أخيرة
دردشة صباحية
ثقافة الموت
يكتبها الياس عشّي
لا أريد أن أكون طرفاً في الحوار البيزنطي الدائر حول ثقافة الموت وثقافة الحياة، فلكلّ رأيه، وقناعاته، وحججه، وبراهينه، وقديماً قال ڤولتير:
«قد أختلف معك في الرأي، ولكني على استعداد أن أموت كي تقول رأيك كما تشاء».
دعوني أتوقف مع ثقافة الموت في المسيحية؛ فالمسيحيون تقوم عقيدتهم على موت السيد المسيح شهيداً على الصليب، مدمّى الوجه على طريق الجلجلة، متوّجاً ملكاً بإكليل من الشوك، لتكون «جمعة الآلام» نقطة العبور إلى «أحد النور».
هذا في المسيحية، وقبل المسيحية وبعدها، أعطى سقراط، والحلّاج، وابن المقفع، وسعاده، وكلّ الشهداء، معنىً سامياً للموت عندما يكون الموت شرطاً لانتصار الحياة.
أهميّة ثقافة الموت أنها لم تُبتذل، وأنّ لها دوراً أساساً في إرساء حياة كريمة للشعوب الساعية للحرية، ووقفات العزّ، واحترام العقل…