«إسرائيل» المهزومة تهرب الى الأمام
عمر عبد القادر غندور*
لا يبدو سير الأمور في الشرق الأوسط يتجه الى التهدئة وربما العكس هو الصحيح وخاصة لدى الطغمة الحاكمة في كيان الاحتلال التي توعّدت البقية الباقية من سكان غزة الذين بقوا على قيد الحياة انّ ما ينتظرهم هو أشدّ قسوة من الموت! وتوجه وزير الحرب الصهيوني ممن بقين من أمّهات على قيد الحياة بالقول: كلّ من شارك من أبنائكم في أحداث 7 تشرين الأول هم في عداد الأموات! ويقول الكابينت العسكري لم يتبق إلا الوقت القصير لشن حرب على لبنان.
ويشعر المسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي بايدن بالقلق من اتساع نطاق الحرب في غزة ما سيؤدّي الى المزيد من الفوضى في الشرق الأوسط.
ووفقاً لمسؤولين انّ الجيش الأميركي يخطط بالفعل لعمليات ضدّ الحوثيين في اليمن، ما يعني انّ بايدن سيصبح في مأزق أكبر في الشرق الأوسط، تماماً مع احتدام موسم الحملات الانتخابية الرئاسية في العام الجديد.
ولتأكيد ما أشرنا إليه في بياننا الأخير فإنّ «إسرائيل» تجري محادثات مع راوندا وتشاد لاستقبال عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين من غزة مع تقديم منحة مالية سخية لأيّ فلسطيني يرغب في الهجرة الى جانب مساعدات واسعة النطاق للدولة المستقبلة، بما في ذلك المساعدات العسكرية.
وأسقطت الطائرات الإسرائيلية منشورات في سماء غزة تحمل عبارة «نلتقي في رمضان» في تلميح ربما الى انّ القوات الإسرائيلية تخطط للبقاء في غزة حتى شهر رمضان المبارك، ما يؤدّي الى تفاقم الصعوبات الحياتية المزرية. وحذر منسق الشؤون الإنسانية في الامم المتحدة مارتن غريفين انّ غزة أصبحت منطقة «غير صالحة للسكن» بعد القصف المتواصل عليها، وانّ المجتمع الأنساني يواجه مهمة مستحيلة لدعم مليوني إنسان، في الوقت الذي تشهد فيه الضفة الغربية زيادة لا مثيل لها في عدد المستوطنات الاسرائيلية الجديدة منذ بداية الحرب على غزة.
كما أنّ التوتر يتفاقم داخل حكومة الطوارئ في «إسرائيل» في أعقاب المواجهة الصاخبة داخل مجلس الوزراء، حيث هاجم بيني غانتس عدوه نتيناهو المسؤول عن كلّ ما حصل قبل 7 تشرين الأول وما بعده من انتكاسات على مختلف الصعد، ويدّعي نتنياهو أنه يعطي ايّ حصانة لحماس، وفيما تستمرّ المشادات بين نتنياهو وخصومه داخل مجلس الوزراء كمقدمة لإنهاء الحكومة، أكد نتنياهو للمبعوث الأميركي هوكشتاين انّ الحلّ العسكري جاهز اذا فشلت الديبلوماسية في تأمين حدودنا مع لبنان.
وعملياً بدأت ترجمة خطاب سماحة السيد حسن نصرالله بالهجوم الصاروخي على القاعدة الجوية «ميرون» في أعلى قمة في فلسطين كردّ أوّلي على اغتيال الشهيد العاروري، وتأكيده انّ السكوت عن هذا الاغتيال سيجعل لبنان مكشوفاً، وهذا لن يكون ابداً، وهو ما سيؤدّي الى انزلاق المناوشات الى حرب صريحة على عدة جبهات، بانتظار وصول وزير الخارجية الأميركي بلينكن الى الكيان حيث تبدو واشنطن محرجة من تطور الأحداث ولا نظن أنها غير قادرة على لجم صنيعتها «إسرائيل» التي تبدو في أسوأ وضع منذ العام 1948 على أعتاب انتخابات رئاسية أميركية ووصف خلالها المرشح دونالد ترامب الرئيس بايدن بأنه أسوأ رئيس حكم الولايات المتحدة.
ومرة جديدة وضع سماحة السيد في خطابه الأخير الأمور في نصابها وعزز الثقة بغدٍ أفضل ما ترك ارتياحاً، وخاصة لجهة استعادة الأراضي اللبنانية التي يحتلها جيش العدو في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر، وليس في لبنان وحده بل في الاقليم في مواجهة شذاذ الآفاق الذين احتلوا فلسطين، وسيرحلون عنها قريباً بإذن الله…
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي