تركيا تبيعنا كلاماً وتقدم لأميركا و”إسرائيل” الأفعال
أن تقوم تركيا بالتصويت لصالح دخول السويد الى حلف الناتو في توقيت استنفار العالمين العربي والإسلامي والشوارع العالمية تحت عنوان نصرة غزة وفلسطين، والمواجهة التي تخوضها قوى المقاومة وشعوب العالم بوجه الانحياز الأميركي والغربي لصالح التوحش الصهيوني، فهذا يعني أن تركيا لا ترغب بالاستقواء بهذا المناخ للقول إن الظرف غير مناسب للموافقة على توسيع الناتو، الذي يشكل عملياً بقيادة أميركية أبرز ظهير لجرائم كيان الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وأن الحد الأدنى الذي تشترطه تركيا للتعاون مع طلبات الناتو هو وقف العدوان على غزة.
عملياً تتصرف حكومة رجب أردوغان في تركيا تجاه العدوان على غزة وفق معادلة، الكلام الجميل للشعب الفلسطيني والشعوب الداعمة للقضية الفلسطينية، مقابل الأفعال المؤثرة لصالح أعداء فلسطين، وكان لافتاً مثلاً أن تكون دولة مثل جنوب أفريقيا هي مَن يتصدّر التوجّه إلى محكمة العدل الدولية لمقاضاة كيان الاحتلال، بينما لا تزال السفارة الإسرائيلية في أنقرة تمارس أعمالها بصورة طبيعية، وقد أقفلت دول مثل بوليفيا وتشيلي وكولومبيا سفارات الكيان، وقطعت علاقاتها معه احتجاجاً على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
الصحف الإسرائيلية تمتلئ بالأخبار التي تتحدث عن التعاون التركي الإسرائيلي، سواء بتزويد تركيا للكيان بالبضائع التي أصابها النقص بسبب إجراءات اليمن في البحر الأحمر، كالخضار والفواكه والمياه المعبأة، اضافة الى التقارير التي تشير إلى أن التعاون العسكري والأمني لم يتوقف بين أنقرة وتل أبيب، والتي كان آخر منتجاتها، إبعاد أنقرة للشيخ الشهيد صالح العاروري عن أراضيها بطلب إسرائيلي.
ما تقوم به اجهزة الأمن التركية برعاية الجماعات الإرهابية التي تشنّ حرباً على سورية، تلاقي الحربين الأميركية والاسرائيلية، اشارة كافية للموقع الفعلي الذي تريده حكومة أردوغان لتركيا في صراعات المنطقة التي لا تزال تمثل سورية محورها، ويمثل الموقف منها البوصلة الحقيقية لتحديد مواقع الأطراف، ولذلك تبدو تركيا بقيادة أردوغان شريكاً في الحرب على غزة رغم معسول الكلام الذي تفيض به بيانات التضامن الهادفة لخداع الشارع التركي الغاضب من مشهد المذبحة المفتوحة بحق الشعب الفلسطيني.
لقد سقط النائب التركي حسن بيتماز مغشياً عليه، ثم توفي إثر نوبة قلبية حادة، وهو يتحدّث على منصة البرلمان التركي، وكانت كلماته المدوية عن شراكة استراتيجية بين حكومة أردوغان مع كيان الاحتلال، انتقاداً واضحاً لسياسة الحكومة في ما يتعلّق بالحرب الإسرائيلية – الفلسطينية واستمرار العلاقة التجارية والسياسية بين أنقرة وتل أبيب. وكانت آخر كلماته «حتى لو صمت التاريخ فإنّ الحقيقة لن تبقى صامتة. لن تنجوا من عذاب الضمير. حتى لو نجوتم من عذاب التاريخ، فلن تتمكنوا من الهروب من غضب الله».
التعليق السياسي