ثقافة وفنون

الشيف رمزي الطيب الخلوق.. وداعاً

‭}‬ صبحي سماحة
يستريح الكلام في حضرة الموت، لكن في حضرة العطاء، يجدر بنا أن نحيي روح الراحل، الشيف رمزي نديم شويري وروحَي أبويه اللذَيْن علّماه ولقّناه دروس العشق والهيام بمبادئ الكفاءات المؤسّسة، المؤسسة التي احتضنت كلّ شاب وصبيّة وعجوز دخل حرمها وهي القلعة المبنية على أسس العطاء والمساعدة والمستمرة في مسيرة العطاء ولن تنطفئ أبدًا.
لا عجب أنّي معجبٌ بشخصه وأدائه الإنساني مع عامّة النّاس وأنا الذي منذ أن عملت بين فرعي مؤسّسة الكفاءات (الجامعة والمعهد) قبل ثماني سنوات، عرفته إنساناً طيباً وخلوقاً في تعامله مع الناس، وتعلّمت منه أن اليأس والإرهاق النفسي لا ينتج حلًّا ولا يكرّس مبادئ الكفاءات الفاضلة، بل المثابرة والجهد والصّبر هو عنوان مسيرتنا كمواطنين كي نفتح أفقًا جديداً لكلّ جيل يأتي خلفًا لجيل آخر. ومن تطأ قدمه أرض الكفاءات سيضع نصب أعينه هدفًا سامياً، ألا وهو الكفاح لأجل شبابٍ واعٍ ومصمّم على إعلاء شأن لبنان والسموّ به إلى أبعد النجوم.
فالكفاءات منذ تأسيسها، وحتّى اليوم، تصارع أمواج المرض المستعصي الذي ينخر عظام بلدنا لبنان، وتحاول بشتّى السّبل وأقلّ الخسائر أن تخفّف من آلامها على المواطنين، فكانت أسرة الكفاءات بإدارتها وأساتذتها وتلاميذها المكافحين، المضحّين في سبيل رسالتها الإنسانيّة.
نحن هنا لا نتكلّم عن أشخاص أو مشروع ضخم، نحن هنا نتكلّم عن رسالة إنسانيّة هدفها إنارة بقعة ضوءٍ صغيرة ومدّ يد العون لكلّ من أظلمت طريقه فكانت الكفاءات له عونًا.
هذه الكفاءات، وهذا الشيف رمزي نديم الشويري، وهكذا علّمنا خلال مسيرته، أن نبقى أوفياء لرسالة الإنسانيّة التي منها نبدأ وبها نصل إلى برّ الأمان…

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى