أخيرة

دبوس

اعتقال احترازي

أحد أبواق سلطة أوسلو يبرّر حملة الاعتقالات التي ارتكبتها قوى السلطة الأمنية في الضفة الغربية بأنها احترازية، وليست سياسية، وحينما سئل، احترازية من ماذا بمعنى ما الذي تريد السلطة ان تمنعه استباقياً فتقوم بالاعتقال قبل وقوع الحدث، أخذ يداور ويناور ولم نحصل منه على شيء…
ليس أمام الواحد منا سوى ان يقول لهذه السلطة، انْ لم تستح فاصنع ما شئت، وقل ما شئت، العمل الاحترازي الذي دأبت سلطة أوسلو على المبادرة به خدمة للاحتلال، هو منع أي نوع من أنواع المقاومة للاحتلال، والإصرار على تقديم أرخص احتلال في التاريخ للعدو رغم كلّ هذا التغوّل، ورغم قتل أولادنا وبناتنا صغاراً أو كباراً كلّ يوم…
ورغم الإستيطان الذي لم تعد سلطة دعبس حتى تتحدث عنه، أصبح الاستيطان وأصبح توسيع المستوطنات القائمة شيئاً روتينياً لا يؤتى على ذكره، ولا يستوجب مجرد الإدانة، وحينما تشتعل النار في قلوب هؤلاء الشباب المفطورين على عدم السكوت على الظلم والتجبّر تقوم سلطة دعبس بإلقاء القبض عليهم تحسّباً من أيّ عمل قد ينغّص على الكيان البائد متعته في بلع الأرض وسفك دماء الأبرياء.
لا يمكن السكوت على هذه السلطة وعلى رأسها هذا الصّفدي المأجور، والذي فاخر ذات يوم بأنه لا يشعر برغبة في العودة الى مسقط رأسه صفد، في معرض محاولته إقناع محدثه الصهيوني بأنه لامنتمي، وأنّ الوطن لا يعني بالنسبة له شيئاً، أخشى ما أخشاه أن يباع ما تبقّى من وطننا من قبل هذا الآفّاق وزمرته في المقاطعة في مقابل أن يصبح ولديه في الخليج بليونيرات، استمرار هذا المتواطئ ومجموعة المرتزقة التي تتبعه هو عار وهو من باب أولى قبول ما لا يمكن قبوله من تفريط بوطننا ومقدساتنا، وقبل كلّ شيء، تفريط بوجودنا وكينونتنا، محمود عباس وهو يقوم الآن بحملة الاعتقالات هذه ضدّ شبابنا وضدّ أسرانا المحررين وضدّ كلّ من تساوره نفسه مقاومة كلّ هذا الإجرام والتوحش هو شريك كلّي وفي الصميم لعدونا المطلق، وهو لا يختلف عنه في شيء من حيث كمية الضرر الذي يلحقاه بشعبنا وبقضيتنا.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى