أخيرة

دبوس

أبطال بلا حدود…

الموت حرقاً هو أصعب أنواع الموت والأكثر إيلاماً، والدليل على ذلك هو أنّ العذاب الذي اختاره الله لأولئك الذين يرتكبون الجرائم في الحياة الدنيا من القتلة والمفسدين في الأرض والظالمين المسرفين في ارتكابهم الخطايا، والذين ينشرون الرذيلة والفواحش، ويجتهدون في فعل كلّ ما يناقض الخير ويحطّمون كل القيم والفضيلة، ويسعون دائماً في سبيل الشيطان كان عذاب النار، والدليل العملي على انّ الآلام المترتبة على الاحتراق هي الأفظع والأكثر عذاباً، هو انّ أولئك الذين كانوا في الطوابق العليا في ناطحتي السحاب في نيويورك في 9/11 آثروا القفز الى الموت حينما اندلعت النيران في أماكن تواجدهم، وهو تصرف فطري تلقائي يثبت انّ عذاب الاحتراق بالنيران هو الأفظع…
خلاصة ما أرمي إليه أننا بإزاء تغييرات هائلة آخذة في الحدوث في العقل الكلّي الإنساني على مساحة الكرة الأرضية برمّتها كنتيجة لطوفان الأقصى، فأن يُقدم ضابط شاب في سلاح الجو الأميركي على إحراق نفسه أمام سفارة الكيان الزائل في واشنطن وهو يصرخ بملء عقيرته، الحرية لفلسطين، الحرية لفلسطين، الحرية لفلسطين يشكّل حدثاً عظيماً، وانقلاباً جوهرياً يشقّ طريقه في صميم الوعي الإنساني، ويحفر عميقاً في وجدان بني البشر، بعد ان أصابهم الطوفان في الجدر الموضوعة في النطاق المحيط بعقولهم، والذي شيّده على مرّ العقود منظومات الدجل والكذب والتلفيق الأوليغارشي الرأسمالي الغربي، والذي يستحوذ على مقدرة هائلة من الثروات، سيطرت بطريقة غوغائية جاهلية عمياء، وطفقت تمعن في قتل وتشويه الحقيقة، غير آبهةٍ بالمظالم المرعبة التي ألحقتها بالنقاء الموضوعي القيَمي للإنسان، فبات الناس في مجمل الشارع العالمي يسيرون كأنهم مأخوذون ومسلوبون للإرادة، وغير قادرين على استبصار الحقيقة، حتى كان الطوفان…
تحية إكبار وحب وإجلال إلى روح هذا البطل الكبير، آرون بوشنل، بل وتحية إعلاء وتقدير عظيمين، وامتنان بلا حدود الى هؤلاء المجاهدين الأمميين من أمثال راشيل كوري وجوليان أسانج وجورج عبدالله، وأخيراً وليس آخراً، آرون بوشنل، وقبل هؤلاء جميعاً… أرنستو تشي غيفارا، والذين آثروا الوقوف مع الحق والحقيقة، وبلا هوادة، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من أفنى حياته بكلّ شجاعة نصرة للمظلومين والمستضعفين.

سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى