الهبارية ورسالة وحدة الدم

عاش اللبنانيون أجواء المعمعة المفتعلة لتصريحات ومواقف استهدفت المقاومة، مرة بذريعة الترويج لأكاذيب ملفقة عن قيام المقاومة بإطلاق صواريخها من بلدة رميش، ومحاولة اللعب على الوتر الطائفي في استعادة مقيتة لمرحلة ما قبل الاجتياح الإسرائيلي وخلاله، كشفتها وفضحتها المقاومة وتحقيقات الأجهزة الأمنية، وعاشوا ايضاً معمعة مواقف نواب فازوا بأصوات العاصمة أرادوا التنديد بمشاركة الجماعة الإسلامية في مقاومة العدوان الإسرائيلي على لبنان وفي نصرة الشعب والمقاومة في غزة.
في لحظة انكشاف زيف الرواية الهوليودية عن رميش، وظهور التأييد الشعبي في شوارع العاصمة وعاصمة الشمال، لموقف الجماعة الإسلامية، جاء العدوان الإسرائيلي على بلدة الهبارية وارتقاء سبعة أقمار من شباب الإسعاف شهداء، فأطلق موجة كاسحة من التأييد لوحدة الدم التي يقدمها مشهد الجنوب اللبناني، ويعرضه على الداخل ليطال سائر المكونات السياسية.
التبريك بشهداء الهبارية ورقة اعتماد للوطن مطروحة على طاولة القوى السياسية، للابتعاد عن الأحقاد كموجّه للسياسة لدى البعض. فالمقاومة حالة شعبية لا عسكرية، وهي تتسع للجميع تحت سقفها، أما الذين يريدون مواصلة اختراع الأكاذيب طلباُ لرضا خارجي، فعليهم أن ينتبهوا أن هذا الخارج يقف عاجزاً عسكرياً أمام حركة شعبية في اليمن، ويقع تحت ضغط شارع يرى أن فلسطين عنوان حق ومظلومية، وعاجلاً أو آجلاً سوف يفرض الرأي العام إرادته على الحكام.
العرقوب الذي كتب سيرة المقاومة في ستينيات القرن الماضي ووقعها بالدم، يعيد الحكاية فيستحق التحية، والشعور بالفخر لأن المقاومة تكللت بدماء أبنائه كضمير وطني جامع.

التعليق السياسي