أخيرة

دبوس

آن لغزة أن تتحرك

لقد مرّت مرحلة الاحتلال الصهيوني للضفة الغربية بمرحلة الاستيطان بالتعاون مع سلطة أوسلو، التي قامت بدورها كاملاً من خلال الانخراط في مفاوضات عقيمة كان من الواضح انّ العدو يستخدمها فقط لإضاعة الوقت ليتسنّى له الإمساك بالأرض من خلال الإستيطان، فبدأت مفاوضات دعبس مع الاحتلال منذ أوسلو الذي كان مهندسه كما قيل آنذاك، وكان عدد المستوطنين 60 ألفاً، وما ان انتهت بعد ربع قرن من اللاجدوى والعبثية حتى كان عدد المستوطنين يناهز المليون، أصبح من باب أولى إطلاق إسم إحلال وليس احتلال على هذا الوجود الآثم…
توقفت المفاوضات ولم يعد هنالك أحد يأتي على سيرتها، وتبخر الأفق السياسي الذي لطالما تحدثت عنه شلّة دعبس، وكان واضحاً في منتديات الفكر السياسي وجماعات التقييم والتفكير الصهيوني كم هو عميق الشعور بالخطأ، الإبقاء على الفلسطينيين في «إسرائيل» بعد النكبة، وكيف انّ العامل الديموغرافي أصبح مسألة وجودية بالنسبة للدولة الصهيونية، وأنّ خطأ إبقائهم يرقى الى مستوى الخطأ القاتل، وبالتأكيد فإنّ هذه المنتديات خلصت الى نتيجة بأنّ التخلص من فلسطينيّي الضفة هو مسألة وجودية بالنسبة للإحلال، ولذلك فمن الطبيعي بالنسبة لأيّ إنسان منا ان يستنتج انّ المرحلة الحالية التي يريد الإحلال تنفيذها هي مرحلة التفريغ، وهذه لا تحدث بأن يستصدر الكنيست «الإسرائيلي» تشريعاً يطالب فيه الفلسطينيين بالمغادرة، هذا يحدث بمزيد من القتل، ومزيد من التغوّل، ومزيد من التوحش من قبل الجيش «الإسرائيلي» وقوى الأمن وقطعان المستوطنين.
كنا نسمع بشهيد فلسطيني كلّ شهر أو كلّ اسبوعين، ثم تصاعد الأمر، فأصبحنا نسمع بشهيد كلّ أسبوع، ثم كلّ يومين أو ثلاثة أيام، ثم كلّ يوم، ثم الآن، خمسة شهداء في اليوم الواحد، من الطبيعي ان يكون ردّ الفعل هو المقاومة المسلحة بكلّ أشكالها، وبلا هوادة، وبهدف إلحاق أفدح الخسائر بهذا العدو القاتل، ولكن هذا لا يكفي، يجب ان يسمع هذا العدو رسالة مدوية لا لبس فيها من غزة، لن يترك هذا الشعب وحيداً، وسيف قدس ثانٍ وثالثٍ ورابع على وشك الانطلاق انْ لم يرعوِ هذا العدو المجرم.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى