أخيرة

دبوس

الحشد والتدفق
ما زلنا منذ 75 عاماً نعاني من نفس التعويذة الشيطانية، والتي أدّت الى هزيمة العرب وضياع فلسطين والارتهان المطلق للهيمنة، هذه المشكلة هي عدم القدرة على التناجد في مساحة الأمة واستمرار التأثير القاتل لما فرضته علينا القوى المهيمنة من التشتت والانقسام ومصادرة القرار، تأتّى ذلك بفضل الأنظمة المستتبعة التي أوجدت لتكريس الانقسام والضعف والارتهان…
يحشد كيان في طور التكوين، لا يزيد تعداده عن 600 ألف إنسان، تمّ استحضارهم من أصقاع الارض، يحشد 75 ألف مقاتل، ولا تنجح الأمة التي كان تعدادها عشرات الملايين سوى في حشد 35 ألف مقاتل!
وضعنا هو كمثل جسد أصيب بفيروس ما، ولسبب غير مفهوم، لا تتدفق كريات الدم البيضاء للتصدّي لهذا الفيروس، فيترتب على ذلك موت الجسد، هنالك أنظمة زرعت قسراً بالضدّ من إرادة الأمة الكلية، لتمنع ذلك التدفق للتصدي للجائحات!
لو يُترك الأمر على سليقته، فيتدفق المقاتلون من أرجاء الأمة العربية نحو الثغور، ويحشد الملايين بمحاذاة الحدود مع هذا الكيان الشاذ المصطنع، لسقط هذا الوجود بالتداعي ومن رهبة الموقف، يمنع أسود العراق وفهود الجزائر ونشامى الأردن ونمور اليمن من تخطّي الحدود بأريحية وبدون معوّقات، والذين لو قيِّض لهم أن يتدفقوا الى الجبهة بمئات الألوف، انْ لم نقل بالملايين، لتبخّر هذا الكيان الجبان حتى بدون معركة، هذا هو دور هذه الأنظمة العميلة التي ابتلينا بها منذ مئة عام، تقف عقبة كأداء في طريق التواصل والتدفق والحشد، بينما يتحرك العدو كما يشاء، وينفرد بكلّ شعب على حدة، تلك هي مصيبتنا…
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى