مقالات وآراء

هل تقبل أوروبا بانتقال النازحين إلى أراضيها الشاسعة؟

عمر عبد القادر غندور*

وحّد قرار البرلمان الأوروبي الداعي لبقاء النازحين السوريين في لبنان جميع اللبنانيين ومن دون استثناء، نواباً وأحزاباً وشخصيات… لم يتفقوا على أمر جامع كما اتفقوا على رفض القرار الأوروبي الوقح الذي ادّعى الحرص على النازحين ودعا اللبنانيين الى الامتناع عن المطالبة بترحيلهم وضرورة احتضانهم !
ويقدّر الأمن العام اللبناني عدد النازحين المقيمين بمليونين و 800 ألف فيما يبلغ عدد السوريين المسجلين لدى المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين في لبنان 825 ألف لاجئ.
ونص قرار البرلمان الأوروبي على انّ عودة النازحين السوريين يجب ان تكون طوعية وكريمة وآمنة، وأعرب عن قلقه من تصاعد الخطاب المناهض للسوريين من قبل الأحزاب السياسية والوزراء اللبنانيين .
وما دام هذا الحرص الأوروبي على النازحين فلماذا لم يوفر لهم الانتقال الى أراضي القارّة الأوروبية الشاسعة بدلاً من الإصرار على حشرهم في بلد منهك ومفكك ويضيق بمواطنيه الذين يعانون البطالة وانسداد سبل العيش في وطنهم لبنان؟
أما الموقف اللبناني الرسمي والشعبي الجامع والرافض لبيان البرلمان الأوروبي فيجب تحفيزه لقيام الحكومة اللبنانية بمعاودة الاتصال بالحكومة السورية وتكثيف الاتصالات عبر الأجهزة اللبنانية والسورية لتوفير عودتهم الآمنة والكريمة الى بلادهم، وهو ما أكده الرئيس بشار الأسد خلال زيارة وزير الخارجية اللبنانية والوفد المرافق الى دمشق في وقت سابق.
وقال مصدر سوري انّ بلاده لا يُخفى عليها هذا المكر الأوروبي المغلف بطابع إنساني، وهي تدرك ما تريده من حشر هذا الكمّ الهائل من السوريين في لبنان الشقيق، وربما هي تريد استثماره لأغراض عدوانية ضدّ سورية ولبنان في آن واحد، وقد سبق لها المساهمة في الحرب الكونية ضدّ سورية في وقت مضى!
ونحن إذ نستنكر هذا الموقف الأوروبي المشوب بالكثير من علامات الاستفهام الكبيرة، نعود ونكرّر المطالبة بالإسراع في التواصل بالسلطات السورية لتعجيل عودة الأشقاء السوريين الى ديارهم.
لا بل ندعو وزير الخارجية اللبناني الى تحرك أكثر مطالبة وجدية والاتصال بجامعة الدول العربية لتحديد موعد للنظر في موضوع النازحين السوريين الى لبنان بعد ان استعادت سورية عضويتها في الجامعة العربية، وبعد ان فتحت الأبواب مع سورية ولم يعد ما يعيق عودة النازحين الى ديارهم، ولماذا لا يطلب لبنان من جامعة الدول العربية مساعدة لبنان ومخاطبة البرلمان الأوروبي الذي تبرع بما لا يملك وحثه على استضافة النازحين وليس فرضهم على لبنان الى ما شاء الله !
اننا فعلاً لسنا قلقين من تطاول زمن النازحين الذين ناهز عددهم المليونين بالإضافة الى توالد مئة ألف طفل مكتومي القيد، بل متوجّسين من صفقة تجنيس يُفرض علينا على شاكلة طلب بقائهم في لبنان لقاء تلقيهم رواتب شهرية، وهو ما لم يحصل في ايّ بلد في العالم، ما يجعلنا أكثر ريبة من حصول ما لا يحمد عقباه…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى