أولى

14 آذار 1978… حرب «إسرائيلية» لم تحقق أهدافها

‬ معن بشور

ظن الصهاينة أنهم بحربهم على لبنان في 14/3/1978، رداً على العملية البطولية التي قادتها الشهيدة الفتحاوية ابنة مخيم صبرا دلال المغربي ومعها مجموعة الشهيد القائد كمال عدوان (الذي يتردد اسمه كثيراً هذه الأيام مع ما يتعرّض له المستشفى الذي يحمل اسمه في شمال غزّة) من عدوان صهيوني متواصل، إنهم قادرون على سحق المقاومة الفلسطينية من خلال احتلالهم للأرض اللبنانية جنوب نهر الليطاني، ومن خلال إعلانهم لدولة «لبنان الحر» برئاسة سعد الحداد.. لكن حسابات حقلهم يومها لم تنطبق على حسابات البيدر، فواصلت القوات المشتركة الفلسطينية – اللبنانية مقاومتها، مما اضطر العدو إلى شن ّحربه الكبرى على لبنان في حزيران 1982، معتقداً أنه بإخراج قوات المقاومة الفلسطينية والجيش العربي السوري من لبنان قادر على إخماد جذوة المقاومة في الأمّة، فكانت النتيجة أننا شهدنا في أجواء تلك الحرب (التي امتدّت لأكثر من 90 يوماً) وبعدها انطلاق مقاومة وطنية وإسلامية لبنانية ما زالت مفاعيلها مستمرة حتى اليوم…
واليوم وبعد 46 عاماً على تلك الحرب التي ما زال اسم أحد أبطال مجموعة كمال عدوان، الأسير المفقود يحيى سكاف حاضراً بيننا، وفي أجواء ملحمة «طوفان الأقصى» المستمرة منذ 157 يوماً، نستطيع أن نقول للعدو وكل داعميه، لا سيّما في واشنطن، أنّ لا تلك الحرب الخاطفة، كما كان يسمونها، ولا كلّ الحروب المتتالية نجحت في تحقيق أهدافها.. فلا المقاومة انتهت، ولا الاحتلال بقي، ولا معسكرات الاعتقال استمرت، ولا دولة سعد الحداد وبعده أنطون لحد صمدت يوم تحرير الأرض.
نتذكر تلك الحرب – الاجتياح لنقول كم يخطئ حكام تل أبيب وواشنطن حين يعتقدون أنهم يحاربون فصيلاً أو تنظيماً فلسطينياً أو لبنانياً وحده بهدف اجتثاثه، بل عليهم أن يدركوا أنهم يحاربون شعباً بأكمله، وأمّة بأسرها لم يمنعها تخاذل حكامها من أن ترد على العدو انتصاراً لغزّة، سواء من جنوب لبنان أو من اليمن في البحر الأحمر وباب المندب، او من العراق وسورية، او من شوارع المدن العربية التي يقول أبناؤها لأهل غزّة وفلسطين، نحن معكم مهما طال الزمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى