ثقافة وفنون

«هيئة العطاء المميز» تكرّم الفنان شربل فارس

كرّمت “هيئة العطاء المميز” في النبطية الفنان شربل فارس لمناسبة بلوغه السبعين، وتقديراً لعطاءاته في فنون النحت والرسم والتأليف والصحافة، وذلك في احتفال في محترفه في بلدته صربا الجنوبية، بحضور مختار بلدة صربا جان فارس ووجوه اجتماعية وأصدقاء .
وألقى رئيس الهيئة الدكتور كاظم نور الدين كلمة اعتبر فيها ان “هيئة تكريم العطاء المميز، تفخر وتعتز بأن تنال شرف تكريم نجم تألق في سماء الفن اللبناني والعربي، سماه الله بمواهب تفرعت لتطال منازل في النحت والصورة الجميلة والتميز في الألوان لتصل الى الشعر الأصيل، فتفوق على فناني عصره”.
ورأى علي جوني في كلمة باسم هيئة التكريم، “إننا اليوم نتطلع إلى إرساء تقليد حضاري، يكون فيه الاحتفاء بأهل الفضل نهجاً لا بد من ترسيخه. إذ نكرم فناناً عزيزاً، له في قلوبنا كل المحبة والتقدير، أقصد الأستاذ شربل فارس، مواليد بلدة صربا الجنوبية قضاء النبطية، هو نحات ورسام، وشاعر وأديب وناقد فني، صحافي، كتب في المسرح والسينما والتلفزيون”.
وقال: “أستاذ شربل تستحق أن يعرفك العالم لأنك تعطي صورة جميلة عن لبنان الذي التزمت قضاياه الوطنية والإنسانية. الاحتفاء بكم ينقلنا إلى عالم آخر، إلى عالم النحت والرسم والأدب والشعر والكلمة المعبرة والناطقة بخطوطها السلسة وجميل حروفها، إلى صومعتك التي استبدلت فيها الناس بالإزميل والريشة والكتاب، وحاورت فيها الصخر والخشب والطين”.
ثم علّق رئيس الهيئة نور الدين وساماً تقديرياً على صدر الفنان فارس، وألقى إسماعيل رمال قصيدة من وحي المناسبة.
بعدها كانت كلمة الفنان شربل فارس قال فيها: “أهلا بكم في صومعتي، إن لم أقل محبستي، بل هي مملكتي، حيث الصخرة تتكئ على إزميل المنحوتة، وحيث التربة تستجدي الألوان من اللوحة، وحيث الشجرة تداعب حروف القلم وخطوط الريشة. هنا حططت رحالي، ومن صخب بيروت التي احتضنتني طفلا أعود إلى حضن جدي وقد صرت جَداً. منذ عشر سنوات عدت من الحروب اللبنانية، ولنقل من أصداء هذه الحروب التي لم تنته بعد. عدت مثخناً بجراح الضياع، ومثقلا بالنعرات الطائفية والمذهبية، عدت لتلتئم جراحي وأستعيد اتزاني. عدت لإعادة تأهيل الذات بنقد الذات، إنما بجلدها فغربلتها. عدت من المتاريس اليابسة وزوجتي ثناء تتأبط ذراعي، نمارس الحب الصوفي بين الكتب والمنحوتات واللوحات. عدت محلقاً في فضاء الفكر والفن وتركت زواريب السياسة والارتهان. عدت جائعا أشبع نهمي بالمطالعة، جاعلاً من صومعتي صرحاً للحرية، ومرتعاً للإبداع، ومحراباً للحداثة”.
أضاف: «هنا أنعتق من ظلامية الآخر، وأدخل في ذاتي. هنا أتحول إلى فراشة على زجاجة قنديل في هذا الليل الطويل، قد احترق لكنني لن أحترق إلا بجناحين مهيضين. إنه اعتزال اختياري شرعت فيه وبإرادتي كل أبواب ونوافذ صومعتي على الخارج، على العالم، على الكرة الأرضية، وبيدي وسيلة متطورة من وسائل التواصل الإجتماعي. نعم، في هذا الصخب الموزون ألاقي الخصوبة. فأنا معتزل ولست معزولا».
وختم: «أنا هنا، في هذه الصومعة الخلاقة، في السبعين من عمري أجمع بين أناملي الإزميل والريشة والقلم وأخطط لسبعين سنة مقبلة من عمري الآتي».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى