أخيرة

دبوس

فلسفة الجريمة

اعتبر المأفون إيتمار بن غفير، هذا الرعديد الذي يظنّ أنه حينما يخرج على الملأ وهو يحمل مسدساً إنما يمارس نمطاً من أنماط البطولة التي تجعل مجاميع كبيرة من قطعان المستوطنين تلتفّ حوله وتجعله بطلاً، اعتبر هذا الجبان انّ ما قام به الجندي «الإسرائيلي» المدجّج بالسلاح من قتلٍ لفتىً فلسطيني كان يحاول الإفلات من الاعتقال بدمٍ بارد ومن مسافة صفرية، اعتبره «عملاً بطولياً»، هكذا تختلط المعايير، وهكذا يختلط حابل الحقيقة بنابل الضلال وسوء التوصيف!
لا يمكن لإنسان سويّ من الناحية السيكولوجية أن يعتبر جريمة موصوفة كهذه عملاً بطولياً يستحق الإشادة، الوحيد الذي يصف هذا العمل بالبطولة هو في أعماق أعماقه إنسان جبان خائف لا يجرؤ على المواجهة، وقمين بالمؤسسات المختصة ان تأخذه الى مراكز التقييم لإجراء تقييم لحالته المرضية، وإحالته من ثم الى مصحّات العلاج النفسي، فالجبان والذي تصطبغ شخصيته بالضعف والخوف المستدام هو الوحيد الذي يرى في أيّ عمل عنفي عدواني عملاً بطولياً، تماماً كمن يرى الفظاظة والوقاحة والصلافة جرأة أدبية، لأنه في صميم أعماقه يفتقر الى الجرأة الأدبية.
يُذكرنا هذا أيضاً برئيس وزراء هذا الكيان المريض، نفتالي بينيت، والذي لا يوحي مظهره الخارجي، وسحنته البائسة بأيّ قدر من الرجولة، ناهيك عن البطولة، وكان يسهب إبّان حملاته الانتخابية عن قتله لكثير من الفلسطينيين، حتى يجتذب إليه مزيداً من الأصوات من مجتمعه المعقد المريض، كنت أتمنى لو انّ عمار حمدي كان بحوزته مجرد سكين، رغم انّ الجندي الجبان كان مدجّجاً بالسلاح، لا يساورني أدنى شكّ بأنّ هذا الجندي سيطلق ساقيه للريح كما هي عادة هؤلاء الجبناء، ولكن غداً لناظره قريب، اللحظة تقترب، ويقرّبها أكثر، ويسرّع من ساعة الحقيقة، إيغال هذا الكيان في تطرفه وإجرامه، ساعتئذٍ، سنجوس خلال الديار، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى