مانشيت

بايدن يستنفر إمكانات أميركا إلى جانب كيان الاحتلال.. والحاملة فورد وصلت المنطقة / نتنياهو يملأ الانتظار بالقتل والدمار والحصار في غزة… وأسئلة عن المعارضة والجيش ولبنان / العمليات الفلسطينية عبر الحدود تعقبها الحشود… وحزب الله يدمّر ملالة في أفيفيم… وطوفان في عمان /

كتب المحرّر السياسيّ
استكمل الغرب وفي المقدمة أميركا المناخ الإعلامي والسياسي الداعم بلا شروط لجرائم كيان الاحتلال في فلسطين، والوقوف وراء خطة التدمير والقتل والتجويع والتعطيش والحرمان من الدواء، التي وضعتها حكومة بنيامين نتنياهو قيد التنفيذ، تطبيقاً لنظرية وزير حربها يؤاف غالنت بأن في غزة حيوانات على هيئة بشر، ورغم إدراك الغرب عجزه عن تقديم دعم عسكري لجيش الاحتلال في المواجهات الميدانية مع قوى المقاومة، سارعت واشنطن إلى إرسال حاملة الطائرات جيرالد فورد ومعها مجموعة مدمّرات بمثابة رسالة دعم معنوي للكيان من جهة، ورسالة ردع لأعداء الكيان من جهة مقابلة، كما قال الرئيس الأميركي جو بايدن، بالرغم من أن أياً من هؤلاء الأعداء يعرفون ما يعرفه بايدن عن محدودية ما تستطيعه الحاملة والمدمرات، وقد تعامل هؤلاء الأعداء مع مثلها من قبل وربحوا جولات سابقة، وهذا يشمل حزب الله وسورية والعراق وإيران واليمن، ولذلك لم يقم أحد حساباً للإعلان الأميركي عن وصول الحاملة فورد الى المنطقة.
في غزة عملية تدمير منهجية وقتل على مدار الساعة، وبنيامين نتنياهو الذي أعلن عن نيته شن عملية برية يقيم الحسابات كثيراً قبل التورط. فالمعركة في مناطق عمليات طوفان الأقصى لم تنته، وكل يوم يتكشف عن مناطق لا يزال القتال فيها مستمراً، وجيش الاحتلال ليس بروحية قتالية وبنية تنظيمية تؤهله دخول حرب كبرى بعد صدمة الانهيار التي لم يستفق منها، ولم يتعافَ من نتائجها. والمحادثات السياسية لتشكيل حكومة طوارئ تضمّ المعارضة لا تزال معقدة، مع معرفة نتنياهو بمخاطر تحمّل مسؤولية الفشل بالانفراد ومعرفة قادة المعارضة بمخاطر مشاركتهم للشراكة بمسؤولية الفشل، ومطالبتهم بثمن يستحق هذه المخاطرة. ويبقى أن جبهة لبنان هي القلق الكبير، وماذا سيقرّر حزب الله، وما هي رؤيته وضوابطه ومعادلاته؟
على جبهة الحدود قام حزب الله بتدمير ملالة لجيش الاحتلال في مستوطنة أفيفيم المقامة على أراضي بلدة صلحا المحتلة، رداً على استشهاد ثلاثة من مجاهديه بقصف قوات الاحتلال أول أمس، بينما أثبتت عمليات الفصائل الفلسطينية أنها دقيقة وغير إعلامية وأنها موجعة لجيش الاحتلال، فصواريخ أمس سقطت على قواعد لجيش الاحتلال وعملية سرايا القدس أول أمس تسبّبت بمقتل ثلاثة من جيش الاحتلال بينهم نائب قائد اللواء الغربي باعتراف جيش الاحتلال نفسه.
على الحدود مع فلسطين دعوات لقوات القسام لكل الجماهير العربية والفلسطينية لحشود يوم الجمعة مؤيدة لفلسطين ومقاومتها وغزة، وفي عمان بداية عربية مؤثرة مثلها طوفان شعبيّ شهدته شوارع العاصمة الأردنية تأييداً للمقاومة وفلسطين وغزة.
سجل المشهد السياسي استنفاراً على المستويات كافة لا سيما دبلوماسياً وأمنياً. وعرض رئيس مجلس النواب نبيه بري تطورات الأوضاع والمستجدات الامنية والسياسية خلال لقائه رئيس الحكومة الذي غادر من دون الإدلاء بتصريح. وبحث بري الاوضاع والمستجدات في لبنان والمنطقة مع السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا التي غادرت من دون الإدلاء بتصريح.
وأفادت معلومات “البناء” أن السفيرة الأميركية نقلت إلى المسؤولين في لبنان رسائل تحذيرية تدعو إلى ضبط النفس في الجنوب وإلى عدم انخراط حزب الله في الصراع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإلا لن يكون بعيداً عن الاستهداف.
وعقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات أمنية في السراي لبحث الوضع الامني في البلاد والتدابير المتخذة. وفي هذا السياق اجتمع مع المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري. كما اجتمع مع المدير العام لأمن الدولة اللواء انطوان صليبا، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. كما استقبل رئيس الحكومة سفير مصر ياسر علوي ثم سفير المانيا كورت جورج شتوكل. واجتمع ميقاتي مع نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي.
وشدّد سفير بريطانيا هاميش كويل بعد زيارته وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب على أهمية عدم انجرار لبنان الى الصراع وبقائه بعيداً عنه كما تناول البحث عدة مواضيع ثنائية. وعرض بوحبيب مع سفير قطر لدى لبنان ناصر القحطاني الجهود القطرية لمساعدة لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية، كذلك تمّ البحث في الإعتداءات الاسرائيلية على غزة. وبحث بوحبيب مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التطورات في الجنوب اللبناني وغزة. كما اطّلعت فرونتسكا من بوحبيب على نتائج زيارته الأخيرة إلى نيويورك.
وردًا على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت عددًا من نقاط المراقبة التابعة لحزب الله، قام الحزب امس، باستهداف ملالة إسرائيلية من نوع زيلدا عند موقع ‏الصدح غرب بلدة صلحا (المستعمرة المسماة أفيفيم) بصاروخين موجّهين وتمت إصابتها ‏وتدميرها بالكامل.‏
أعلنت كتائب “القسام” أنها نفذت مساء أمس الثلاثاء، قصفًا صاروخيًّا مركزًا من جنوب لبنان على مستوطنات الجليل الغربي. وكان تمّ إطلاق عدد من الصواريخ من الجنوب اللبناني باتجاه الأراضي المحتلة، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس تبنيها لإطلاقها. فيما اعترضت القبة الحديدية الدفعة الصاروخيّة التي أطلقت باتجاه منطقة الجليل الغربي، وجرى تفعيل صفارات الإنذار في مستوطنة شلومي وعدد من المستوطنات.
وأعلن جيش العدو الإسرائيلي بأنه قام باستهداف نقاط مراقبة لحزب الله رداً على إطلاق صواريخ من لبنان. وشهدت المنطقة أيضاً تحليقاً لمروحيات عسكرية إسرائيلية. ليعود ويعلن عن قصف موقع آخر للحزب رداً على إطلاق صاروخ باتجاه مركبة عسكرية في أفيفيم. من جانبها أعلنت “القناة 12” الإسرائيلية، عن “مقتل 3 جنود إسرائيليين في الاشتباكات التي وقعت حول الحدود مع لبنان الاثنين.
كما استهدف قصف مدفعي إسرائيلي محيط بلدة الضهيرة الحدودية اللبنانية، ومحيط بلدات الشعيتية، وزبقين والقليلة والحنية شرقي مدينة صور. ولاحقاً، استهدفت قوات العدو منطقة علما الشعب، وباتجاه عيتا الشعب، رميش ويارون عند الطرف الغربي لقضاء بنت جبيل. كما استهدف القصف أيضاً محيط سهل الماري، واستهدفت مدفعية العدو مزرعة بسطرة في محيط مزارع شبعا بالقطاع الشرقي. ومعروف أن هذه المنطقة شهدت سابقاً توترات كثيرة بين عناصر من حزب الله والجيش اللبناني من جهة وقوات الاحتلال الاسرائيلي من جهة أخرى.
وفي السياق، أعلن الناطق الرسمي باسم اليونيفيل، أندريا تيننتي، أننا “نواصل اتصالاتنا مع السلطات على جانبي الخط الأزرق لتهدئة هذا الوضع الخطير للغاية، ونحثّ الجميع على ممارسة ضبط النفس في هذا الوقت الحرج”.
وسيّرت قوات “اليونيفيل” والجيش اللبناني دوريات مُشتركة على طول الخط الأزرق جنوب لبنان. وسجل استنفار لدى القوات الإسرائيلية على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وسط هدوء حذر في المنطقة. وكان جيش العدو الإسرائيلي أعلن عن الاشتباه بحدث أمني في الجولان وعند القاطع الشرقي لجنوب لبنان وأصدر أوامر للسكان بدخول الملاجئ. كما أعلن الجانب الإسرائيلي عن الاشتباه أيضاً في عملية تسلل في منطقة مزارع شبعا على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، قبل أن يتبين أن هذه المعطيات مزيفة.
مصادر مطلعة استبعدت في حديث لـ “البناء” أن يذهب حزب الله الى خوض حرب ضد “اسرائيل” رغم أن أحداً لا يستطيع التكهن بمسار الأمور في الساعات المقبلة، لكنها اعتبرت أن هناك حركة اتصالات دولية وعربية قائمة من أجل تهدئة الوضع داخل الاراضي المحتلة، وهذا يعني أن ما يحكى عن وحدة الساحات لم يحن أوانه بعد. واعتبرت المصادر أن الصراع قد يستمر أياماً الا أنه سيبقى محدوداً بمعنى ان الاشتباكات لن تتعدى ما حصل امس واول امس، وشدّدت على أن حزب الله ردّ رداً أولياً على استشهاد ثلاثة من عناصره بقصف مواقع إسرائيلية امس واول امس.
في ظل هذه المناخات، يعقد مجلس الوزراء، بهيئة تصريف الأعمال، جلسة في الرابعة من بعد ظهر غد الخميس في السراي الكبير، لعرض المستجدات الراهنة في ظلّ تطوّر الأوضاع على الصُعد كافةً، إضافةً إلى عرض التقرير الدوري حول تنفيذ مندرجات قرار مجلس الوزراء المتعلّق بموضوع النزوح السوري، بحسب بيان صادر عن الأمين العام لمجلس الوزراء.
من جهة ثانية، أكد نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين وائل الحسنية أنّ “الهجوم الإرهابي على الكلية الحربية السورية، عشية الذكرى الخمسين لحرب تشرين التحريرية، تقف خلفه دول خارجية وبؤر إرهابية من بينها العدو الصهيوني. وهدف هؤلاء هو دائماً الردّ على انتصار تشرين”.
وقال في كلمة ألقاها خلال لقاء تضامني مع سورية بمواجهة الإرهاب والاحتلال والحصار واعتزازاً بالدماء الزكية لشهداء الكلية الحربية في حمص، وانتصاراً للمقاومة الفلسطينية منفذة عملية “طوفان الأقصى” النوعية، نظمها القومي في قاعة خالد علوان: لكن ما حصل غداة هذه الذكرى على أرض فلسطين وفي جنوب لبنان، أكد أنّ دروسَ وعِبَر حرب تشرين ستظلّ راسخة، مضيفاً: مشهدية طوفان تشرين 2023، تطوف حدثاً نوعياً يستحضر مآثر تشرين 1973 الأسطورية، ولا عجب في ذلك. ومن هذه المشهدية نقول للبعض في لبنان وغير لبنان، إن المقاومة بسلاحها وتضحيات شهدائها وثقافتها هي السبيل الوحيد لحماية لبنان وتحرير ما تبقى من أرضه المحتلة وترسيخ معادلة الردع بوجه الاحتلال والعدوان.
وأكد الحسنية أن “المعركة التي نخوضها يترتب عليها الكثير، وينبغي أن ندرك حجم ما يجب أن نقدّم من تضحيات. لأنّ المعركة ليست مع العدو الإسرائيلي وحده، بل مع كلّ القوى والأدوات والمنظمات التي تقف مع العدو وتؤازره، ومع القوى العربية التي تسير في ركب التطبيع مع العدو، وتلتزم معه العمل لتصفية المسألة الفلسطينية.. وكم هي مخزية مواقف بعض الأنظمة الإقليمية العربية تجاه ما يحصل في غزة، إنها مواقف تساوي بين الجلاد الصهيوني والضحية الفلسطينية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى