أولى

ما الذي تغير بين حماس 2012 و2023؟

كانت الحرب الاسرائيلية على غزة 2012، التي أطلقت عليها «إسرائيل» اسم عملية «عمود السحاب»، حرباً استمرت ثمانية أيام شنّها جيش الاحتلال على قطاع غزة، وقد انطلقت شرارتها في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 بقتل جيش الاحتلال لأحمد الجعبري، رئيس الجناح العسكري لحماس في غزة نتيجة غارة جوية إسرائيلية وبدأت العملية رداً على رد حماس على عملية الاغتيال، الذي تمثل بإطلاق أكثر من 100 صاروخ على عمق الكيان خلال فترة 24 ساعة، وهجوم على سيارة جيب تابعة لدورية عسكرية إسرائيلية داخل غلاف غزة وانفجار ناجم عن عبوات ناسفة وقع بالقرب من الجنود الإسرائيليين خلف الخط الأخضر وقرب نفق يمرّ تحت الجدار الإسرائيلي في الضفة الغربية.
في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر، وبعد خمسة أيام على وقف الحرب زار وفد يضم ثلاثة نواب من قوى 14 آذار قطاع غزة وذلك للتضامن معه. وفي هذا السياق، أوضح النائب جمال جراح الذي ترأس الوفد لـ»LBCI» «أن الزيارة إلى قطاع غزة ولو أتت متأخرة هي للتضامن مع القطاع وشعبه في وجه العدوان الإسرائيلي الوحشي». ومن بعدها أفادت القناة عينها عن «توجه الوفد من معبر رفح لمعاينة الدمار الذي خلفته «إسرائيل» في عدوانها على غزة، وعند وصولهم إلى أول بناء مدني مدمّر اصطف أعضاء الوفد جميعاً متأثرين بحجم الدمار المهول الذي أصاب مشاعرهم، كما أعلن النائب أنطوان زهرا».
وقال زهرا «قد لا نستطيع إعطاء الشعب الفلسطيني ما يجب، ولكننا نحن هنا الآن للقول إننا نرفض الاعتداءات والتعنت الإسرائيلي والاستمرار بضرب بعرض الحائط حقوق الناس».
وكان قد أكد الأمين العام لقوى 14 آذار فارس سعيد أن «زيارة وفد من قوى المعارضة إلى غزة هي لإعلان التضامن معها بعد العدوان الإسرائيلي الأخير عليها، وللتأكيد أن الدفاع عن القضايا العربية ليس حكراً على أحد». وأشار سعيد في حديث لصحيفة «النهار» نشر الثلاثاء الى أن «هدف الزيارة التي تستمر يوماً واحداً هو التضامن مع الشعب الفلسطيني بعد العدوان الإسرائيلي الأخير عليه، وللتأكيد أن الدفاع عن القضايا العربية ليس حكراً على أحد سواء في لبنان أو في المنطقة». وأكد سعيد أن «الزيارة تتضمن لقاءات وجولات تفقدية للاطلاع على أحوال أهل غزة وإبداء التضامن والمؤازرة».
إلى ذلك، لفتت صحيفة «النهار» الى أن رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة «طرح فكرة زيارة الوفد أثناء العدوان واجتمع لهذه الغاية الأسبوع الماضي مع السفير المصري في لبنان أشرف حمدي لتسهيل زيارة الوفد». وأردفت أن «السنيورة استبق لقاءه السفير المصري باتصالات للتشاور شملت (رئيس حزب «الكتائب» اللبنانية) أمين الجميل و(رئيس حزب «القوات اللبنانية) سمير جعجع».
اليوم يحدث في غزة ما هو أخطر وأشد فظاعة وبشاعة بحق سكانها، لكن قوى 14 آذار تعزف لحناً آخر، وتعلن أن الوقوف مع فلسطين يمرّ بالابتعاد عن حماس، وإسماعيل هنية هو نفسه وحماس هي نفسها، وإسرائيل هي نفسها، فما الذي تغير؟
تغير شيء واحد هو أن حماس يومها كانت تصطف في الضفة التي تؤيّد الحرب على سورية، بينما حماس اليوم تصالحت مع سورية وأعادت ترتيب أوراقها على قاعدة وحدة قوى محور المقاومة، لأن الأولوية عادت فلسطين وليس تخديم مشاريع لا تخصّ فلسطين، بل تتم على حسابها، فانفض عنها جماعة 14 آذار وصنفوها عدواً!

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى