مانشيت

تظاهرة لطيّارين عسكريين أميركيين تضامناً مع زميلهم بوشنل: لا للإبادة الجماعيّة / بايدن يأمل بالتوصل إلى اتفاق الاثنين… ويقول إنّ لا عمليات عسكرية في رمضان / المقاومة تطلق 100 صاروخ وتستهدف ميرون وقاعدة خلال جولة لرئيس الأركان /

كتب المحرّر السياسيّ

قال طيارون عسكريون أميركيون احتشدوا عند السفارة الإسرائيلية في واشنطن تخليداً لذكرى زميلهم ارون بوشنل الذي أحرق نفسه حتى الموت أمام السفارة داعياً لخروج أميركا من المشاركة في حرب الإبادة الجماعية التي تخوضها “إسرائيل” ضد الفلسطينيين. وتناوب الطيارون المحتجّون على الكلام مؤكدين تبني شعارات بوشنل بوقف حرب الإبادة بحق الفلسطينيين ووقف الدعم الأميركي للجرائم الإسرائيلية وحماية قادة “إسرائيل” من المحاسبة والمساءلة. ووجّهوا في ختام اللقاء التضامني النداء لكل الأميركيين وكل شعوب العالم للتحرّك بسرعة طلباً لتكثيف الضغوط عبر العالم لفرض وقف الحرب.
في أميركا أيضاً، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أنه متفائل بقرب التوصل إلى اتفاق للتهدئة في غزة، محدداً موعداً مبدئياً الإثنين المقبل، ناقلاً عن حكومة بنيامين نتنياهو تعهداً بعدم شن عمليات حربية في غزة خلال شهر رمضان، وفيما نفت حكومة نتنياهو معلومات بايدن عن قرب التوصل إلى الاتفاق مع مواصلة المساعي، لم تعلق على كلامه عن تعهّد إسرائيلي بعدم شن عملية كبرى في شهر رمضان.
على جبهة لبنان جنوباً تواصلت عمليات المقاومة، التي استهدفت قواعد إسرائيلية عديدة على طول الحدود حتى عمق الجليل الأوسط، وأطلقت خلال يوم أمس أكثر من 100 صاروخ، متنوّعة الأحجام والرؤوس، بينما تمّ استهداف أحد المواقع القتالية والقواعد في الجليل الغربي خلال جولة لرئيس الأركان هرتسي هليفي داخل القاعدة، في وقت لاحظ مراقبون إسرائيليون تراجع الاستنفار داخل قواعد القبة الحديديّة التي تضاءلت الحالات التي تطلق فيها الصواريخ المضادّة، وحالات أقل تنجح فيه صواريخ القبة بإسقاط صواريخ المقاومة.

وأعلن حزب الله في بيانٍ استهداف قاعدة ميرون للمراقبة الجوية على جبل الجرمق في تمام الساعة 8:00 صباحاً رداً على ‏العدوان الإسرائيلي على محيط مدينة بعلبك في البقاع، بدفعة صاروخية كبيرة من عدّة راجمات. وسُمعت صفارات الإنذار في مستوطنات سعسع وكفار حوشن ودوفيف وسفسوفة في الجليل الأعلى، واعترضت القبة الحديدية عدداً من الصواريخ التي أطلقت نحو «إسرائيل» والتي استهدف بعضها قاعدة «ميرون الجوية» على جبل الجرمق. وأعلن جيش العدو الإسرائيلي «اننا استهدفنا موقعاً عسكرياً وبنية تحتية تابعة لـ»حزب الله» رداً على قصف قاعدة ميرون». أيضاً طال القصف المدفعي الإسرائيلي، محيط بلدة يارون ومحيط منطقة تلة الحمامص، وسقطت قذيفة قرب المدخل الغربي لبلدة الوزاني. وشنت «إسرائيل» غارتين على بلدتي جبشيت والبيسارية للمرة الأولى. كما استهدفت غارتان إسرائيليتان بلدة المنصوري في قضاء صور. في المقابل، استهدف “حزب الله” ‏موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابة ‏مباشرة”. واستهدف حزب الله «التجهيزات التجسسية في موقع ‏الرمثا بالأسلحة المناسبة». واستهدف «جنوداً إسرائيليين على تلة الطيحات بالأسلحة المناسبة».
وقال ضابط في سلاح “ضد الدروع” في “حزب الله” لـ “الميادين”: “تكيّفنا مع أيّ متغيّر يُمكن أنّ يلجأ إليه العدوّ من خلال معرفتنا الكبيرة بالأرض”. وأضاف الضابط أنّ “ما شاهده العدوّ لم يتجاوز الخمسة في المئة من مستوى قدراتنا».
وغداة التصعيد الميداني غير المسبوق، بعدما وصلت الصواريخ الإسرائيلية الى البقاع، صدرت سلسلة تحذيرات دبلوماسية من تفلّت الأمور نحو ما لا تُحمَد عقباه، واستعجال لتنفيذ القرار 1701. في السياق، قال رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو إننا “شهدنا خلال الأيام الماضية تحولاً مقلقاً في تبادل إطلاق النار”. وتابع “في الأيام الأخيرة، واصلنا عملنا النشط مع الأطراف لتخفيف التوترات ومنع سوء الفهم الخطير، ولكن الأحداث الأخيرة لديها القدرة على تعريض الحلّ السياسي لهذا النزاع للخطر”. وحث لاثارو “جميع الأطراف المعنيّة على وقف الأعمال العدائية لمنع المزيد من التصعيد وترك المجال لحلّ سياسي ودبلوماسي يمكن أن يعيد الاستقرار ويضمن سلامة الناس في هذه المنطقة”.
وليس بعيداً، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا التي أطلعته على جولتها الأخيرة في المنطقة والآليات التي تسمح بتطبيق القرار الدولي 1701. ودعت كل الأطراف إلى التهدئة والعمل لإنجاز الحلول الديبلوماسية.
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية، أن “واشنطن لا تريد تصعيد التوتر في شمال “إسرائيل” سواء منها أو من حزب الله”. وأعلنت أن “إسرائيل” أبلغت الولايات المتحدة أنها لا تريد التصعيد مع لبنان وأنها تريد حل النزاع دبلوماسياً.
سياسياً وحكومياً، لا يزال موعد جلسة مجلس الوزراء قائماً اليوم عند الثالثة في السراي اذا اكتمل النصاب وعلى جدول أعمال الجلسة المصارف ورواتب القطاع العام وإذا لم يكتمل النصاب فستؤجل الى الخميس المقبل.
وبالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء ينفذ تجمع العسكريين المتقاعدين كل الموظفين والمتقاعدين عسكريين ومدنيين، اعتصاماً في ساحة رياض الصلح الساعة الرابعة عشرة، لرفضه العرض المطروح حول تصحيح الرواتب والأجور في القطاع العام والقاضي بإعطاء الضباط 3 معاشات والرتباء أربعة معاشات على أن لا تقلّ عن 8 ملايين ليرة لبنانية لكونه لا يؤمن الحد الأدنى من المطالب التي طالب بها التجمع لتحقيق العدالة والمساواة والحد الأدنى للعيش الكريم لكل عائلات الشهداء والموظفين والعسكريين والمتقاعدين.
وفي إطار المبادرات الرئاسية، يواصل تكتل الاعتدال الوطني الرئاسي، جولاته على المسؤولين والكتل السياسية والمراجع الدينية، فالتقى وفدٌ من التكتل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب أطلعه على تفاصيل المبادرة التي طرحها التكتل لانتخاب رئيس للجمهورية، وكانت مناسبة جرى خلالها التباحث في تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة. كما زار وفد تكتل الاعتدال رئيس اللقاء الديمقراطي، وقال النائب هادي أبو الحسن، “المطلوب اليوم أن لا نوصد هذه الأبواب، بل أن نشرّعها من أجل التسوية الوطنية والحلول”. وزار وفد “الاعتدال” البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي هنأهم على “المبادرة الحلوة”.
وتشدّد مصادر مطلعة على حراك الاعتدال، لـ “البناء” ان المبادرة دونها عقبات ولن تصل إلى الخواتيم المرجوة لا سيما أن حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري لا يزال يتمسك بترشيح الوزير السابق سليمان فرنسية لرئاسة الجمهورية، معتبرة أنها تدور في حلقة مفرغة خاصة أن حزب القوات واسوة بالتيار الوطني الحر يعترضان بشكل مطلق انتخاب فرنجية، وتجزم المصادر أن هناك عقبات تقف خلف عدم نجاح المبادرة وتتصل باقتناع اللاعبين المحليين والدوليين أن لا رئاسة في المدى المنظور، وأن كل الملفات مؤجلة إلى ما بعد انتهاء الحرب على غزة، مع تشديد المصادر على أن مبادرة الاعتدال لم تتطرّق الى جوهر المشكلة فالدعوة للتفاوض مهمة، لكنها لن تحصل إذا لم تتبدّد الهواجس.
وأكد تكتل لبنان القويّ في اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، تمسّكه بموقفه من انتخابات رئاسة الجمهورية باعتبارها استحقاقاً سيادياً لبنانياً داخلياً، لا يجوز ربطه بأي حدث خارجي. وجدّد التكتل تمسكّه بكل تشاور هادف ينتهي حكماً بانتخاب رئيس للجمهورية مع الأولوية أن يتمّ ذلك بالتوافق بين الكتل على اسم الرئيس وإلا فليتمّ الانتخاب بالمنافسة الديمقراطية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى