أولى

التعليق السياسي

21 سبتمبر : الثورة التي غيّرت اتجاه المنطقة

كما كان يصعب تخيّل وضع المنطقة لو تمكنت الحرب الكونية على سورية من تحقيق أهدافها، يصعب تخيّل وضع المنطقة لو لم تقم ثورة 21 سبتمبر في اليمن ونجاحها في خلق بنية شعبية وسياسية وعسكرية، كانت أساس الصمود الذي مكّن اليمن من التحول الى رقم صعب في معادلات الطاقة والممرات المائية.

كما لم يكن ممكناً توقع السرعة التي نجحت خلالها ثورة 21 سبتمبر من إحكام السيطرة على الجغرافيا اليمنية، لم يكن ممكناً توقع درجة قدرة اليمن بقيادتها على الصمود بوجه الحرب التي شنت على اليمن لكسر إرادته وإلحاقه بركب التطبيع.

المشترك في إنجازات ثورة 21 سبتمبر بين نجاحها السريع يمنياً وصمودها الطويل إقليمياً هو حجم شعبيتها ووطنيتها، فلولاهما لما انتشرت الثورة كالنار في الهشيم في المحافظات اليمنية المتنوعة قبائلياً ومذهبياً وحزبياً، ولما التحق الجيش المتنوع بها، ولولا الشعبية والوطنية لما تمكنت الثورة ودولتها وعاصمتها صنعاء من الصمود لسنوات طوال رغم هول التضحيات وحجمها.

الربيع العربي الحاسم كان في اليمن عبر إسقاط نتاج خريف سمي ربيعا زورا، فمنصور هادي كان نتاج النسخة الأولى من الربيع الأميركي الذي اجتاح المنطقة، بينما إسقاط هادي كان نتاج النسخة الأصلية لربيع يمني لا يزال مستمراً يبقى معيار كل ربيع حقيقي في المنطقة في طبيعة علاقتها بفلسطين. ولعل هذه هي كلمة السر الحاسمة في رسم صورة الثورة واليمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى