إبراهيم: أيّ مغامرة بالخروج على الطائف تعني الدخول في المجهول
رأى المدير العام السابق للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم، أنّ «علينا التمسُّك باتفاق الطائف كخارطة طريق إلى الاستقرار والمضيّ في تنفيذه وتطبيق بنوده، ومراجعة كلّ خلل يعترض التنفيذ بروح من الديمقراطيّة والوطنيّة أولاً، وإلاّ فإنّ ما ينتظرنا إذا ما خرجنا عليه، اهتزازات جديدة قد تكون أعنف من كلّ ما سبقها».
وقال في محاضرة ألقاها أمس، في مركز «توفيق طبّارة» في بيروت «الطائف هو الوحيد المتاح، علينا أن نُجيد قراءاته بما يُعزّز روحنا الوطنيّة وإجماعنا الوطنيّ، لا بمصالح طوائفنا ومذاهبنا وصفة الانهيار والتقاتل والتشرذم وضياع الوطن ودكّ أركان مقوماته نقاط الحوار».
وأكّد «أن الطائفيّة مرضٌ مستعصٍ على الحلّ، وطالما أنّنا جميعاً نتحدث عن الحوار والمصالحة، فذلك يعني على الدوام، أنّنا في مشكلة، وهكذا حديث يدلُّ على تلك المشكلة أيّ الخلل الوطنيّ الذي نحن عليه»، مضيفاً إنّ «كلام الطوائف عن أدوارها المستقلّة وحجم حصصها في لبنان، يُلغي معنى الدولة التي هي ضمانة الأفراد والجماعات، ما عاد يُجدي حديث الطوائف عمّا لها على الدولة، بل صار المطلوب التفكير الجماعيّ، ومن عمق وطنيّ يعرف معنى الدولة المستقلة عن أيّ تبعيّة للخارج، كل الخارج، وهذا يشمل جميع الخارج. لقد صارت الأزمة وطنيّة ولم يعد للطوائف اختصاص محدّد، بل صار من اختصاص الجميع حماية الطائف والدستور».
واعتبر أنّ «أيّ مغامرة بالخروج على الطائف، في ظل الظروف الراهنة وبغياب الإستقرار الوطنيّ العام والشامل يعني الدخول في المجهول. وفي هكذا محاولة قد نعرف من أين ندخل، لكننا لن نعرف كيف سنخرج، والبلد على خط الإهتزازات الإقليمية، وفي لحظة يشهد العالم العربيّ ميْلاّ عارماً إلى «تقسيم المُقسَّم».