أخيرة

دبوس

الطاقات الكامنة

 

لا يتحسّب الفكر الصهيوني والغربي لقصوره الإشتمالي إلى حقيقة انّ اللاعدالة والرغبة الماحقة في تملّك كلّ المكتسبات الإنسانية المادية بغضّ النظر عن التجاوز المفرط لحقوق الآخرين، وهو في واقع الحال لا يرى في الوجود شيئاً يُدعى الآخر، لا يتحسّب هذا الإنسان إلى انّ التمادي في وضع منفعته الذاتية فوق أيّ اعتبار على الإطلاق لأيّ قيمة أخلاقية او إنسانية سيولّد في الآخر بفعل الشعور المتعاظم بالمظلومية، استنهاض للطاقات الكامنة التي ستقود ردّ الفعل إنْ عاجلاً او آجلاً نحو تحقيق العدالة.

تلك قوانين كونية، ولذلك فإنّ أفضل السبل لتحاشي ذلك هو تحقيق العدالة، لقد أتت إلينا دولة الإحلال بكلّ أصناف التفوّق التكنولوجي وتأبطت شراً أفكاراً ونظريات تفتقد الى أدنى درجات العدالة والإنصاف، وظنّت بأنها ستأخذنا على حين غفلة وتحقق مآربها العدوانية العنصرية الإقصائية، ثم تستتبّ لها الأمور بعد ذلك، وكنا نرزح ليس فقط لانتداب بريطاني جائر متعسّف، بل أيضاً لتخلّف وضعف تكدّس في نفوسنا عبر مئات السنين من الجور والظلم والاستبداد، وبقيت تلك الذات الكامنة تتحيّن الفرص للانطلاق بفعل المظالم والضغوط والإجحاف، حتى وصلت المظلومية ذروتها حينما استمرأ الكيان الإحلالي الغلوّ في رغبته في الاستحواذ على كلّ شيء حتى التراث والتاريخ.

عندئذٍ انطلقت الطاقات الكامنة لدى محور المقاومة بالذات في لبنان وفلسطين للإبداع على كلّ الأصعدة، القتال والعلوم والفنون والثقافة، وقبل كلّ شيء التسامي الأخلاقي الذي سيؤدي في نهاية المطاف الى الاندثار المطلق لهذا الكيان الإحلالي، وكل أولئك الذين اصطفوا معه.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى