الوطن

لجنة المتابعة للمؤتمر العربي العام بعد اجتماعها الأسبوعي: تحية لأبطال «نفق الحرية» ودعوة للانتصار لحركة الأسرى ضدّ إجراءات الاحتلال والمشهد الدولي يشي بالمزيد من التراجع في النفوذ الأميركي والغربي في العالم

عقدت لجنة المتابعة للمؤتمر العربي العام الذي يضمّ المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي – الإسلامي، والمؤتمر العام للأحزاب العربية، ومؤسسة القدس الدولية، والجبهة العربية التقدمية، اجتماعها الأسبوعي عبر تطبيق «زوم» بحضور أعضاء وممثلي المؤتمرات وحركات المقاومة، وقد أدارت الاجتماع رحاب مكحل مساعدة الأمين العام للمؤتمر القومي العربي وعضو لجنة المتابعة في المؤتمر القومي – الإسلامي.
وجرى البحث في الأوضاع العربية والدولية مع توجيه تحية تقدير وإجلال لأبطال عملية «نفق الحرية» الذين تمكّنوا من فكّ أسرهم عبر عملية نوعية كان لها آثارها الهامة في تصعيد النضال الفلسطيني والمقاومة التي تسطّر كل يوم بطولات جديدة تبشّر عن قرب دحر الاحتلال.
ورأى المجتمعون توجيه التحية أيضاً للأسرى الأبطال في مواجهاتهم اليومية لإجراءات الاحتلال العنصرية والمنافية لأبسط حقوق الإنسان ودعوا إلى أوسع تحرك شعبي تضامني معهم في نضالهم وتحركهم حتى الإفراج عنهم.
ما زالت أذرع الاحتلال الإسرائيلي تضرب في كلّ اتجاه في القدس، وتخلّف وراءها تهويداً واستيطاناً وتهجيراً، وها هي جماعات المعبد المتطرفة تستعد لتنفيذ اقتحامات واعتداءات جسيمة على المسجد الأقصى بالتزامن مع موسم الأعياد اليهودية الذي يمتد من 16-9 إلى 7-10-2023، وها هي سلطات الاحتلال تواصل استهداف المقدسيين بهدم بيوتهم وتهجيرهم وقد أجبرت المقدسي حسن جعفر على تفريغ بيته في حارة السعدية في البلدة القديمة من الأثاث تمهيداً لهدمه. أما قطاع التعليم فما زال يتعرّض لاستهداف كبير خاصة على أعتاب العام الدراسي الجديد، وقد هددت مدارس عديدة بالإضراب في حال أصر الاحتلال على فرض المنهاج الإسرائيلي.
وامتدّت يد الإجرام الصهيوني لتصل إلى الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 فقد قُتل الشيخ سامي المصري في جريمة جبانة تحمل بصمات الاحتلال الذي يشجع على الجريمة المنظمة في الداخل الفلسطيني.
وأمام هذه الجرائم الصهيونية المتواصلة والمتصاعدة يدعو المؤتمر العربي العام إلى تكثيف الرباط في الأقصى وإطلاق حملة تضامن مع القدس والأقصى بالتزامن مع الأعياد اليهودية، ودعم قطاع التعليم في القدس، ويدعو أهلنا في الداخل الفلسطيني إلى وأد الفتنة والحفاظ على الهوية الوطنية والتنبّه لمحاولات الاحتلال تدمير المجتمع الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948 من داخله والتصدي لمخططات التخريب الإسرائيلية.
كما توقف المجتمعون أمام التطورات الجارية في المشهد السوري فأبدوا ارتياحهم للمعالجة الهادئة للاحتجاجات في مدينة السويداء والتي تؤكّد على حكمة من جهة، كما على وعي وطني وقومي عند أبناء جبل العرب، كذلك توقفوا أمام انتفاضة العشائر العربية في مناطق الجزيرة السورية ضد مشروع الانفصال الذي ترعاه واشنطن بما يؤكد أن الشعب السوري موحّد حول عروبة سورية ووحدتها واستقرارها وضد التدخل الأجنبي فيها.
وتناول المجتمعون المستجدات على الصعيد الدولي وتوقفوا عند اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره التركي رجب طيب أردوغان في مدينة سوتشي الروسية. والاجتماع كان بمبادرة تركية في محاولة ترميم العلاقات بين البلدين بعد أن وجّه الرئيس التركي «طعنة» لنظيره الروسي في استقباله لزيلنسكي الرئيس الأوكراني ونقض الاتفاق في احتجاز قيادات فيلق أزوف الاوكراني الذين أسرتهم القوّات الروسية. كما حاول الرئيس التركي إقناع الرئيس الروسي استئناف صفقات الحبوب الأوكرانية التي لم يجدّدها الرئيس الروسي بسبب عدم التزام الاتحاد الأوروبي بتعهّداته وبسبب استعمال قوافل الحبوب لنقل السلاح لأوكرانيا. كما تناول الرئيسان المستجدات حول الملفات الإقليمية وخاصة الملف السوري ومسار استانا.
وتوقف المجتمعون عند قمة دول بريكس التي عقدت في جنوب افريقيا والتي كان من مخرجاتها انضمام كلّ من مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، أضافة للجمهورية الإسلامية في إيران والأرجنتين واثيوبيا. ولاحظ المجتمعون أنّ قمة بريكس الموسعة قد تكون البديل لمجموعة دول 67 وتراجع جدوى مجموعة G20 التي لم يحضر اجتماع قمتها في الهند كلّ من الرئيسين الروسي والصيني تجنّبا للقاء ومصافحة الرئيس الأميركي.
من جهة أخرى توقف المجتمعون عند محاولة إيلون مسك الملياردير الأميركي ومالك شركة تسلا التي تنتج سيارات مُسيّرة كهربائيا والمالك الجديد لشركة التواصل الاجتماعي «X» في خلافه مع رابطة مناهضة التشهير العنصري المعروفة بأنها من أعمدة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة. ويطرح مسك سؤالاّ على المشاركين في منصة «X» حول جدوى إجراء استطلاع للرأي العام حول إقصاء الرابطة التي ترفض أيّ انتقاد للكيان الصهيوني وأيّ دفاع عن الحق الفلسطيني. واعتبر المجتمعون هذا الخبر تطوّرا مهمّاً ليس لصالح الكيان في العلاقة الشعبية بين الأميركيين والكيان الصهيوني.
كما توقف المجتمعون حول الانقلاب الأخير في الدولة الأفريقية غابون كحلقة من سلسلة تطوّرات تدلّ على انتفاضة أفريقية ضدّ الهيمنة الغربية وخاصة ضدّ المستعمر القديم الفرنسي. ولاحظ المجتمعون أنه خلافاً لانقلابات سابقة كانت تدبّرها المخابرات الغربية وخاصة الفرنسية أنّ الانقلابات الأخيرة بما فيها النيجر والغابون تحظى بتأييد شعبي كبير ورفض للوجود الفرنسي وترحيب بالوجود الروسي.
أما على صعيد المشهد الداخلي الأميركي فتوقف المجتمعون عند إمكانية محاكمة الرئيس بايدن بالفساد في الكونغرس الأميركي في الخريف المقبل وما يمكن أن يؤثر على بقائه في السلطة أو في الترشّح لولاية ثانية وتداعيات ذلك على مصداقية الولايات المتحدة في المواقف الخارجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى