أخيرة

دبوس

وماذا عن التميّز الديني

الذي يؤدّي إلى تفوّق جيني؟

 

قبل عامين أو ينوف صرّح بايدن وعلى الملأ بأنه صهيوني وأنه يعتزّ بصهيونيته، اليوم تخرج علينا ليز تراس رئيسة وزراء بريطانيا بالتصريح ذاته، إذ قالت بالحرف الواحد إنها صهيونية كبيرة، وهي فخورة بذلك، قبل أسبوع قالت بأنها تدرس نقل سفارتها من تل أبيب الى القدس…!

التزاوج بين الأنجلوساكسونية والصهيونية هو أمر قائم بالممارسة وإنْ لم يُعلن عنه، ومنذ أمد بعيد، كلاهما يرى في أراضي الآخرين ملكاً مؤجلاً موعوداً لهم، وكلاهما يرى انّ الآخر هو شيء للقتل، وليس للتعايش معه، كلاهما يتبنّى فلسفة أنه الأفضل، وأنّ البقاء للأفضل، كلاهما تعتريه خزعبلات فكرية بالتفوّق العرقي في حالة الأنجلوساكسون، والديني الذي يؤدّي الى تفوّق عنصري، فالتراكمات الكمية تؤدّي بالضرورة الى تغيّر كيفي، ففي حالة اليهودية أدّى اعتناقها الى حالة من العزلة واللاقبول في المجتمعات الحاوية والدياسبورا التي واكبت وجودهم إلى استفزاز الطاقات الكامنة والرغبة في تحقيق الذات كردّ فعل شرطي لتلك العزلة والاضطهاد، فترتب على ذلك تميّز جيني عرقي، وفي واقع الحال هو تميّز عرقي جيني شيطاني كاره للآخر، ويتحيّن الفرص لإزالته والحلول محلّه

نتاج مريض ينضح باختلالات نفسية غير سويّة وأيّ ذكاء مميّز يترتب على ذلك هو نبوغ شيطاني غير سويّ، قليل منهم يرون انّ الشتات والعزلة هما نتيجة للخطيئة وللخروج على عهد الرب، وأنّ عليهم القبول بذلك العقاب، وعدم السعي لمخالفة هذا القدر، كما يؤمن بذلك بعض الجماعات مثل الناطوري كارتا الأرثوذكس.

لم نبدِ في ما قبل النكبة أيّ عداءٍ لأحد، وبالذات لليهود الذين كانوا يعيشون بيننا باحترام وبدون تمييز وبدون كراهية، ولكنهم مقابل ذلك كانوا يجمعون التبرّعات في دولة الهيمنة تحت شعار: “إدفع دولاراً تقتل عربياً، وخلال الانتخابات الفائتة كان نفتالي بينيت يضمّن حملته الانتخابية عنواناً مفاده أنه قتل فلسطينيين خلال خدمته في الجيشالإسرائيلي، وكان ذلك من ضمن المحركات النفسية التي تجلب إليه الكثير من الأصوات…!

مرضى، شاذون، أعداء للإنسانية، مفرّغون من أيّ قيمة أخلاقية او إنسانية، هذا هو ما يجمعهم بالأنجلوساكسون، وفي واقع الحال فإنْ كانت هنالك عبقرية مدّعاة، او تميّز يفاخرون به وعلى أساسه يعتبرون أنفسهم ذوي أفضلية على الآخر، فما هي سوى عبقرية إنتاج تكنولوجيا القتل لا أكثر ولا أقلّ.

سميح التايه

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى