أخيرة

دبوس

إدارة الانتصار

حرب تشرين التي اندلعت منذ خمسين عاماً، والتي وجّهت فيها من قبل الجيش المصري والجيش السوري ضربة كادت ان تكون قاتلة للكيان الصهيوني، تمكّن العدو وبسبب من وجود منطقة ضعف وارتهان وسوء إدارة في جبهة القيادة العربية، والتي تمثلت في أنور السادات من تحويل النصر العسكري البائن، الى هزيمة سياسية ندفع أثمانها الباهظة حتى الآن.
لم تكن ثغرة الدفرسوار هي سبب الانتكاسة، ولكنها ثغرة أنور السادات النفسية والإدارية هي التي أطاحت بالانتصار العسكري الباهر، لقد تمّت مصادرة النصر العسكري في الميدان، وتفتّقت العملية السياسية بقيادة السادات عن هزيمة كارثية لأمتنا نذوق مرارتها حتى الآن، لقد أديرت مرحلة ما بعد الانتصار العسكري المبهر بطريقة اختلط فيها النهج الخياني بإلإضافة الى سوء إدارة مريع للنتائج التي أسفرت عنها الحرب، فوجدنا أنفسنا نقطف ثمار الهزيمة والخذلان في السياسة ما افترض ان يكون انتصاراً عسكرياً عادة يترتب عليه انتصار سياسي.
قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بعد ذلك، وبدلاً من استثمار الحالة العنفوانية البطولية التي نتجت عن الانتفاضة الأولى المباركة، والتي جعلت العدو ينزلق في مأزق سياسي وعسكري وأخلاقي لا مخرج منه، آثرت الانخراط في مفاوضات بلهاء، أثمرت في ما بعد عن واحدة من أسوأ الاتفاقيات بين محتلّ وشعب تحت الاحتلال في التاريخ، لم تسجل اتفاقية أوسلو بين المنظمة ودولة الاحتلال ايّ مكسب واحد للشعب الفلسطيني، بل كانت كلّ نتائجها تصبّ في مصلحة كيان العدو، إدارة مفعمة بالضعف والتخبّط لموقف كانت فيه يدنا هي العليا.
نحمد الله انّ محور مقاومتنا الآن، والذي يلحق بالعدو الهزائم المرّة، ليس فيه سادات آخر، ولا قيادة تشبه قيادة منظمة التحرير في شيء، ستمزّق قلب العدو، وتحطّم عظامه حتى يلعن اليوم الذي قرّر فيه التواجد…
سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى