أولى

المقاومة الدقيقة

– في فترة ما قبل التحرير عام 2000 تورّط الإعلام الإسرائيلي بتنظيم حملة على عدم صحة المعلومات التي يوزعها الاعلام الحربي للمقاومة عن العمليات التي تستهدف جيش الاحتلال وما ينتج عنها في صفوف جيش الاحتلال. وكانت المفاجأة التي لم يقم لها حساباً هي أن الإعلام الحربي قام بنشر فيديوهات مسجلة لتلك العمليات المعقدة التي تضمنت اقتحاماً لمواقع ورفع أعلام المقاومة عليها لوقت قصير قبل الانسحاب. ومنذ تلك الواقعة لم يعد يجرؤ إعلام الكيان على التشكيك بما تقوله المقاومة لأن أحداً لن يصدق هذا التشكيك حتى داخل الكيان. فالمقاومة صادقة والمقاومة دقيقة، وهي مصدر معلومات لا يقبل التشكيك.
– طوال الفترة التي أعقبت العام 2000 واظب إعلام المقاومة على إرفاق بياناته الحربية بالأفلام المسجّلة التي توضح صورة أعمال المقاومة، بما في ذلك بعض العمليات الدقيقة مثل عملية أسر الجنود الإسرائيليين في 12 تموز 2006، ومنذ طوفان الأقصى وإعلان المقاومة في لبنان عن دخول جبهة لبنان كجبهة مساندة لغزة ومقاومتها وشعبها، والإعلام الحربي ينشر الأفلام التي توثق كل البيانات التي تعلن عبرها المقاومة عملياتها وما استهدفته بالصورة.
– قبل أيام قليلة أدخلت المقاومة إلى الخدمة في الجبهة صاروخاً جديداً دقيقاً موجهاً هو صاروخ فلق 2، وأرفقت تسجيلاً مبهراً في كيفية أدائه وتركت التسجيلات نوعاً من الإبهار والذهول في أوساط المتلقين في كيان الاحتلال كما عكست ذلك وسائل التواصل الاجتماعي. والإبهار والذهول لدى جمهور العدو هو نوع من الردع. فقرر المعنيون في الحرب الإعلامية في الكيان خوض حملة معاكسة مستندين الى ان الأفلام المنشورة لكيفية أداء الصاروخ تنتهي بشاشة سوداء لحظة اصطدام الصاروخ بالهدف، لأن انفجار رأسه الحربي يتكفل بتفجير كاميرا التصوير التي يحملها والتي كانت تبث صور خط سيره. فنظّم الإعلام الاسرائيلي حملة عنوانها أين الانفجار؟ وأضافوا إليها صوراً للموقع الذي قالت المقاومة إنها استهدفته وفيه عمود إرسال كبير لا يظهر في الفيلم الذي وزعته المقاومة وقالوا أين العمود؟؟
– مرّة أخرى فاجأتهم المقاومة وفضحتهم بدقتها، التي تحاكي دقة صواريخها، فأخرجت من أرشيفها الحي المحدث تسجيلات متعددة للحظة اصطدام الصاروخ بالهدف وهو قبّة إلكترونية تجسسيّة، والتسجيلات مأخوذة بعدة كاميرات من زوايا مختلفة، ويظهر في لهيب الانفجار على القبة وكيفية تدميرها، ويظهر فيها العمود الضخم الموجود على مسافة من الهدف والذي لم يظهر في التسجيل الأول القائم على التصوير لمسافة خطية مباشرة نحو الهدف.
– أصابتهم المقاومة بالإبهار والذهول بدقتها كما أصابتهم بالإبهار والذهول دقة صواريخها، فزادت على الردع ردعاً.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى