أخيرة

دبوس

أرض ميعادٍ مع الرعب

من الحصافة، ومن رجاحة العقل أن يستفيد المرء من تجارب الإنسانية برمّتها، أكان هؤلاء أصدقاء أم أعداء، استمرار جيش أوكرانيا، أو ما تبقّى منه، بتبنّي تكتيك إرسال المُسيّرات الى الداخل الروسي هو تكتيك مزعج بالنسبة لروسيا، مزعج وليس قاتل، لأنّ دولة بحجم روسيا، وبكتلتها الديموغرافية، وبقدراتها التسليحية، تستطيع ان تستوعب هذه الهجمات، بالرغم من تأثيرها النفسي المؤذي، ولكن ماذا سيحدث لكيان مثل كيان الإحلال إذا ما نحن، وفي حالة اندلاع صراع شامل، استخدمنا هذا التكتيك بكثافة أكبر، وضدّ مساحة جغرافية متضائلة لا تزيد عن جزءٍ من 770 جزء من روسيا، ايّ انّ مساحة روسيا هي 770 ضعف لمساحة كيان الإحلال، وذلك بعد تدمير مجمل البنية التحتية للكيان، وتحطيم المنطقة التي هي بمثابة الكبد من جغرافيا هذا الكيان، بالضربات الصاروخية الدقيقة والذكية، ولا بأس بإطلاق القوارب المُسيرّة لتصطدم بكلّ سفينة تحاول الدخول او الخروج من موانئ العدو…
الفلسفة القابعة وراء هذا التكتيك هي إبقاء العدو في حالة قلق وخوف ورعب متواصل، فهذا العدو لا يمتلك الإرادة والقدرة على التحمّل التي تجعل نساءنا يخرجن من تحت أنقاض البيوت المهدّمة وهنّ يصرخن، لبيك يا نصرالله، إهدموا ودمّروا كيف تشاؤون، فنحن لن نتزحزح عن خيار المقاومة،
العدو لا يمتلك هذا النمط الإنساني، العدو سيندفع خارج الكيان لا يلوي على شيء، إذا ما أبقيناه لأسابيع وشهور تحت وطأة الخوف من الموت، بدون كهرباء، وبدون مواصلات، وبدون أّي مقدرة على الحركة، كلّ ما يحتاجه الأمر هو الاستمرار بإصرار بإرسال سيلٍ من المُسيّرات ليلاً ونهاراً، وبدون إنذار مسبق وبوتيرة تبقي على البنية الديموغرافية للعدو في حالة قلق وخوف دائمين، تجعله يلعن اليوم الذي فكر فيه بالعودة الى أرض الميعاد الواهمة.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى