أخيرة

نافذة ضوء

مؤسسة الشر هي مصنع الإرهاب والجرائم
‭}‬ يوسف المسمار*

 

إننا اليوم أمام مؤسسة شرّ بعد أن كان العالم يواجه عبر الزمان أشراراً من الناس. والفرق بين شخص شرير ومؤسسة شر هو فرق كبير لا يمكن قياسه وتقدير حجم شروره. مؤسسة الشر هذه هي مؤسسة مركبة من حكومة الولايات المتحدة الأميركية، واليهودية الصهيونية العالمية، والماسونية السرية القابعة في الظلام.
ومؤسسة الشر والعدوان هذه لها دستورها وقوانينها ومبادئها وأهدافها ولها، أيضاً، مجالسها وأجهزتها وجمعياتها، وتشريعاتها وخططها وبرامجها، ومراكز دراساتها وإعلامها وتسويق أفكارها وترويج فتنها، وجحافل جيوشها الظاهرة والخفية المستترة والمتسللة في الثغرات والنتوءات. وقد أصبحت فوق ذلك كله مصنعاً متطوراً متكاملاً ينتج ثقافة الشرور، وعلوم الفتن، وفنون التضليل والتعمية وتشويه جمال النفوس بعد أن توفرت لها المواد والأدوات الوفيرة اللازمة في شرق الأرض وغربها وشمالها وجنوبها من المعتوهين الأوروبيين، والمضللين الآسيويين، والممسوخين الأفريقيين، والأغبياء الأميركيين، والعبيد الطيعين الاستراليين الأوقيانيين الأغبياء، وفي مقدّمة كل هؤلاء أعراب الجاهلية والنفاق أحفاد أبي لهب وأبي جهل وآكلة الأكباد.
إنهم عبيد مؤسسة الشر الأميركية اليهودية الماسونية الذين كانوا وما زالوا عبيداً لصناع معاهدة سايكس – بيكو وأدوات طيّعة في أيدي أعدائنا الذين لم يجلبوا على أبناء أمتنا إلا الكوارث والمآسي والويلات والنكبات في فلسطين ولبنان والشام والأردن والعراق والكويت.
معاهدة سايكس – بيكو مصدر كل الكوارث
الصورة اتضحت جلياً، وباتضاح الصورة نفهم جيداً لماذا كانت معاهدة سايكس بيكو، ولماذا كان تفتيت بيئة بلاد الشام والرافدين، ولماذا سُلخت أجزاء منها لجيراننا على أمل استعادتها، في ما بعد عندما يكتمل مخطط إجرامهم ويسيطرون على هذه البيئة وموقعها الفريد، بيئة الهلال السوري الخصيب. بيئة بلاد الشام والرافدين التي كانت ولا تزال مهد الحضارة الإنسانية، وحاضنة الحضارة الإنسانية، وضامنة استمرار حضارة الفضيلة الإنسانية.
إن بيت القصيد وسبب العدوان هو قتل أبناء هذه الأمة، وإلغاء تاريخها، ونسف كل ما يمت اليها بصلة، ونبش قبور نوابغها وعباقرتها والقضاء على تراثها واحتلال موقع هذه البيئة الممتازة المميزة من أجل الإشراف على مقدرات العالم والتحكم بمصير شعوبه، وربما كان الهدف البعيد نقل عاصمتهم الى دمشق قلب العالم وسيدة العواصم، وبناء محفل التحكم الماسوني على قمة جبل قاسيون، وتحويل المسجد الأموي الى هيكل سليمان، واجتثاث عظام يوحنا المعمداني منه وإحراقها.
وقد يستغرب البعض هذا الكلام ويقولون: أمن المعقول أن يتركوا أميركا ويتخلوا عن واشنطن ويأتوا الى سورية؟ ويقولون أيضاً: ما هذا الكلام الهراء؟!
لكن إذا درسنا جيّدا وحلـّلـنا وتمعـَّنا بظاهرة ترك يهود أوروبا وأميركا أوطانهم، وقد وُلد فيها أجدادهم وآباؤهم منذ آلاف السنين، وتنكرهم لتلك الأوطان، والمجيء الى فلسطين لإنشاء كيان «اسرائيل»، يسقط الاستغراب، ويزول الاستهجان وتصبح المسألة جديرة بالنظر والدراسة والتعمق وأخذ العبرة.
ويكفي أيضاً أن ننظر الى الأوروبيين الذين تركوا أوطانهم الأوروبية واستوطنوا البلدان الأميركية لتتضح لنا الصورة بجلاء.
إن الهمجية بداوة همجية، وقبائل البداوة الهمجية عدوة الاستقرار في وطن. إنها تبحث دائماً عن الكسب والربح الماديين دون أن تكلف نفسها العمل والإنتاج.
ووسائلها للكسب كثيرة ومتعددة منها الاحتيال والخداع والمقامرة والربى والسرقة واللصوصية والاغتصاب والقتل والغزو والعدوان.
واستقرارها الوحيد هو حيث تتمكن من السيطرة على مكان ثري يمكن أن تنطلق منه لممارسة جميع تلك الوسائل الإجرامية وهي بأمان.
أما الحضارة فإنها استقرار الجماعة الإنسانية في وطن تعتبره جزءاً من وجودها وشخصيتها، وتعتبر وجودها جزءاً منه. ومهما جارت الأيام وتتالت الحوادث فعلاقتها بوطنها تظل أقوى من كل شيء لأنها تعلـّق بالحياة وجمال الحياة، وليست تعلقاً بالعيش كيفما كان.
والذين يظنون أن اليهود يريدون احتلال بلادنا من أجل حائط مبكى، ومن أجل هيكل هو عبارة عن غرفة بناها لهم حيرام ملك صورهم مخطئون واهمون. وتاريخ اليهود برهن دائماً أنهم لا يسعون الا الى المال وسلب ثروات الأمم بكل الطرق والوسائل المتاحة.
أليست سورية الطبيعية هي قلب الكرة الأرضية التي تتصل بها شرايين الأرض، ومنها توزعت على الدنيا وعلى الناس أنوار الهدى، وأمواج الحضارة، ونسائم الفضائل الحسنى، ومواسم الخصب وأهراء الخيرات؟
*باحث وشاعر قومي مقيم في البرازيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى