مانشيت

جولة مفاوضات تبدأ اليوم في باريس ومعلومات عن احتمال التوصل الى اتفاق / اليمن يستهدف السفن العسكرية الأميركية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة / المقاومة تضرب معسكرات إسرائيلية في الجليل والجولان بصواريخ ثقيلة دقيقة

 كتب المحرّر السياسيّ

يكتمل اليوم عقد الواصلين للمشاركة في اجتماع باريس الثاني للبحث في مسودة اتفاق لتبادل الأسرى بين حركة حماس وجيش الاحتلال، مع وصول الوفود المشاركة بعدما وصل مدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز ورئيس جهاز الموساد ديفيد بارنيا، وتوقع وصول رئيس حكومة قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل اليوم، بعد تهديدات إسرائيلية ببدء معركة رفح، ردّت عليها حماس بالتهديد بتعليق التفاوض ما لم تصل المساعدات الإنسانية الى شمال قطاع غزة، ما أجبر حكومة الاحتلال على الاستجابة، وأعاد فتح طريق التفاوض. وكانت الجولة السابقة في باريس قد اقترحت صيغة تبادل وهدنة تتحول لاحقاً الى وقف لإطلاق النار لم يلبث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن تراجع عنها بعد إضافة حركة حماس عليها تعديلات طالت عدداً من بنودها، لكنها قبلت إطار الاتفاق الذي قامت عليه. وبينما كان التفاوض حول معادلة التبادل بين الأسرى الفلسطينيين والأسرى الإسرائيليين يشكل العقدة الرئيسية في التفاوض، كانت ورقة باريس تتحدث عن عشرين أسيراً فلسطينياً مقابل كل أسير إسرائيلي على أن يكون بين المفرج عنهم عدد من أصحاب المحكوميات العالية الرموز الفلسطينية في الأسر، مقابل طلب حركة حماس لمعادلة الكل مقابل الكل مع عدم الممانعة بتوزيعها على مراحل بالنسبة والتناسب، بما يتضمن توزيع أصحاب المحكومات العالية والرموز بالنسبة ذاتها. وتتوقع مصادر متابعة لجولة باريس الحالية بتفاؤل عبر عنه عضو مجلس الحرب في كيان الاحتلال بني غانتس ووزارة الخارجية الأميركية بالحديث عن فرص تدعو للتفاؤل بالتوصل الى اتفاق. ورفضت مصادر المقاومة التعليق بانتظار ما سوف يصلها من مقترحات، مؤكدة أنها لن تساوم على معادلة التبادل من جهة وربط التبادل بصيغة واضحة لإعلان وقف نهائي للحرب من جهة موازية.
بانتظار ما يشهده مسار التفاوض تواصلت عمليات المقاومة في غزة بإلحاق المزيد من الخسائر بجيش الاحتلال، مع إشارات على تململ في صفوف النازحين في رفح توحي باحتمال بدء التسرّب الى الأراضي المصرية ما لم تدخل كميات كافية من المساعدات يومياً، بينما على جبهة اليمن تصاعد نوعي في عمليات أنصار الله لم تنجح الضربات الأميركية بإيقافه، رغم الغارات المتواصلة، حيث نجح أنصار الله باستهداف سفن حربية أميركية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة، كما أعلن الناطق العسكري اليمني العميد يحيى سريع.
على جبهة لبنان، سجلت المقاومة عدداً من العمليات النوعية التي تجاوزت الخط التقليدي للجبهة، حيث استهدفت صواريخ ثقيلة عالية الدقة عمق المناطق المحتلة في جبهة الجولان وعمق الجليل، قالت مصادر إعلامية في كيان الاحتلال إن بعضها استهدف معسكرات تدريب وحدات النخبة من الكتائب التي تمّ سحبها من غزة لإعادة تأهيلها، بينما كان ضمن أهداف عمليات المقاومة باعتراف وسائل الإعلام الإسرائيلية منشآت اقتصادية وتجمّعات عسكرية واستيطانية.

وحافظت الجبهة الجنوبيّة على سخونتها وعلى وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في القرى الآمنة، متجاوزة مرة جديدة قواعد الاشتباك الجغرافية باستهداف بلدة كفرمان في محافظة النبطية ما أدى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى. كما استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي تلة الحمامص جنوب لبنان. واستهدفت غارة إسرائيلية بلدة بليدا. كما شنّ الطيران الإسرائيلي غارة على منزل في الخيام. واستهدفت قذائف إسرائيلية بلدة شيحين.
في المقابل ردّ حزب الله على العدوان الإسرائيلي الجديد بـ»استهداف ثكنة كيلع ‏بعشرات صواريخ الكاتيوشا وأصابها إصابة مباشرة». كذلك أعلن الحزب، في بيان آخر، أنه دكّ ثكنة يوآف بصواريخ الكاتيوشا، وقصف مقر قيادة اللواء الشرقي 769 في ثكنة كريات شمونة وموقع رويسات العلم في مزارع شبعا المحتلة بالأسلحة الصاروخية و»موقع السمّاقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة».
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أشارت الى إصابة منزل في «كفار يوفال» في الشمال بصاروخ مضاد للدروع أطلق من لبنان، كما أصاب صاروخ آخر مضاد للدروع أطلق من لبنان منزلاً في «كريات شمونة» من دون انطلاق صفارات الإنذار.
وزفت المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد هشام حسين عبدالله «أبو زينب» مواليد عام 1987 من بلدة الخيام في جنوب لبنان، والشهيد المجاهد حسن محمود صالح «جعفر» مواليد عام 1973 من بلدة عدشيت في جنوب لبنان، على طريق القدس».
وفي محاولة يائسة لتطمين مستوطني الشمال المهجّرين للعودة إليها، زعم رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أننا «سنعيد الأمن إلى الشمال بكل الطرق وعلى حزب الله أن يدرك ذلك».
ونقلت مصادر «البناء» تحذيرات دبلوماسية لمسؤولين لبنانيين بأن «إسرائيل» قد توسّع عدوانها على لبنان خلال الأسبوعين المقبلين لاستفزاز حزب الله لاستدراجه الى حرب واسعة تكون المخرج للحكومة الإسرائيلية لإنهاء الحرب على جبهتي لبنان وغزة عبر قرار في مجلس الأمن الدولي يضمن الأمن الإسرائيلي من جنوب لبنان وغلاف غزة.
وأشار خبراء عسكريون لـ»البناء» الى أن الضربات الإسرائيلية على الجنوب وإن كان مؤلمة وتصيب بعضها المدنيين، لكن الإسرائيلي يتحاشى قدر الإمكان استهداف المدنيين ولا يجرؤ على ارتكاب مجازر كالتي يقوم بها في غزة أو تلك التي شهدها الجنوب في عدوان تموز 2006، بل يقيس ضرباته بشكل لا يدفع حزب الله لردات فعل تجر الى حرب واسعة مع لبنان، لذلك يحاول جيش الاحتلال الإيحاء من هذه الضربات أنه استعاد زمام المبادرة وأنه يتحكم بقواعد الاشتباك وأنه المبادر بالهجوم وأنه لا يزال يملك قدرة الردع لإرسال تطمينات وهمية وإعلامية لمستوطني الشمال المهجرين للعودة الى مستوطناتهم وأنه يسعى لتوفير الضمانات الأمنية لهم من خلال ردع حزب الله وإبعاده عن الحدود مسافة معينة من خلال تدمير المنازل في القرى الحدودية على مسافة 7 كلم»، لكن ذلك وفق الخبراء لا يحقق الأهداف الإسرائيلية لأن منطقة تحرك حزب الله للقيام بعملياته العسكرية ليست من المنازل في القرى الحدودية ولا بالقرب منها، بل بمساحات مفتوحة وغير محدّدة، إذ يمكن للحزب إطلاق الصواريخ من مسافة قريبة أو متوسطة أو حتى بعيدة نسبياً وتصيب أهدافها بدقة، وبالتالي لا يمكن إبعاد حزب الله على الحدود، أي أن الحرب الجوية الإسرائيلية عاجزة عن ردع حزب الله ودفعه لوقف الجبهة، وبطبيعة الحال العملية البرية مستحيلة في ظل انشغال الجيش الإسرائيلي بحرب غزة، وإن حصلت العملية البرية فلن تغير في واقع المعادلات شيئاً ولن تحقق الأهداف بل ستلحق هزيمة جديدة وكبرى وحاسمة في «إسرائيل» ككيان وليس فقط كجيش».
لكن الخبراء يحذرون من حزام أمني يسعى جيش الإحتلال لفرضه على لبنان كأمر واقع من خلال تدمير المنازل والبنية التحتية في القرى الحدودية.
ولفتت مصادر مطلعة على الوضع الميداني لـ»لبناء» الى أن المقاومة تردّ على العدوان الإسرائيلي على المدنيين بنوعين من العمليات العسكرية: الأولى عمليات أمنيّة نوعيّة ومعقدة مثل استهداف مراكز عسكرية وأمنية إسرائيلية حساسة واستراتيجية على عمق عشرات الكيلومترات وبصواريخ دقيقة، والثاني استهداف مستوطنات إسرائيلية بعشرات الصواريخ من الكاتيوشا وتلحق خسائر بشرية ومادية فادحة بالمستوطنين»، مشددة على أن المقاومة قادرة على حماية معادلة الردع على الحدود ولجم العدو وإلزامه التقيد بقواعد الاشتباك ولو أنه حاول خرقها وفرض قواعد ومعادلات جديدة. كاشفة بأن المقاومة لم تستخدم سوى نسبة ضئيلة من قدراتها العسكرية والبشرية والصاروخية والتكنولوجية.
وحيّت كتلة الوفاء للمقاومة، عقب اجتماعها الدوري، «موقف التضامن الشعبي في لبنان والأداء الرسمي تجاه الاعتداءات والتهديدات الصهيونية لأمن لبنان وسيادته»، معتبرةّ أن «المواقف التي يعلنها سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله، تعكس تطلعات واستعدادات معظم اللبنانيين وتستحضر الحكمة والحرص على حماية البلاد وحفظ مصالحها الوطنيّة السياديّة والسياسيّة والعامة».
ولفتت الكتلة الى أنّ «إطالة أمد العدوان من شأنها أن تزيد من مخاطر التوتر واتساعه، وتهدّد الاستقرار الإقليمي وأن النقض الأميركي لأي قرار يدعو لوقف نهائي لإطلاق النار يؤجج هذه المخاطر والتهديدات.. كما أنّ الهدنة المؤقتة تغري العدوّ بالمماطلة والابتزاز ثم استئناف العدوان واستكمال مخطط الإبادة».
وشدّدت الكتلة على أنّ «الإدارة الأميركيّة تتحمل المسؤولية الكاملة عن تمادي الصهاينة في ارتكاب جرائم الإبادة ومواصلة اعتداءاتهم ضدّ غزّة وأهلها ومحاصرتهم وتجويعهم وتدمير معالم الحياة في بلادهم»، معتبرة «أنّ وقف العدوان بشكلٍ تام ونهائيّ ورفع الحصار كليًّا عن غزّة وانسحاب القوات الصهيونية إلى خارج القطاع، كل ذلك يُشكّل المدخل الطبيعي لتبادل الأسرى والمعتقلين ولحفظ وتثبيت حقّ الشعب الفلسطيني في استئناف حياته وإعادة إعمار ما تهدّم وهو حقٌّ يجب أن تصونه الأمم المتحدة وتدين منتهكيه».
وشيّعت بلدة مجدل زون بموكب شعبي حاشد الشهيدتين خديجة سلمان والطفلة أمل الدر، بحضور ممثلين عن قيادة حركة أمل وحزب الله ولفيف من العلماء ورجال الدين وفعاليات سياسية ودينية وبلدية واختيارية واجتماعية وأهالي البلدة والقرى المجاورة. وشدّد النائب علي خريس على «أننا سنكون على أتم الاستعداد لمواجهة أي عدوان إسرائيلي تجاه لبنان والجنوب والأراضي المقدسة».
واستقبل رئيس الحكومة قائد قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» الجنرال أرولدو لازارو وعرض معه الوضع في الجنوب والتعاون القائم بين الجيش وقوات «اليونيفيل».
وبعد مغادرة وفد الكونغرس الأميركي الذي ركز محادثاته مع المسؤولين على الوضع الجنوبي وفي شكل خاص كيفية مساعدة الجيش ومسار صرف المساعدات الأميركية الممنوحة له، وفيما عدل السفير ديفيد هيل عن زيارة لبنان، مكتفياً بالمشاركة عبر تقنية زوم في ندوة حول كتابه «الدبلوماسية الأميركية تجاه لبنان 1943- 2023» الاحد المقبل شهدت الساحة حركة دبلوماسية فرنسية – مصرية لإطلاع المسؤولين على أجواء مداولات الخماسي الدولي.
واستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سفير فرنسا هيرفيه ماغرو وعرض معه الوضع في جنوب لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا. أيضاً، زار السفير المصري لدى لبنان السفير علاء موسى، البطريرك الراعي، وتناول اللقاء الأوضاع والاستحقاقات الدستورية في لبنان. وأطلع السفير المصري البطريرك الراعي على جهود مصر واللجنة الخماسية لإنهاء الفراغ الرئاسي والمشاورات الجارية مع مختلف الأفرقاء في لبنان بهذا الصدد. وقال «لا يمكن بقاء دولة بحجم لبنان من دون رئيس في ظل ما يحصل في المنطقة». كما استقبل الراعي السفيرة الأميركية ليزا جونسون.
وعشية جلسة مجلس الوزراء المقرّرة اليوم لبحث الأوضاع الحياتية والمصرفية، تظاهر العسكريون المتقاعدون عند أبواب المرافق الرسمية، على وقع إضراب عام في أكثر من مؤسسة وإدارة رسمية لا سيما موظفو الوكالة الوطنية للإعلام التي احتجبت أمس.
وأجرى ميقاتي اتصالاً بوزير المال يوسف خليل وطلب منه وقف دفع الحوافز الإضافية التي تم تخصيصها لبعض موظفي الإدارة العامة دون سواهم، على أن يستكمل البحث في هذا الملف برمّته في جلسة مجلس الوزراء اليوم من خارج جدول الأعمال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى