أخيرة

وقفة إعلاميّة بمشاركة «القومي» تضامناّ مع صحافيّي لبنان وفلسطين وتأكيد دور الإعلام في فضح مجازر «إسرائيل»

نظّمت نقابات الصحافة، المُحرِّرين والمصوّرين اللبنانيين، وقفةً تضامنيّة في ساحة الشهداء أمام تمثال الحريّة وسط بيروت، تضامناً مع صحافيي وأطفال لبنان وفلسطين بعنوان «انتصاراً لدماء صحافيي وأطفال لبنان وفلسطين»، في حضور عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية على رأس وفد ضمّ وكيلة عميد الاقتصاد إنعام خرّوبي ومدير التحرير المسؤول في جريدة «البناء» رمزي عبد الخالق، منسق اللقاء الإعلامي الوطني سمير الحسن ووفد موسّع من اللقاء، وعدد كبير من الصحافيين والإعلاميين والمصوّرين من مختلف وسائل الإعلام.
وقدّم نائب نقيب المحرّرين صلاح تقيّ الدين المتكلّمين في الوقفة، وحيّا تضحيات أهلّ غزّة وصمودهم، ودعا الحاضرين إلى رفع الأقلام والكاميرات تحية لأرواح الشهداء لا سيما شهداء الصحافة في لبنان وفلسطين.
وتحدّث نقيب الصحافة عوني الكعكي، فوجّه التحيّة إلى أطفال لبنان وغزّة. ولفت إلى المجازر التي ترتكبها «إسرائيل» التي بلغ عدد ضحاياها أكثر من 10 آلاف شهيد بينهم 4 آلاف طفل، وأكثر من 30 ألف جريح، عدا عن المُشرّدين والذين ما زالوا تحت الأتقاض وكلّ ذلك أمام العالم الصامت».
واستنكر «جريمة قتل رجال الصحافة والتي هي تحدٍّ للإنسانيّة»، كما جريمة اغتيال الفتيات الثلاث مع جدتّهن في بلدة عيناثا في الجنوب».
وحيّا الكعكي أبطال عمليّة «طوفان الأقصى» والشعب الفلسطينيّ المقاوم، كما الأسرى في السجون «الإسرائيلية».
ثم كانت كلمة لنقيب محرّري الصحافة جوزف القصيفي، قال فيها «نلتقي اليوم في ساحة الشهداء، وعند التمثال الذي يمثلهم لا للبكاء والنحيب، بل للانتصار لدم الصحافيين والمصوّرين والأطفال في لبنان وفلسطين الذين سقطوا مضرّجين ببراءتهم في واحدة من أبشع جرائم التاريخ ارتكبها العدوّ الصهيونيّ عن سابق تصوّر وتصميم وتعمُّد، ولتأكيد عهد الوفاء لهم والقول إنّ جريمة الإبادة هذه التي لم تتوقّف منذ نشوء الكيان الغاصب، ازدادت هولاً واتسعت منذ السابع من تشرين الأول الماضي، يجب ألاّ تمرّ من دون عقاب».
أضاف «ويتعيّن على الأمم المتحدة، والمجتمع الدوليّ أن يكسرا الصمت، ويبادرا إلى التحرّك والضغط في إتجاه إحالة قادة إسرائيل أمام المحكمة الجنائيّة الدوليّة وإدانتهم على هذه المجازر في حقّ المدنيين في غزّة والضفّة وجنوب لبنان»، سائلاً «كيف لنا أن نغفر لإسرائيل إعدامها الأخوات شور وهنّ في عمر الزهور، ولا ذنب لهنّ سوى أنّهن كنّ ينتقلن إلى منطقة آمنة هرباً من القصف الوحشيّ على المنطقة الحدوديّة الذي استخدم القذائف الحارقة للقضاء على البشر والشجر والحجر».
واعتبر «أنّ قواعد اللعبة قد تبدّلت اليوم، فالعين أقوى من المخرز، وإرادة اللبنانيين والفلسطينيين أصلب وأوجع من الحديد والنار الذي يُلقى بالأطنان، لمحو أيّ أثر للحياة وإرساء معادلة التفوّق عن طريق الإبادة الجماعيّة، ضماناً لاستمرار كيان غاصب، يستمدّ شرعيّة وجوده من دم الأطفال والنساء والشيوخ، ويعمل على قتل الصحافيين والمصوّرين في محاولة يائسة لتغييب الشهود بغرض طمس معالم مجازره».
وتابع «لكن وعلى الرغم من التواطؤ الدوليّ وانحياز الإعلام العالميّ، فإنّ الشهود وإنْ أصبحوا في عداد الشهداء، أدّوا رسالتهم وكتبوا بحبر – دم، ووثّقوا بعدساتهم، كيف ابتعث هولاكو العبريّ، وكيف نشب نتنياهو أنياب دراكولا في أجساد الأبرياء، ومضوا لملاقاة وجه ربّهم مكلّلين بغار المجدّ والخلود ولسان حالهم يقول: اللهم اشهد أنّي بلّغت».
وختم القصيفي قائلاً: «أجل لقد بلّغتم، ووصلت الرسالة بأن قوّة الحقّ هي الأساس، وليس حقّ القوة. وأنّ الانتصار لكم ولأطفال لبنان وفلسطين، هو الطريق إلى النصر المبين. وأيّها الصهاينة اسمعوا ما نطقت وتنطق به ضحاياكم البريئة: وطنٌ دعائمه الجماجم والدم/ تتحطّم الدنيا ولا يتحطّم».
بدروه، حيّا المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسّان فلحة كلّ الإعلاميّات والإعلاميين في لبنان وفلسطين وقال «كان للإعلام دورٌ أساسيٌّ وجوهريٌّ في نقل الصورة والخبر والحقيقة. لقد انتصر الإعلام في لبنان في الأعوام 1993 و1996 و2000 و2006 عندما تضامن في نقل الحقيقة».
وتمنّى على الإعلام «أن نتضامن مع بعضنا البعض، وأن نضع اختلافاتنا البسيطة جانباً لأنّنا نُسجِّل اليوم انتصاراً في تضامننا وتآلفنا وتآزرنا وفي نقلنا للخبر والحقيقة عما يحصل في فلسطين»، كما تمنّى على الصحافيين «عدم إبراز الخلافات في وجهات النظر بين المؤسسات الإعلاميّة على حساب ما تؤدّيه».
كما أكد فلحة أنّ الإعلام الحديث مع التطور التكنولوجي قلب الصورة في العالم لمصلحة فلسطين، لأنّ الرأي العام بات يرى الحقيقة كما هي لا كما تنقلها إليه وسائل الإعلام العالمية الواقعة تحت سيطرة المال».
وكانت كلمة لرئيس المجلس الوطنيّ للإعلام المرئيّ والمسموع عبد الهادي محفوظ، اعتبر فيها أنّ الرأي العام الغربيّ يُشكّل عنصراً ضاغطاً على هذه الدول بحيث أصبح المطلب الأمميّ هو وقف إطلاق النار»، وقال»هناك أمرٌ مهمّ، على الإعلام اللبنانيّ أن يتعاطف ويكون موحَّداً خلافاً للوضع السابق الذي كان يشهد نوعاً من الخلافات السياسيّة في الإعلام على الاعتبارات الوطنيّة ويجب على «اتحاد الإذاعات العربيّة» الذي يُمثِّل الجامعة العربيّة أن يقوم بتحرّك أيضاً في هذا الإطار».
وتحدث الإعلامي فيصل عبد الساتر باسم اللقاء الإعلامي الوطني فأكد أنّ «علينا جميعاً أن ندرك أننا أمام معركة بل حرب طاحنة يقودها وحش ضدّ الإنسانية، وعلينا كإعلاميين وصحافيين أن ننحاز إلى الإنسان».
أضاف: «لا اختيار في ذلك ولا يمكن لأحد أن يكون خارج الإنسانية ومع الوحش. لذلك نحن هنا في لبنان علينا أن نتجاوز كلّ الخلافات وكلّ الحساسيات لنتوحّد جميعاً في إطار هذه المعركة وننحاز إلى فلسطين، إلى غزة، إلى الأطفال والشهداء المظلومين، ونقف جميعاً خلف جيشنا ومقاومتنا وخلف أطفالنا في فلسطين لنقول لكلّ هذا العالم أنّ إسرائيل لن تميّز في اعتداءاتها بين مسلم ومسيحي ولا بين حزب وآخر وبين دولة عربية وأخرى».
وكانت كلمة لنائب نقيب المصوّرين كريم الحاج الذي أكّد «دور الإعلام في فضح ممارسات الاحتلال ومجازره الوحشيّة وهو يُقدِم في كلّ مرّة على قتل الصحافيين والإعلاميين لأنّه يهاب الكلمة والفكر والكاميرا».
وطالب الحاج المؤسسات الإعلامية بتوفير التأمين للمصوّرين والصحافيين والمراسلين، على أن يغطي هذا التأمين الحوادث والإصابات الناتجة عن الحروب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى