مقالات وآراء

إلى المضلّلين… «إسرائيل» تعتدي على لبنان منذ 1948

‬ عمر عبد القادر غندور*

مضللون أولئك الذين يعلنون حرصهم وانشغال بالهم على لبنان واللبنانيين، جراء ما يتعرّض له الجنوب العاملي من اعتداءات وانتهاكات من عدو مجرم معتد منذ نشأة الكيان الغاصب عام 1948، وبالأمس أدانته محكمة العدل الدولية بارتكاب الابادة الجماعية!
المضحك ان يتوهّم الغيارى على لبنان، انّ لبنان يقع في أقصى القارة الأوروبية، وليس في قلب الشرق الأوسط الذي عانى ويعاني من أطماع العدو الصهيوني في أرضه ومياهه ولا يزال يحتلّ أراضيَ لبنانية حتى اليوم!؟
يغيب عن هؤلاء الغيارى انّ لبنان جزء لا يتجزأ من غرب آسيا، وهي المنطقة التي تشهد توترات وأنصاف حروب واحتلالات وأطماعاً جيوسياسية واقتصادية، وتمثل فيها «إسرائيل» «رأس الحربة الأميركية» التي تمدّها بأحدث الاسلحة والطائرات والذخائر والتقنيات والوسائل التكنولوجية والمنصات الاعتراضية، ولديها عملاء «محليون» لا يخجلون من حقدهم ولا يفهمون قول الله تعالى «أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (٢٩) محمد»
ولا يُستبعد ان يكون هذا المناخ المتوتر في منطقة تختزن تسعين بالمئة من احتياطي الطاقة في العالم الى جانب موقعها كبوابة إلزامية للقارة الأكبر وفيها أهمّ الممرات المائية .
انّ كلّ ذلك يؤشر الى قيام أقطاب جديدة غير التي عرفها العالم منذ قرنين من الزمن ولا بدّ انّ الولايات المتحدة تدرك معنى هذه التطورات والتي تقابلها بالكثير من التفهّم والاستيعاب والدهاء.
بينما في لبنان من لا يستوعب الأحداث ويدّعي انّ المقاومة هي التي تسبّبت بالاعتداءات الصهيونية الدينية التي ما برحت تعتدي على وطننا، مع فارق وحيد انّ لبنان اليوم ليس لبنان الأمس، وفيه من يردّ الصاع صاعين، ويعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور، وهي المقاومة التي أخرجت «إسرائيل» من الجنوب عام 2000 والتي هزمت الجيش الذي لا يُقهر عام 2006 وهي حمت لبنان من الغزو التكفيري وهي الباقية على عهدها «جيش وشعب ومقاومة».
وفي هذه العجالة أسمح لنفسي ان أحيّي الصديق النائب جهاد الصمد الذي بدأ مداخلته في جلسة مناقشة بنود الموازنة في قوله: «انني أحيّي دولة جنوب أفريقيا التي ادّعت على دولة الاحتلال امام المحكمة الدولية»، وأقول له إنه عبّر عن رأينا داعياً له بطول العمر .
والى من يدّعي انّ العدو الاسرائيلي لا يضرب إلا من اعتدى عليه، هو اعتقاد خاطئ ويجافي الحقيقة لأنه كيان تلمودي صهيوني لن يرتاح ولن يستكين إلا بعد إقامة «دولة إسرائيل» من الفرات إلى النيل، ولذلك لن يكون لبنان أبداً ولا الدول القائمة بين النيل والفرات بحالة أمان ما لم تتحقق النبوءة التلمودية.

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى