مقالات وآراء

الكلمة السواء تنقذ لبنان من استحقاقاته

‭}‬ عمر عبد القادر غندور*
بات الحديث عن ملف الاستحقاق الرئاسي، لازمة لا بدّ منها عند غالبية اللبنانيين. والحديث عنه لا تعوقه مسؤولية ضنك العيش لمعظم اللبنانيين قبل الأكل وبعده وقبل النوم وبعده …
ويقول سمير جعجع لو خُيّر بين الاقتراع لسليمان فرنجية او الفراغ، لاختار الفراغ! ولسان حاله يقول أيضاً: الفراغ أرحم من وصول سليمان فرنجية الى بعبدا!
وتعقيباً على ذلك قال النائب جميل السيد: رضيَ القتيل ولم يرض القاتل، وكأنّ الوزير سليمان فرنجية هو الذي قتل والده طوني فرنجية والسيدة والدته فيرا وشقيقته الصغرى جيهان الى ٢٨ شاباً من زغرتا وهو المتهم بقتل رئيس وزراء لبنان الشهيد رشيد عبد الحميد كرامي! وجرائم أخرى مؤكدة وموثقة .
والمؤكد أيضاً أنّ جعجع ليس متيّماً بجهاد أزعور، بل يريد ان يكرر فعلته مع ميشال معوض لحرقه لمصلحة مرشح ثالث؟!
وكذلك رئيس التيار الوطني جبران باسيل الذي تقاطع مع جعجع على تأييد أزعور لعرقلة سليمان فرنجية…
أما بقية الحلفاء المطبّلين لجهاد أزعور ومن بينهم الكتائب وبعض السائرين في ركاب غيرهم ومن بينهم أشرف ريفي وفؤاد مخزومي واللبناني الحديث الجنسية وضاح الصادق.
واكد النائب جورج عطاالله انّ نواب التكتل أكدوا انهم سيلتزمون بقرار التيار، وهو قرار ملزم والجميع سيصوّت للمرشح أزعور !
وردّ جبران باسيل على أصدقاء له حذروه من خطورة ما يقوم به فقال: «ليش حزب الله مكبّر القضية ما بدها هالقد معركتي ضدّ فرنجية ولكن الحزب متمسك بفرنجية شو بعملّو»؟
وكان جعجع حذر من التصويت بورقة بيضاء لأنه بذلك يساهم مع المقاومة لتعطيل الاستحقاق…
كلّ هذه التفاصيل تدلّ على توافق، أو بالأحرى، على تقاطع بين باسيل وجعجع لاتخاذ أزعور مطية للمناداة بمرشح ثالث!
بمثل هذا الاستخفاف والمكر والاستهتار يجري التوافق على ركوب ترشيح أزعور وليس الاستمرار به كمرشح أصيل، ولا بدّ من وحي خارجي هبط على أكثر من جهة محلية للسير في حملة إبعاد فرنجية، ونخشى من قرار جهنمي آخر يُنفذ بأدوات محلية لضرب موسم الاصطياف الواعد، بعد فشل جميع المحاولات السابقة لإسقاط المقاومة منذ العام 2000 والتي باتت رقماً صعباً، وليس بالضرورة أن ينجح هذا المخطط المستجدّ الحاقد الذي يتوهّمه أعداء لبنان في الداخل والخارج والذين بذلوا جهداً لتسويق «لنا لبناننا» والمطالبة بالفيدرالية والاتحادية وغير ذلك من ترّهات غير واقعية وغير قابلة للحياة…
وماذا لو وصل مرشح الى بعبدا ولم ينل صوتاً واحداً من اصوات المسلمين الشيعة الـ 27، وهم من أكبر مكونات الشعب اللبناني، يُضاف إليهم الكثير من النواب المسلمين السنة ممن يرفضون ان تذهب ريحهم سدى وغيرهم من أحرار الطوائف الأخرى؟
وهل رئيس الجمهورية يمثل المسيحيين وليس كلّ اللبنانيين؟
ولذلك، يبقى الحوار والتفاهم والتوافق والكلمة السواء السبيل لإنقاذ الاستحقاق الرئاسي ولبنان من مراهقات لها تغيظ وزفير «مَّنِ اهتَدَى فَإِنَّمَا يَهتَدِي لِنَفسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَة وِزرَ أُخرَى(١٥) الاسراء»
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى