مانشيت

نهاية غامضة لقائد فاغنر بريغوجين… اتهامات روسية لأوكرانيا… وبايدن يتهم بوتين / التحقيقات في التدقيق الجنائي وملفات سلامة تشبه الحديث عن استحالة تبليغه بالمواعيد / ضابطان شهيدان للجيش بسقوط مروحية… ولقاء إعلاميّ موسّع لمواجهة الفتنة/

كتب المحرّر السياسيّ
انشغل العالم مساء أمس، بنبأ تحطّم الطائرة الخاصة التي كانت تنقل قيادة قوات مجموعة فاغنر ومن بينهم رئيس الشركة يفغيني بريغوجين، والإعلان قبيل منتصف الليل عن التحقق من مقتل بريغوجين. وبقيت ظروف الحادث غامضة كما تاريخ قائد فاغنر الذي لم يعرف أحد بصورة يقينية ما إذا كانت حركته الانقلابية مسرحيّة منسقة مع الرئيس فلاديمير بوتين، ما يجعل بريغوجين قد نصب كميناً للاستخبارات الغربية ساهمت بكشف المتعاملين ضد الرئيس الروسي عند وصول قوات فاغنر الى أطراف موسكو، ويصبح هدفاً أكيداً لها، أم أن استقباله من قبل الرئيس بوتين بعد الانقلاب كان مسرحية أراد عبرها بوتين إزالة أي مناخات توحي بالغضب مما فعله بريغوجين، علماً أن فعله إذا كان عملاً انقلابياً يجعله هدفاً للاستخبارات الروسية؛ وفيما لم يصدر بيان رسمي يعلن مقتل بريغوجين ويقدّم رواية عن الحادث، توجّهت شخصيات روسية بالاتهام الى الاستخبارات الأوكرانية والغربية، بينما اتهم الرئيس الأميركي جو بايدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقتل بريغوجين، بقوله إنه لم يتفاجأ، وإن لا شيء يحدث دون بوتين.
لبنانياً، تعثّر مجدداً ملف التحقيقات القضائية في الجرائم المالية التي أشار إليها تقرير التدقيق الجنائي في وضع مصرف لبنان، بعد الإحالة التي وجّهها النائب العام التمييزي غسان عويدات، ومرة ثانية تنحّى القاضي زياد أبو حيدر عن المهمة، بصورة لافتة أعادت التذكير بـ التأجيل المستمرّ لمواعيد استجواب الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة، بذريعة استحالة تبليغه مواعيد الاستجواب، بصورة أثارت سخرية اللبنانيين وأسئلتهم عن جدّية الملاحقة القضائية.
أمنياً، خسر الجيش اللبناني ضابطين سقطا شهيدين بتحطم مروحيتهما في منطقة بحمدون، وقد تلقى قائد الجيش العماد جوزف عون التعازي من القيادات السياسية والمرجعيات الروحية التي أكدت على التمسك بالجيش وموقعه في وجدان اللبنانيين ومكانته الوطنية في حماية لبنان من المخاطر.
إعلامياً، عُقد لقاء موسّع في فندق ريفييرا بدعوة من اللقاء الإعلامي الوطني، تحت عنوان مواجهة خطر الفتنة، وتحدثت في اللقاء شخصيات إعلاميّة بعدما افتتحه الإعلامي روني ألفا، وألقت المحامية سندريلا مرهج كلمة اللقاء، وتحدّث رئيس تحرير صحيفة الجمهورية جورج سولاج، المستشار الإعلامي للرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون الإعلامي أنطوان قسطنطين، رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، عضو مجلس نقابة المحرّرين الصحافي غسان ريفي، وكانت الكلمة الختامية لوزير الإعلام السابق جورج قرداحي الذي خاطب المسؤولين سائلاً إلى أين تريدون أن تأخذونا وتأخذوا البلد، فنحن ليس لنا بلد سواه؟

فيما انشغل لبنان الرسمي والشعبي بإنجاز انطلاق أعمال الحفر والتنقيب عن الغاز والنفط في حقل قانا، تقدّم بالموازاة ملف تقرير التدقيق الجنائي ومسار الملاحقة القضائية لحاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، في ظل محاولة لتمييع التقرير واحتواء آثاره القانونية من خلال تعدّد الجهات القضائية التي ستتسلم ملف التحقيقات، وتنحّي بعض القضاة عن الملف.
وأفيد أمس، أنّ النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي زياد أبو حيدر تنحّى عن ملف التدقيق الجنائي الذي حوله مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات رافضًا تسلمه والتحقيق مع سلامة لوجود خصومة بينهما. ولفتت المعلومات إلى أنّه “بعد تنحّي القاضي أبوحيدر سيتم تحويل ملف التدقيق الجنائي الى القاضي رجا حاموش».
وتشير مصادر مطلعة لـ”البناء” الى أن “تشعيب الملف وتنحّي القضاة عن الملف يعقد المسار القضائي ويطول أمد إجراء التحقيقات اللازمة مع سلامة وبعض أفراد عائلته ومعاونيه وكل الذين ذكرت أسماؤهم في التقرير ومواجهتهم بالأدلة”، موضحة أن “التقرير حمل أدلة واضحة على أعمال فساد ومخالفة لقانون النقد والتسليف واستخدام الاحتياطات الإلزامية للمصارف والتي هي جزء من الودائع، رغم تستر التقرير على جوانب فساد كثيرة كالصفقات والسمسرات التي تدخل في سياق عمليات تحويل الأموال الى الخارج عبر حسابات وشركات وهميّة تعود لمقرّبين من سلامة”.
ولا تتوقع المصادر “أن يصل مسار التحقيق الى خواتيم إيجابية في وقت قريب لوجود تعقيدات قضائية وسياسية وتشعب في المتورطين مع سلامة من سياسيين ومصرفيين ورجال أعمال وقضاة وضباط وإعلاميين وصحافيين”، وتتساءل عن سبب تخلف سلامة عن الحضور الى جلسات التحقيق بذريعة تعذر تبليغه وكأن الأجهزة الأمنية والقضائية لا تعرف منزله أو مكان إقامته! وتتوقف المصادر عند إرسال سلامة “فلاش ميمور” بثلاث نسخ الى ثلاث جهات مقربة منه في الداخل والخارج وتتضمّن معلومات واسعة وأسماء تشمل كل المرحلة السابقة، وما إذا كانت رسالة ابتزاز وتهديد لكل من يريد تحويل سلامة الى كبش محرقة.
إلى ذلك، دعا رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان اللجنة الى جلسة تعقد الإثنين المقبل، لمناقشة التقرير الأولي للتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان الذي أنجزته شركة الفاريز ومارسال. وكان كنعان وجّه كتابين لوزير المال في حزيران وتموز الماضيين، للحصول على التقرير والمستندات المرتبطة به لعرضه على لجنة المال للمناقشة واتخاذ القرارات المناسبة.
على خط موازٍ، يعقد حاكم مصرف لبنان بالإنابة الدكتور وسيم منصوري مؤتمراً صحافياً في مصرف لبنان غداً، ومن المتوقع أن يتحدث عن حصيلة المشاورات السياسية منذ تسلمه حول العلاقة بين المصرف والحكومة ووزارة المالية، وسيجدّد منصوري رفضه تمويل الدولة من مصرف لبنان خاصة من دون تشريعات وقوانين تخوله ذلك. كما سيتوسع منصوري بالحديث عن ملف تمويل بواخر الكهرباء ومطالبة المصرف المركزي بتحويل ليرات مؤسسة كهرباء لبنان الى دولارات لتمويل بواخر الفيول الراسية على الشواطئ لتشغيل معملي الزهراني ودير عمار.
على خط رئاسة الجمهورية، لم تعلن أي جهة موعداً رسمياً لزيارة مبعوث الرئاسة الفرنسية جان إيف لودريان الى بيروت، ومردّ هذا التأخير بالإعلان وفق مصادر “البناء” يعود الى موقف قوى المعارضة وتأخر النواب بالرد على رسالة لودريان، فضلاً عن تريثه بتحديد موعد الزيارة قبل إجراء جولة مشاورات مع أعضاء اللجنة الخماسيّة لتكوين رؤية عن الخطوات التي سيقرّرها خلال زيارته. علماً أن مصادر حزبية تؤكد لـ”البناء” أن زيارة لودريان تأجلت حتى إشعار آخر، ولن تحصل قبل منتصف أيلول إن حصلت.
وعلاوة على ذلك فإن لودريان يستطلع نتائج حوار التيار الوطني الحر وحزب الله لكي يبني على الشيء مقتضاه، ولذلك هو ينتظر حصيلة هذا الحوار قبل تحديد موعد رسمي للزيارة.
وأفادت مصادر إعلامية أن النقاش الجدي بين التيار والحزب يدور حول بنود عدة أبرزها تتعلق بتحديد الوحدات الإدارية إما بحسب تقسيم الأقضية الحالية أو وحدات إدارية جديدة هي أكبر من قضاء وأصغر من محافظة.
وأشارت أوساط مطلعة في التيار الوطني الحر لـ”البناء” إلى أن “الحوار مع الحزب مستمرّ ولن يتوقف، لكنه لم يؤدِ الى نتائج نهائية حتى الساعة وهو يحتاج للمزيد من الوقت لكي تتوضّح صورته”، ولفتت الى أن “التيار أرسل ما طلبه الحزب من ورقة خطية تفصيلية لكل رؤيته للمرحلة المقبلة والمطالب الإصلاحية التي يرى أنها في صلب البرنامج لأي رئيس للجمهورية”، وأضافت: “لا نعتقد بوجود مانع لدى الحزب بمعظم بنود الورقة لكن ليس لديه القدرة على إقناع الآخرين لا سيما حركة أمل فضلاً عن مستلزمات وظروف تنفيذ الورقة قبل انتخاب رئيس للجمهورية”. وكشفت أن “النائب جبران باسيل ينتظر جواباً واضحاً من الحزب في المسائل الماليّة ليبنى على الشيء مقتضاه في الملف الرئاسي ولا تسوية رئاسية من دون الوصول إلى نتائج عملية في البنود العالقة”.
وأوضحت الأوساط أن “مطلبنا باللامركزية والصندوق الإئتماني ليس مصلحة للتيار فحسب بل للمصلحة الوطنية، ولذلك نعوّل على الحزب لإقناع حلفائه لتسهيل إقرار هذه الإصلاحات الإدارية والمالية وبالتالي تسهيل انتخاب رئيس الجمهورية”. ولفتت الى أن “اللامركزية لا تستهدف أي فريق أو حزب بل مصلحة لكافة الطوائف وتسهل عمل الأقضية وتخلق تنافساً بين الأقضية وحتى بين البلديات على الإنماء والتطوير حتى داخل القضاء الواحد مثلاً بين كسروان وجبيل”.
في ملف التنقيب في حقل قانا، أعلن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض “بدء التنقيب في البلوك رقم 9 اليوم وأنه ستصل عملية الحفر إلى عمق 1700م والنتائج الأولية بعد 67 يوماً، واهتمام الشركاء يشي أنّ نتائج التنقيب ستكون إيجابية”. ولفت فياض في حديث تلفزيوني، الى أن “الكونسورتيوم كان يفضّل منذ الأساس التنقيب في البلوك رقم 9، ولكنه كان يخشى قبل الترسيم”، وذكر بأن “البلوك رقم 8 تحرّر وبات بالإمكان مسحه”، مؤكداً بأننا “سنستفيد من الغاز إذا وجد انطلاقاً من العام المقبل”.
أمنياً، وفي ظروف غامضة سقطت طوافة عسكرية تابعة للجيش اللبناني بالقرب من ثكنة بحمدون. وأعلنت قيادة الجيش، “عن تحطّم طوافة تابعة للقوات الجوية في منطقة حمانا أثناء تنفيذ طيران تدريبيّ ما أدّى إلى استشهاد عنصرين وإصابة آخر”.
وأفادت مصادر “البناء” أن شهداء الجيش هم: النقيب ج. ح والملازم أول ر. ص. أما الجريح فهو المعاون أ.ص.
وأجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إتصالاً بقائد الجيش العماد جوزيف عون مستفسراً عن تفاصيل الحادث الذي أدى الى سقوط طائرة مروحية للجيش، كما قدم له التعازي بالضابطين الشهيدين متمنياً للرتيب الجريح الشفاء العاجل.
وليس بعيداً، أعلنت القيادة في بيان آخر، “إحباط محاولة تسلل نحو 700 سوريّ عند الحدود اللبنانية السورية بتواريخ مختلفة خلال الأسبوع المنصرم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى