أخيرة

دبوس

الهلال الخصيب

المراهنة التي يراهن عليها أولئك الذين يحملون لواء الأميركي والإسرائيلي مقابل المال والمنافع هي الاستمرار في توجيه أصابع الاتهام الى المقاومة بطريقة شعبوية تدغدغ مشاعر وعقول شريحة من الناس هي وازنة شئنا أم أبينا، فتعتمد جدلية أنّ وجود سلاح المقاومة في بلدنا هو السبب في كلّ ما وصلنا اليه، وقد نصل إليه من الفقر والعوَز وشظف العيش، وتحوّل 90 % من الشعب الى فقراء، والردّ على ذلك هو، من قال انّ طريق ذات الشوكة ستكون مفروشة بالورود والأرز والزهور وبأنعم الحياة والمن والسلوى؟ هذه الطريق التي تسلكها المقاومة هي طريق المعاناة والألم ولربما الموت، نحن حينما نختار طريق المقاومة، نختار طريق التصدي لكتلة إنسانية مفرطة في امتلاك عناصر القوة وعناصر التجبّر والهيمنة، يمتلكون بين أيديهم مقدرات هائلة فلكية، مضى على تراكمها قرون وقرون، وهم متمرّسون في لعبة السيطرة والاستحواذ والمراكمة، ولديهم أدوات ووكلاء وجيوش من العملاء في كلّ مكان، يستطيعون تحريكهم وتوظيفهم لخدمة مشاريعهم…
المهمة التي قام محور المقاومة بالتصدي لها كادت ان تكون في البدايات مهمة مستحيلة غير قابلة للتحقق، ولكن الإرادة الفولاذية لقيادة هذا المحور، والمقدرة على التضحية والبذل والعطاء التي طبعت توجهات محور المقاومة وجماهيره جعلت من المستحيل ممكناً، ومن الممكن منتصراً، نعم، لقد أذقناهم مرارة الهزيمة في كلّ المواجهات التكتيكية والإستراتيجية في جبهات القتال، ولكننا اقتصادياً نعاني الأمرّين بسببٍ من اللاتوازن والاختلال الفادح في موازين القوى، ولست أرى حلّاً ناجعاً كليّاً سيقفز بنا الى مكان المواجهة والانتصار اقتصادياً سوى التوحّد والتشبيك والبدء بإنشاء الكيانات المتكاملة، على سبيل المثال، الهلال الخصيب، كتلة تتكوّن من العراق وسورية ولبنان والاردن وفلسطين، ديموغرافياً، تصل الى المئة مليون نسمة، وقدرات إنتاجية هائلة انّ أحسن إدارتها، وناتج قومي إجمالي سيتخطى التريليون دولار، وقوة عسكرية هائلة، فقط، دعونا نرجو ونعيش مع الأمل…
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى