أخيرة

نافذة ضوء

الإنقاذ بتوعية الشعب لا بالخداع ولا بالغـوغاء*

A salvação pela educação do povo, não por engano e demagogia

يوسف المسمار**

الناس في البداية: قبائل وشعوب. والشعوب فئتان: شعوب ضعيفة الأهلية وشعوب كاملة الأهلية. فالشعوب الكاملة الأهليّة تنمو وتتطوّر بقيادة معلمين حكماء فتصبح أمماً. والشعوب الضعيفة الأهلية تبقى ضعيفة بقيادة رعاة وليس حكماء وتتحوّل الى قطعان بشرية.

 والفرق بين الشعوب الكاملة الأهلية أنها تقبل التعلم والتربية التي تقوم على الحكمة التي تتفاعل فيها الأخلاق والعلم. أما الشعوب الضعيفة الأهلية، فإنها ترفض التربية الحكيمة وتكتفي بسرد روايات الأخلاق أو روايات العلم فتعيش حياتها كالقطعان التي تحتاج دائماً الى رعاة يستغلونها وليس الى حكماء يهدون بعلمهم وسلوكهم الى طريق الحياة الفضلى.

وغالبية شعوب العالم في أيامنا لا تزال قطعاناً بشرية يتحكم بها رعاة مجرمون أشد شراسة وإجراماً.

لذلك، فليس من المستغرب أو المستهجن أو غير الطبيعي أن يتحد رعاة الشعوب العلمانية والدينية ويهيّجوا قطعانهم البشرية للتخلص من المعلمين الحكماء، والمناقبيين الأخلاقيين الفضلاء.

بهذا المفهوم تتضح القيمة الحقيقية لقول العالم الاجتماعي والفيلسوف أنطون سعاده:

«الشعوب الغبية تفعلُ برجالاتها ما يفعله الأطفال بألعابهم، يُحطّمونها ثم يبكون طالبين غيرها».

إن الذين يحلمون بأن الخلاص يأتي من الشعب بدون توعيته هم واهمون ومخطئون ولا يمكنهم أن يحصدوا الا الوهم والسراب.

والذين يأملون الخلاص من خلال تحشيد شعب جاهل ورعاته الانتهازيين، عليهم أن ينتظروا الى الأبد.

 ان الخلاص مستحيل بدون توعية الشعب وتربيته أخلاقيا وعلمياً وتحريره فعلاً من الجهل ورعاته الأشرار.

إن الخلاص يُنتظر فقط من الشعب الواعي وجوده ومصالحه في الحياة، والمصارع لتحقيق اعظم الاهداف، ويسعى دائماً لتحقيق أجمل مثله العليا.

 أما الشعب الذي لا يعي مصالح حياته، ويعيش عالة على غيره من الشعوب فهو ليس الا مجموعات من القطعان البشرية التي تتحرك ويجرجرها أعداؤها الى حتفها.

كل حركة إصلاحية تريد اقامة حياة حضارية، عليها أن تسعى جاهدة الى توعية شعب وتنويره وتحريره من حالة معيشة القطعان حتى يصبح أمةً حضارية تكون عنصراً فاعلاً في إيجاد عالم الحق والخير والجمال.

 

*ترجمة لمقال نشر بالبرتغالية.

***المدير الثقافي للجمعية الثقافية السوريةالبرازيلية التابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى