ثقافة وفنون

“فارس الليلك يناجي رابعة”… د. حنان عواد جنون العشق للوطن وتراتيل ألم وأمل

عبد معروف

تعتبر الأديبة الفلسطينية الدكتورة حنان عواد، واحدة من أبرز العشاق الذين يغرقون في الأحلام والآمال، في زمن يلفه الحزن والألم… وحنان عواد لم تتوقف عن شلال عشقها الوطني، وأحلامها في الليالي الفلسطينية التي يحاول الاحتلال البشع تحويلها لكابوس قاتل.

لكن أحلام حنان عواد تستمر بالمقاومة والقتال على جبهات العشق وأزهار ربيع القدس وأزقتها وجمال بنيانها الصخري الفلسطيني وتقول “فعلى أرض البطولات المقدسة نبني أحلامنا رغم أشواك العبور إليها”.

فكتابات الدكتورة حنان، تجعل القارئ يسبح في فضاء الوطن، وفي أحلام نرجسية، تبعدك عن ألم الحياة لتعيش الأمل، في غمار انتفاضة شعب، وغبار تراب مقدس.

تلك هي الأديبة د. حنان، التي تعلم القارئ جنون الحب، وأحلاماً تبدو بعيدة المنال أمام طغمة الاحتلال وآلته العدوانية الحربية، وهجماته اليومية، التي حاولت خلال عقود من الزمن من أجل تحويل جمال زيتون فلسطين إلى كابوس مظلم.

والقارئ لديوان “فارس الليلك يناجي رابعة”، من ملحة الرحيل والعودة، الصادر عن دار الرعاة للدراسات والنشر، يعلم جيداً أنّ صاحبة الكتاب تتقن فن السباحة في أحلام أطفال الحجارة، وأحلام فارس الليلك، وهو يناجي رابعة في ملحمة الرحيل والعودة.

“فارس الليلك” كما تقول الأديبة مؤلفة الكتاب، هو ذاك الفارس الفلسطيني الذي حط مع رفاقه بعد رحال طويل على أرض الوطن، هبط الفارس يرتدي كوفيته ويرفع شارة النصر، هو زعيم مرحلة النضال الفلسطيني، وقائد الحلم الفلسطيني بالعودة، وإقامة الدولة، مسيرة طويلة من النضال تقول الدكتورة حنان عواد، عاد بعدها الفارس ياسر عرفات مع رفاق دربه حاملي رايات الثورة إلى أرض الوطن، حلم كان يرى البعض استحالة تحقيقه في زمن العتمة.

ففي اللقاء الوجودي، من إشعاع عيون “الفارس” وفضاءات المثل وكبرياء رابعة يطلّ الوطن الفلسطيني شامخاً، يرتفع الغار على جبينه، وترفرف خيوط المنسوج من إيقاع أزاهير الروح التي تلاقت جمع الثرى في خفق نداءات الخالدين.

نصوص أدبية إبداعية لم تكتب للماضي، بل كتبت لسنوات طويلة من مشروع حلم، وحاضر ثائر ورسمت خيوط مستقبل بلا احتلال ولا ظلم ولا عدوان، ويعيش الوطن حرية بلون أزهار الربيع.

وعند قراءة النصوص، نسبح في بحر أفكار د. حنان، ونغرق معها بالخيال، ثم نعود لننهض من أحلامنا على صوت رابعة، متمسكين بالأمل، بأنّ فلسطين ستبقى فلسطين، وسيبقى حمام الحرية يرفرف في فضاءاتنا ليرسم “فارس” وهو يناجي رابعة، جمال وطن يعانق الحرية، وتضحيات شعب ودم شهداء.

“فارس الليلك يناجي رابعة”… ديوان شعر أحرفه كتبت بشعاع نور وطني ثائر، في عالم تموت فيه العدالة ويتحوّل الحلم إلى كابوس ويسوده الظلم والظلام، نقرأ الديوان من أجل أن نبقى على حلم “فارس”، وآمال رابعة، وتراتيل الوطن، لينتهي زمن الرحيل ويكتب لنا زمن العودة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى