أولى

محمد علي شمس الدين… «آن للرقص أن ينتهي»

} إنعام خرّوبي

حين سُئل محمد علي شمس الدين يوماً: إلى أيّ ظاهرة طبيعية أو خارقة تنتمي لغة الشعر، أجاب: «هو على الأرجح كالبحر أو الريح، لكن الأشدّ قرباً إلى الشعر هو الغيب».

على التلال البعيدة في بيت ياحون الجنوبية، تلك الأرض المفتوحة على الحب والشعر والحرب، تفتحت براعم موهبة كانت بحراً لا ينضب وريحاً تعزف على أوتار الروح لحناً سيظلّ صداه يتردّد شعراً عظيماً بين جدران الغيب هناك حيث الخلود.

من «قصائد مهرّبة إلى حبيبتي آسيا» طريق طويل هو أبعد بكثير من «آخر ما تركته البراري» وأصوات تصدح «من زاوية لم تكشف الشمس حواشيها»، كما يقول في كتابه «الطواف» لتنساب شعراً هادراً يرى الشاعر أنّ «من سماته أنه لا يقول اليقين».

بالأمس استفاقت «إنانا» من نومها «تحت الطين» لتفتح دفاترها كما دعاها الشاعر شمس الدين في كتابه «آخر ما تركته البراري» لتقرأ «سيرة صغيرة» لشاعر كبير مات جسده قبل أن تجد له عشبة الحياة كما قرأنا عنها في أساطير بلاد الرافدين، وقد تعب قلبه معلناً أنه «آن للرقص أن ينتهي».

غيّب الموت الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين فجر أمس عن 80 عاماً بعد انتكاسة صحية لازَم خلالها المستشفى لأيام.

ولد الشاعر عام 1942 في قرية بيت ياحون في قضاء بنت جبيل بجنوب لبنان. وقد نشأ في بلدة عربصاليم قرب النبطية وفيها كبر. وهو حائز على دكتوراه دولة في التاريخ، كما يحمل إجازة في الحقوق.

عمل كمدير للتفتيش والمراقبة في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في لبنان، وتولى منصب رئيس المفتشين في الضمان الاجتماعي وكان من موظفي الفئة الأولى.

تفتحت موهبته الشعرية باكراً، ويُعتبر من طليعة شعراء الحداثة في العالم العربي منذ العام 1973 وحتى الآن، وقد شارك في العديد من المهرجانات الشعرية في البلاد العربية ويعكف على كتابة مقالات نقدية وأدبية عن الشعر والأدب والفكر في المجلات والصحف اللبنانية والعربية، وهو عضو الهيئة الإدارية في اتحاد الكتّاب اللبنانيين.

ترجمت أشعاره إلى أكثر من لغة منها الإسبانية والفرنسية والإنجليزية.

لقيَ شعره رواجاً واسعاً في لبنان والبلاد العربية، وصدر له عدد من الدواوين منها: «قصائد مهرّبة إلى حبيبتي آسيا»، «غيم لأحلام»، «الملك المخلوع»، «أناديك يا ملكي وحبيبي»، «الشوكة البنفسجية»، «طيور إلى الشمس المرّة»، «أما آن للرقص أن ينتهي»، «أميرال الطيور» «منازل النرد»، «ممالك عالية»، «رياح حجرية»، كتاب «الطواف»، «حلقات العزلة»، «اليأس من الوردة»، «غرباء في مكانهم»، «الغيوم التي في الضواحي»، «شيرازيات» الأعمال الكاملة (جزءان) «النازلون على الريح».

كتب أخرى: «الإصلاح الهادئ» (بحث تاريخي)، «غنوا غنوا»، (قصص للأطفال)، «قصة ملونة» (قصص للأطفال).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى