مانشيت

اليوم يقفل الباب امام انتخاب رئيس الجمهورية حتى إشعار آخر وسط استعصاء التوازن السلبي / مؤيدو فرنجية: فارق أصوات الدورة الأولى تكرار تصويت عام 70 بـ 45 سركيس و38 فرنجية / فك وتركيب كتلة التغيير والمستقلين وتصويت التيار تحت الأعين اليوم… وحجم الكتلة الثالثة /

كتب المحرّر السياسي
بعد نهاية جلسة اليوم مواقف غير قبلها، لأن المواقف عشية الجلسة تعبوية ورفع معنويات وترويج معلومات، وبعدها حملات وتحميل مسؤوليات، لكن بعد بعدها مواجهة الجدار الصلب الذي يقول إن الاستعصاء الرئاسي مديد، وإننا أمام معادلة توازن سلبي لا تستطيع إنتاج رئيس، حيث تعطيل النصاب بيد الفريقين، ودون مشهد جديد ينتجه التوافق الذي يحتاج الى الحوار لإنتاجه، لا مكان لفرصة تأمين النصاب للانتخاب، إلا إذا حدثت انزياحات من إحدى الكتلتين لحساب الأخرى، حيث لا تكفي الكتلة الثالثة التي ظهرت قوة وازنة لضمان النصاب، الذي بات خط الدفاع الذي لن يتراجع عنه أي من الفريقين، ودون فك وتركيب بين الكتلتين المتقابلتين لا نصاب وبالتالي لا رئيس.
الفارق في الأصوات لن يعني الكثير، باستثناء التباهي لمن يحوز أصواتاً أكثر يرجّح أنها ستبقى كلها تحت سقف الـ 65 صوتاً، الذي كان يأمل التقاطع الداعم للمرشح جهاد أزعور بكسره، بينما يعتقد مؤيدو المرشح سليمان فرنجية أنه لا يقول شيئاً حول النتيجة، حيث في انتخابات عام 1970 التي يتفق الجميع على أنها أكثر انتخابات ديمقراطية صافية وتمّت بقرار لبناني صرف، وجاءت بالرئيس سليمان فرنجية الى منصب رئاسة الجمهورية، حصد المرشح سليمان فرنجية 38 صوتاً فقط، بينما نال منافسه الذي فشل في الوصول إلى الرئاسة 45 صوتاً، لتتغير الحسابات والانزياحات في الدورة الثانية، فينضم أغلب الذين لم يصوتوا للمرشحين الى خيار التصويت لصالح فرنجية، وكانوا عشرة أصوات لبيار الجميل وخمسة أصوات لجميل لحود وصوت واحد لعدنان الحكيم.
لا أحد يستطيع التنبؤ بتفاصيل التصويت الدقيق اليوم، حيث النواة الصلبة للمرشحين هي الواضحة فقط، بانتظار أن تتضح أحجام نهائية للكتلة الثالثة، التي لن تصوّت لأي من المرشحين، وهي تضم حتى الآن سبعة من نواب التغيير وعشرة نواب مستقلين ونائبي صيدا وجزين أسامة سعد وشربل مسعد، وثلاثة نواب آخرين، بانتظار كيف سيحسم التصويت بين نواب التيار الوطني الحر، وفرضية انضمام خمسة نواب منهم إلى الكتلة الثالثة.
لن تنتهي جلسة انتخاب الرئيس اليوم الا إلى تعداد أصوات المرشحين سليمان فرنجية وجهاد ازعور، لتتجه الانظار الى الأوراق البيضاء أو إلى تسمية لبنان الجديد التي سيضعها بعض النواب في صندوق الاقتراع، ليبدأ العد العكسي يوم الخميس وسط معلومات تتحدّث عن حراك سيبدأه مرشح من جبل لبنان لا يزال يعمل بصمت حول الملف الرئاسي مع قوى الداخل والخارج.
وفي المواكبة الخارجية للاستحقاق اللبناني أيضاً، اتصلت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند برئيس مجلس النواب نبيه برّي، وقد أكد متحدث باسم وزارة الخارجية حصول الاتصال من دون الإدلاء بكثير من التفاصيل، لكن ما تسرّب يشير إلى أنّ المسؤولة رقم 3 في الخارجية الأميركية دعته إلى قيادة العملية الانتخابية مشدّدة على أنّ الولايات المتحدة تتمنّى أن يحدث هذا الأمر بدون عراقيل. وكان بري في الاتصال متفائلاً بأنّ العملية الانتخابية ستحصل.
ودعت فرنسا، لبنان، إلى اغتنام فرصة الجلسة البرلمانيّة المقرَّر عقدها الأربعاء، للخروج من الأزمة السياسيَّة التي تشهدها البلاد منذ الخريف.
وشدّدت المتحدثة باسم وزارة الخارجيّة الفرنسيّة آن – كلير لوجندر في مؤتمرٍ صحافيّ، على «أنّ بلادها «تُواصل الدَّعوة للخروج من الأزمة منذ ثمانية أشهر».
ويأتي ذلك، فيما تلتقي وزيرةَ الخارجيَّة الفرنسيَّة كاترين كولونا، سلفها جان – إيف لودريان الذي عيّنه الرَّئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون قبل بضعة أيّام «مبعوثاً خاصّاً إلى لبنان.
وأشارت المتحدثة إلى أنّ الوزيرة ستطلع لودريان على فحوى الاتصالات الأخيرة مع مسؤولين لبنانيّين، مُشدّدةً على أنَّ الأمر ينطوي على «متابعة جهودنا من أجل خروجٍ عاجلٍ من الأزمة اللبنانيَّة، وهذا الأمر يعكسُ الأولويَّةَ الّتي تُعطيها الدّيبلوماسيّة الفرنسيّة لهذه المسألة، مع الإشارة الى انّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في باريس يوم الجمعة أيضاً.
وزارت أمس، سفيرة فرنسا آن غريو رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وتمّ البحث في الزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي الوزير جان ايف لودريان الى بيروت منتصف الاسبوع المقبل.
وقبل ساعات قليلة من افتتاح الجلسة تكثر حسبة الأصوات والأرقام، وبات معلومات أنّ نواب الوفاء المقاومة والتنمية والتحرير والتكتل الوطني والتوافق الوطني والطاشناق وعدد من النواب المستقلين سيصوّتون لفرنجية.
في المقابل فإنّ قوى المعارضة ايّ حزب القوات والكتائب وتجدّد مع بعض المستقلين والتغييريين سيمنحون أصواتهم للوزير السابق جهاد ازعور، وقد أعلنت أمس النائبتان بولا يعقوبيان ونجاة عون صليبا التصويت لأزعور.
وأعلن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أنّ «قرار تبني أزعور اتخذه التيار من قبل رئيسه ومجلسه السياسي، وكان هناك اتفاق واسع وجامع داخل التيار، وبالتالي بات الالتزام بالقرار واجباً من قبل أيّ نائب في التيار، وكثيرة هي المرات التي التزمتُ بها بقرارات التيار ولم أكن مقتنعاً بها»، مشدداً على أنّ «الحقيقة هي أنّ من لا يلتزم بقرار التيار سيكون قد خرج عن وحدته وقوّته وهيبته، وسبّب من حيث يدري او لا يدري بإضعافه وإضعاف موقفه وبإنجاح لعبة الآخرين ضدّه، وهذا سيرتّب محاسبة بحسب نظامنا الداخلي، وأنا لا أصدّق بأنّ هناك مَن لا يلتزم بخيار التيار، وعدم الالتزام يرتب بعض الإجراءات».
ودعا باسيل «فريق الثنائي لوقف اي لغة تهديد والتدخل بشؤون التيار الداخلية، لأنّ ذلك ينافي الأعراف الأخلاقية، ونعتبر أننا لا زلنا أصدقاء مع الثنائي الشيعي»، مؤكداً الانفتاح على الحوار قبل الجلسة وخلالها وبعدها، ومدركون بأن لا رئيس بلا حوار».
وعلى خط الأوراق البيضاء، اعلن النائب عبد الرحمن البزري انّ النواب المستقلين الثلاثة عن الجنوب، خارج التموضعات التي شكلت إساءة الى المرشحين أنفسهم والى الاستحقاق الرئاسي، ونحن لن نصوّت لكلا المرشحيْن. وقال النائب سجيع عطية إنّ تكتل الاعتدال الوطني في الدورة الاولى من جلسة الغد سنكون على الحياد والأرجحية ورقة بيضاء. وفي الجلسة الثانية من جلسة انتخاب الرئيس إنْ حصلت سننتخب.
إلى ذلك أقرّ مجلس الوزراء العقد بالتراضي في تعيين المحاميين ايمانويل داوود وباسكال بوفيه في القضية المقدمة من الدولة الفرنسية ضدّ حاكم مصرف لبنان في قضية السيدة الأوكرانية انا كاساكوفا، كما قرّر مجلس الوزراء تأليف وفد وزاري برئاسة الوزير عصام شرف الدين لزيارة دمشق في شأن النازحين ووفد برئاسة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب الى مؤتمر بروكسل بـ 15 حزيران. أما الموضوع الذي برز في كلمة الرئيس ميقاتي فهو ترقيات الأسلاك العسكرية والمجلس العسكري. وإذ اكد رئيس الحكومة عدم التلازم بينهما أعلن أنه سيحدّد جلسة الاسبوع المقبل لبتّ ملف الترقيات.
وأمس زفّ وزير المال يوسف الخليل بعد لقائه رئيس الحكومة بشرى الى موظفي القطاع العام: «نعم في رواتب للقطاع العام».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى