أولى

زيارة بلينكن إلى السعودية وملفات اليمن وإيران وسورية

جرّب الأميركيون طريق التهديدات والضغوط لفرملة الاندفاعة السعودية المستقلة عن السياسات الأميركية تجاه إيران وسورية واستتباعاً في حرب اليمن، وكانت زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان الى السعودية عشية الحرب الإسرائيلية على غزة، صاخبة ومتوترة وانتهت بتهديد السعودية بالعقوبات، إذا خالفت التوجهات الأميركية نحو سورية، لكن ذلك لم يغير في الموقف السعودي الذي ترجم بعد فشل الحرب الإسرائيلية بأيام باستقبال الرئيس السوري في القمة العربية في جدة استقبالاً مخالفاً للرغبة الأميركية.
تأتي زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى السعودية في محاولة تكشف ضعف المستوى السياسي الأميركي في فهم معادلات المنطقة، فالفريق الذي ينتمي إليه بلينكن في إدارة الرئيس جو بايدن والمعروف بتطرفه في الموقف الى جانب كيان الاحتلال، هو الفريق ذاته الذي ينتمي إليه سوليفان، ويرسم بلينكن لزيارته معادلة قوامها ابلاغ السعودية نيات أميركية إيجابية تجاه ملفات إيران وسورية واليمن، إذا كانت السعودية مستعدة لملاقاتها بنيات إيجابية تجاه التطبيع مع كيان الاحتلال، حيث يشكل هذا التطبيع ثمناً يساعد واشنطن على تمرير العودة الى الاتفاق النووي مع إيران والانفتاح على خيارات إيجابية تجاه سورية. واعتبار هذا التطبيع مع الكيان هو حصة الكيان من تسويات المنطقة.
السعودية أكدت أنها تتمسك بموقفها من ربط التطبيع بمسار التسوية للقضية الفلسطينية وفقاً للمبادرة العربية للسلام، وفشلت معادلة بلينكن، لكن خيارات واشنطن ضيقة تجاه الملفات الإقليمية المتصلة بإيران وسورية واليمن، رغم بقاء السعودية على موقفها من التطبيع مع كيان الاحتلال.
إيران وسورية تلاقيان الانفتاح السعودي بسياسات تتجاوز السقوف الأميركية التقليدية، فإيران تقارب الملف النووي بطريقة تُحرج السياسات الأميركية، ومثلها تفعل سورية تجاه ملف الحل السياسي، وبالتوازي لم تعد واشنطن تستطيع المضي قدماً بسياسة المواجهة والتصعيد في مواجهة ملف إيران النووي الذي يقترب من الحافة الحرجة، او تجاه سورية حيث القوات الأميركية عرضة لمرحلة من الاستهداف.
يعود بلينكن من السعودية دون إحداث اختراق في ملف التطبيع، بينما يبدو الملف النووي الإيراني على الطاولة مجدداً، وتبدو العقوبات على سورية رغم الصراخ حولها، موضوع إعادة نظر قريبة على إيقاع مسار الحل السياسي.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى