قطع الأشجار المعمّرة في رميش؟

عمر عبد القادر غندور*

يتبيّن انّ مجرى التطورات والأحداث المتجدّدة مكراً وكذباً ونذالة، انّ هامش تجاوز خطايا الآخرين يضيق ويضيق حتى بات الكريم يُطفئ الشمع بالدمع، والناس في غفلة من ذلك لا يراعون حرمة ولا عشرة، وقد زاغت عنهم الأبصار وبلغت قلوبهم الحناجر يظنون بأبناء وطنهم وجيرانهم الظنون، ولو سئلوا الفتنة لأجابوها!

بالأمس كانت واقعة التحقيق مع المطران موسى الحاج عند نقطة الأمن العام اللبناني عند معبر الناقورة قادماً من كيان العدو ومعه ٢٠ حقيبة تحتوي على كميات من الأدوية (امانات) ونحو ٥٠٠ ألف دولار مرسلة الى مواطنين خلافاً للقانون! وقد قامت قيامة بكركي والديمان ولم تزل على الأمن العام والحكومة والدولة والقانون!

وبالأمس أيضاً، استجدّت واقعة بلدة رميش الحدودية، وسمعنا سلسلة من التعليقات الشاحنة والشاجبة والساخطة والمهدّدة بالثبور وعظائم الأمور! إضافة الى حملة إعلامية صوّرت الأمور على غير حقيقتها، وأيقظت إحدى الإعلاميات من نومها، فأرغدت وأزبدت بكلام سفيه لا يمتّ الى الحقيقة ولا بنسب الى الاحترافية المهنية.

ماذا حصل؟

نحن نستشهد بتوضيح أدلى به رئيس بلدية رميش السيد ميلاد العلم قال فيه انّ الحادثة عفوية وغير حزبية وسببها انّ مواطناً من رميش كان يقوم بـ «التحطيب» خلافاً للتنبيهات التي كنا نكرّرها، وندعو الى الحوار وعدم الاستفزاز.

بينما اعتبر مغرضون انّ جهة حزبية أطلقت النار على مواطنين كانوا «يشحلون» الأشجار ثم حضروا الى البلدة مهدّدين متوعّدين أهالي رميش بالتهجير

وللتوضيح انّ جمعية «أخضر بلا حدود» التي تقيم مركزاً بالقرب من رميش وهي معنية بزراعة الأشجار وليس قطعها، خصوصاً في منطقة ملاصقة لفلسطين المحتلة، وتعتبر المحافظة على الأشجار واجباً وطنياً تحرص المقاومة على تكثيفها، ولوحظ انّ قطع أشجار السنديان المعمّرة في الجانب اللبناني من شأنها ان يكشف الأرض اللبنانية، وقد صودف انّ مواطناً من رميش كان يداوم على قطع الأشجار المعمّرة في محلة اسمها «قطمون» تزامناً قد يكون بالصدفة مع حملة «إسرائيلية» تعرّي الأرض من الأشجار المعمّرة، ولا نقول انّ ذلك كان يحصل بالتزامن مع قطع الأشجار في خراج رميش.

والحرص على تواجد الأشجار وخصوصاً المعمّرة في الجانب اللبناني ضرورة أمنية بامتياز.

   أما الحديث المتواتر في بعض وسائل الإعلام والتصريحات ذات الصلة التي تتحدث بكلّ وقاحة عن نية المقاومة تهجير أهالي رميش وإجلائهم عن بلدتهم هو كلام جائر وغير صحيح وغير وارد. وبوسع هؤلاء الغيارى من «السياديين» ان يسألوا أهالي رميش والقرى المماثلة هل حصلت «ضربة كف» منذ عام التحرير ٢٠٠٠ وهل جرت تعديات او استفزازات او مضايقات؟

قليل من الحياء

 

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى