أخيرة

دبوس

قوة الديموغرافيا

لطالما كانت طائرات كيان الاحلال تصول وتجول في أجوائنا، وتلقي علينا حمماً من النيران، فتقتل من الناس من تقتل، وتهدم من البيوت ما تهدم، وتدمّر البنى التحتية، ولا نملك من أمرنا شيئاً، الآن وبعد زحفٍ مضنٍ ووئيدٍ وصامتٍ ودامٍ تمكن أسود حزب الله بدعمٍ مطلقٍ من إيران وسورية من إيجاد حالة من توازن كمية النيران، ومن ثمّ المقدرة على التدمير الشامل…
الدرس المستفاد هو أنّ هذا العدو الصهيوأنجلوساكسوني لن يتراجع ولن يتوقف عن العدوان وعن نهب الثروات، وتدنيس كلّ ما هو مقدّس لنا ولن يرعوي إلّا إذا وجد قوة أمامه تلحق به الضربات وتكبّده الخسائر الفادحة وتهرق دمه، ساعتئذٍ، سوف يستدير ويعود من حيث أتى، وسيفكر ألف مرة قبل ان يرفع صولجان العدوان…
هذا ما يجب ان يحدث في دير الزور، وفي مجمل الشرق السوري، وهذا ما يجب ان يحدث في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المتتالية على سورية، مشوارنا طويل وما إزالة هذا الكيان البائد إلّا البداية، يجب ان يكون الهدف بالنسبة لنا ولكلّ قوى المقاومة إستقلال القرار والإيمان بوحدة هذه الأمة ونهضتها وسؤددها وتاريخها…
يجب ان يكون الهدف وكذلك التخطيط لتحقيق هذا الهدف والعمل لذلك هو توحيد هذه الأمة من خليجها الى محيطها، فلا يبقى هنالك بؤر تشدّنا الى الخلف، وتخدم المشروع المعادي، كالأنظمة التي خلّقت تخليقاً لخدمة المشروع الصهيوأنجلوساكسوني، ولا تبقى تلك الأصوات والدعوات الناشزة، كمثل، لبنان أولاً، أو مصر أولاً، أو العراق أولاً، نحن في زمن الكيانات الكبرى المتكاملة اقتصادياً والوازنة ديموغرافياً، أنظروا الى من يؤمل له ان يقود العالم في المرحلة المقبلة، قوىً ذات وزن هائلٍ ديموغرافياً، أحسنت استغلال هذه الكتلة الإنسانية الهائلة، وانطلقت بها علمياً وإدارياً نحو مراكمة الإنجازات، الصين، الهند، أندونيسيا، البرازيل، هذه هي القوى التي أصبحت وستكون في مقدمة الشعوب الناهضة في العالم في النصف قرن المقبل، لماذا لا يُضاف إليها، الأمة العربية، خاصة وهي تستحوذ على زمام الطاقة والإمكانات الشابة الفاعلة، وقدرات تكاملية هائلة، تحتاج الى الإدارة الواعية الملهمة واستقلال القرار والطموح نحو الشموخ واستعادة الدور العالمي الرائد.
إزالة الكيان هي البداية نحو سودان يصبح فعلاً سلة غذاء الأمة، وعراق كنز لهذه الأمة، ودجلة وفرات يتدفقان كما تدفّقا على مرّ التاريخ منذ آلاف السنين، ونيل لا يعوق حركته في الجسد السوداني والمصري لا نهضة ولا ألف نهضة، لأنّ هنالك أمةً قوامها نصف مليار إنسان، مفعَمة بالحياة والشباب، ستدمي قلب من يتجرّأ على المسّ بماء ونفط وخيرات هذه الأمة بلا رحمة، ثم انّ علينا أن نسلّط الضوء على العلاقة بين الديموغرافيا والقوة، ونحن نشهد قوىً تتمتع بكتل كبيرة ديموغرافياً، بدأت تشقّ طريقها نحو المقدمة، اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً، وخاصة أننا أمام مشروع مناقض لذلك، وهو مشروع كيان الاحلال الذي أراد ان يقيم قوة عظمى بديموغرافيا متضائلة.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى