رياضة

كان يوم «سعد» … بلقاء الرميحي

‬ إبراهيم وزنه

… وعلى طبق من صدفة، كان اللقاء مع عميد الصحافة الرياضية العربية الزميل سعد بن محمد الرميحي، لقاء مميزاً زاده جمالاً وغنىً ذلك الحضور اللافت لصقور الصحافة الرياضية العربية يتوسطهم سعادة الشيخ الخبير بتفاصيل الإعلام ودوره وأهميته حمد بن عبد العزيز آل ثاني. ففي المركز القطري للصحافة في الدوحة عاصمة الرياضة العربية، حيث التألق يترجم على أرضها حفاوة وتنظيماً لكبرى البطولات العالمية، والذي يرأس مجلس ادارته عاشق التاريخ والقلم، نجم الصحافة الرياضية المكتوبة أيّام توليه رئاسة تحرير مجلة الصقر الرياضية التي تنحّت مكرهة في ضوء هجمة الصحافة الالكترونية منذ عقدين من الزمن.
لقاء استمتعت على جنباته بفيض الطروحات والمداخلات والآراء التي تناوب على تقديمها مجموعة من أبرز العاملين في الصحافة الرياضية في عدد من الدول العربية، وغالبيتهم من الرعيل الإعلامي الأول في دول الخليج العربي، جميعهم اعترفوا بأحقيّة قطر بالوقوف فوق منصّة حسن التنظيم المصحوب بالابهار وبثّ القيم وحفظ التراث بالاضافة إلى وداعة الاستقبال وسلاسة التنقّلات وحجم المواكبة وسهولة العمل الإعلامي بكافة أشكاله.
استأنست كثيراً بكلام الأستاذ المعلّم، سعد الرميحي، وخصوصاً في سياق دفاعه عن الصحافة الورقية، وزدت استئناساً بأجاباته وسردياته التأريخية لمحطات مفصلية أسهمت بدفع قطر إلى الواجهة، وعلى أكثر من صعيد، طموحات قطرية لا حدود لها في عقل وقلب الأمير الوالد حمد بن خليفة آل ثاني بحسب «أبو محمد»، طموحات أوصلت قطر إلى ما هي عليه اليوم من نهضة وازدهار وعمران، مع الاشارة إلى أن الأمير حمد قال للرميحي في العام 1986 وهما في طريقهما لافتتاح دورة الألعاب الآسيوية … «سجّل عندك يا سعد ستنظّم قطر كأس العالم بكرة القدم في مقبل الأيام»… سرٌ أعلنه الرميحي للمرّة الأولى قبل أن نقرأه في كتابه الخاص الذي يحمل عنوان «ذكريات لا مذكرات» والذي من المتوقع أن يُعلن عن حفل توقيعه وطرحه للجمهور في المدى المنظور.
ومن ميدان الحوار المطوّل، فقبل كل إجابة على أي استفسار أو موضوع، كان الرميحي يذكر حادثة معيّنة، هادفاً من خلال سردها إلى تبيان نصف الإجابة، يذكرها بأدقّ التفاصيل، الزمان والمكان والأسماء… وهنا حسدته على نقاء ذاكرته، مع الاعتراف بحكمة وخبرة هذا الرجل الذي يقترب من السبعين بروح الشباب ودوام العطاء، ليعترف بأن المستقبل بحاجة للشباب وخصوصاً في ظل اختلاف المعطيات والحيثيات والتقنيات… وكم كان وفياً في استذكاره للزملاء الذي رحلوا، سمّاهم واحداً تلو الآخر وبريق الدمع يلمع في عينيه وحشرجة صوته عكست مدى إخلاصه ووفائه.
وأنا على وشك العودة إلى لبنان، ما عساني في ختام مقالتي، إلا أن أتوجّه بالشكر للكرام من أبناء قطر الذين وجّهوا لي الدعوة لحضور فعاليات كأس آسيا الثامنة عشرة،… وفي مجلس الكبار، قمت بإهداء كتاب الكبير «يوسف برجاوي … علمٌ وقلم» إلى رفيق درب البرجاوي، «أبو فراس» الذي غادرنا وهو في عزّ عشقه للحياة، فشكراً يا أبا محمد، وشكراً للشيخ حمد بن عبد العزيز آل ثاني، مع وافر الاحترام والتقدير للزملاء الذين جمعتني بهم الصدفة على أمل أن نتواصل دائماً في خدمة رياضتنا وإعلامنا وإنجازاتنا العربية… والسلام عليكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى