أولى

حلب الشهباء… إصرار على النهوض

‭}‬ حسين مرتضى
منذ إعلان مدينة حلب كمدينة آمنة بعد تحريرها من المجموعات الإرهابية المسلحة، عادت الحياة إلى مختلف مرافق المدينة الحيوية، وبدأت تشهد مدينة حلب إعادة إعمار لعدد من الأحياء إضافة لدوران العجلة الصناعية لتعود مدينة حلب كرافد للاقتصاد السوري.
اليوم ومع حدوث الكارثة الطبيعية عبر الزلزال المدمّر الذي أصاب مدينة حلب وعدداً من المدن السورية، بدت حلب صامدة كقلعتها تأبى الاستسلام، إلا أنّ هناك فارقاً كبيراً بين مواجهة الحرب الإرهابية ومواجهة الكارثة الطبيعية.
من خلال جولتي في أحياء مدينة حلب رأيت مدى إصرار الأهالي على إعادة بناء ما دمّره الزلزال إضافة إلى نشاط مجتمعي عنوانه التضامن ليس فقط بين أبناء المدينة المنكوبة بل بين مختلف أبناء الشعب السوري الذي اعتاد الوقوف في وجه المحن وتجاوزها رغم كلّ الصعوبات.
في مدينة حلب رأيت وجوهاً منهكة متعبة يعلوها القلق من هول الكارثة.
عائلات غادرت منازلها رغم عدم تضرّرها خوفاً من المجهول، فالزلزال كان مشهداً غير مألوف في تلك المدينة.
أحد المواطنين أكد لي بأنّ أطفاله ما زالوا يعانون من الآثار النفسية التي أصابتهم بعد الكارثة.
وفي أحد الأحياء المدمّرة قال لي أحدهم بأنه خلال حدوث الزلزال سمع صوت الأرض وهي تقعقع وما زال الصوت محفوراً في عقله لا يفارقه.
وليس بعيداً عن الدمار والقلق تأتي قضية تهز المشاعر وتتمثل بمن رحل عنهم آباؤهم وأمهاتهم وأبناؤهم.
كم من يتيم تركه الزلزال دون عائلة وكم من عائلة فقدت أرواحاً قد ألفتها.
حلب اليوم جريحة وقد اهتزت مشاعر أهلها بأثر زلزال نفسي قاسٍ لا يمكن تجاوزه بسهولة، وعلى الرغم من كلّ ذلك نقول بأنه في حلب لا مكان لليأس كما في كلّ مدينة سورية، في حلب نبض للحياة متواصل وإصرار على النهوض تجاوز الأزمة…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى