أخيرة

دبوس

فرسان نابلس الثلاثة

الصدام المطلق واقع لا محالة، وهو أقرب كثيراً مما يتوقع الكثيرون، التفريغ والإخلاء السكاني في الضفة الغربية هو مسألة حياة أو موت بالنسبة لهذا الكيان البائد، ليس فقط من منطلق الهلوسات التلمودية التي يعتنقها هذا المخلوق المفعم بالخزعبلات المنبثقة من عقل مريض منحرف، بل أيضاً لمنطلقات استراتيجية مادية تستشعر ضحالة العمق الجغرافي لهذا الكيان المصطنع وتسعى جاهدة لخلق عمق استراتيجي، ولا بأس ان تدّعي هذه الشخصية المخاتلة أنّ الضفة الغربية ما هي في واقع الحال سوى يهودا والسامرة التاريخية، تماماً كما ادّعى سابقاً انّ فلسطين برمّتها هي أرض الميعاد!

المضحك انّ هذا العقل الصهيوني الانتهازي المغرق في ترّهاته كان في أوْج هيمنته وسطوته يدّعي تلمودياً أيضاً انّ «أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل»، وحينما وجّهت ضربات مؤلمة لهذا المشروع القميء، نحّى هذا الطموح المفروض أنه هبات ربّانية لـ «شعب الله المختار» جانباً واكتفى بما هو ممكن

وحقيقة الأمر انّ الإطاحة بمشروع «إسرائيل الكبرى» تمّ بقوىً متواضعة وبردّات فعل تلقائية ولمّا ندخل في بناءٍ منظّمٍ للقوى، وحتى كان يعتري جسد الأمة الكثير من النواقص والثغرات، ورغم ذلك أطيح بهذا المشروع التوسعي، فكيف بنا ونحن الآن نحيط إحاطة السوار بالمعصم بهذا الكيان المفتعل ونتحيّن الفرص الذكية لشطبه من الوجود، ليس هذا فحسب، بل إنّ التدفق الطبيعي الفطري لمقارعة التغوّل الصهيوني آخذ في إنتاج نماذج من البطولات والأبطال في ريعان الشباب كمثل الفتى إبراهيم النابلسي ورفاقه وزخم طويل عريض من هؤلاء الفرسان ينضحون جينياً بحب راسخ متجذّر لوطن مهما جرى التكالب عليه ومهما تآمر المتآمرين وتخاذل المتخاذلين، لكن شيئاً ما في هذا الكون لا يستطيع وقف هذا الزخم من الفطرة والردّ التلقائي نحو الإطاحة بالمشروع الشيطاني برمّته وإلى غير رجعة.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى