جنين مدرسة.. تعلّموا
لم يتوقف مخيم جنين عن تقديم الدروس التي تؤكد سمات مشروع المقاومة، وهو بالأمس كان على موعد مع اقتحام قوات الاحتلال، ودارت فيه اشتباكات ضارية بين مجموعات المقاومة وقوات الاحتلال، تمّ خلالها تفجير عبوات ناسفة بآليات الاحتلال وتحقيق إصابات مؤكدة بين ضباطه وجنوده، وخلال شهور مضت سجل مخيم جنين العديد من ملاحم المواجهة البطولية مثبتاً تحوله إلى قلعة عصية على جيش الاحتلال.
يحضر مثال جنين كمدرسة في كيفية تعامل مجموعات المقاومة في ما بينها، وهي تنتمي خصوصاً الى فصائل عدة، أبرزها كتائب الأقصى المنتمية لحركة فتح، وكتيبة جنين التابعة لسرايا القدس في حركة الجهاد الإسلامي، وعرين الأسود التي ترعاها قوات القسام الجناح العسكري لحركة حماس، لكن المقاومين لم يتعاملوا يوماً باعتبار الشأن الفصائلي يتقدّم على قضية المواجهة مع الاحتلال وأولوياتها على كل ما عداها.
يتقاسم المقاومون الطعام والذخائر والمخابئ ومواقع القتال، ويحمي بعضهم بعضاً وينصر بعضهم بعضاً، فيقدّمون مثالاً عن الوحدة الوطنية الرائعة التي شكلت وفق أدائهم مصدر القوة الرئيسي لانتصاراتهم، وصمودهم وثباتهم.
السؤال لقادة الفصائل الفلسطينية هل يتعلّمون في مدرسة جنين معنى أولوية القضية على الحسابات الضيقة للفصائل؟ وأمام مشهد مخيم عين الحلوة والتصادم السياسي المعلن من قيادات حركتي فتح وحماس، من حق الفلسطينيين في كل مكان أن يسألوا قيادات الفصائل، أليس ما يجري مخجلاً قياساً بما يجري كل يوم في جنين؟
ربما يكون مفيداً، ولو من باب التمني، لو يتولى قادة المقاومة في جنين إدارة الوضع في عين الحلوة بدلاً من القيادات المركزية للفصائل، ربما كان الوضع قد حسم لصالح المصلحة الفلسطينية العليا منذ زمن.
التعليق السياسي