مانشيت

انتخابات بايدن تفرض التراجع على نتنياهو بفتح معابر للمساعدات وإعفاء قادة / الردّ الإيرانيّ يهيمن على المنطقة ويفرض على الكيان تجميد كل الحروب بالانتظار/ السيد نصرالله: تحوّل مفصليّ وكل الاحتمالات واردة… والمقاومة جاهزة للحرب

كتب المحرّر السياسيّ

تراجع بنيامين نتنياهو مرتين، مرة أمام موجة متطلبات الانتخابات الرئاسية الأميركية، بعدما جمع الرئيسان جو بايدن ودونالد ترامب المتنافسين رئاسياً، على أن نتنياهو مطالب بوقف النار فوراً، وإعادة تأهيل صورته وصورة الكيان في الملف الإنساني لتحسين صورة أميركا في شارعها بعدما فقدت ثقة الشارع أمام هول التوحش والإجرام في حرب غزة. وعلى هذا الصعيد اتخذ المجلس الوزاري المصغر بطلب من نتنياهو، ما يلبي تعهداته لبايدن، بفتح معابر جديدة أمام المساعدات الإنسانية وتسهيل العمل في المعابر القائمة، وقرّر رئيس أركان جيش الاحتلال إعفاء عدد من قادة الجيش من مسؤولياتهم بعد تحميلهم مسؤولية اغتيال النشطاء الغربيين في المطبخ المركزي العالمي. وبقي الموقف الأميركي تحت عنوان نراقب ونحكم على النتائج. أما تراجع نتنياهو في المرة الثانية فقد جاء تحت ضغط تصاعد التهديد الإيراني الذي حجب في عيون جمهور المستوطنين في الكيان كل الحسابات، لصالح القلق من خطر داهم يمثله التهديد الايراني واحتمال تحوله إلى حرب كبرى، ما جعل الكلام عن معركة رفح وحرب على لبنان يتراجع، حيث كل شيء في الكيان له وجهة واحدة، التحسّب من الرد الإيراني وحساب حجمه ومكانه وتوقيته.
الحرب في غزة ويوم القدس وطوفان الأقصى وجبهة لبنان اجتمعت كلها كعناوين في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بمناسبة يوم القدس، حيث دعا الى التوقف عن التساؤل عن الردّ الإيراني فهو آتٍ لا ريب فيه، أما أين ومتى وكيف، فتلك أسئلة لا جدوى من طرحها لأن الأجوبة عليها لن تُعرف قبل حدوث الرد. والسؤال الوحيد الذي اعتبر السيد نصرالله أنه واجب الطرح هو الى أين؟ فالغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، بتوقيتها وظروفها وسياقها أدخلت المنطقة في مرحلة جديدة، وتمثل تحوّلاً مفصلياً، ما بعدها ليس كما قبلها. وقال السيد نصر الله سوف نراقب ونرى بعد الردّ، كيف سيتصرّف الاحتلال، هل سيقوم بالردّ، وما هو نوع وحجم ومكان الردّ، وهل سندخل في ردّ وردّ على الردّ، واحتمال تفكير الكيان بالمخاطرة بالذهاب الى الحرب. واعتبر أن التفكير بالحرب على لبنان سوف يكون تصرّفاً أحمق ودليل جنون قادة الكيان. وأضاف، الحرب لا نخشاها وقد أعددنا لها عدتها، ونحن لم نستخدم بعد أسلحتنا التي أعددناها للحرب، ولا قواتنا التي أعددناها للحرب، وإن وقعت الحرب فسوف تكون هي نقطة التحول في مستقبل الكيان ووجوده وعساها تكون الخاتمة التي تتخلّص فيها المنطقة وشعوبها من هذا الكيان.

وأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن محور المقاومة ذاهب إلى انتصار تاريخي وكبير في هذه المعركة، مشددًا على ضرورة أن نصمد وأن نثبت في غزة والضفة ولبنان واليمن والعراق، وأنّ الرد الإيراني على العدوان الصهيوني على القنصلية الإيرانية في دمشق آتٍ لا محالة، وأن هذا الموضوع هو مفصل منذ السابع من أكتوبر.
في كلمة له خلال الاحتفال المركزي الذي أقامه حزب الله، بمناسبة يوم القدس العالمي، أشار إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية في موقفها ومواقفها كانت ولا تزال سندًا حقيقيًا لكل مَن يقاتل هذا الاحتلال ويقاوم في فلسطين ولبنان والمنطقة، وأنها قلعة راسخة صلبة لا يمكن أن تخذل وتبيع وأن تتخلى عن إيمانها ودينها وأصدقائها والمظلومين.
وقال: “نحن نقاتل برؤية نصرٍ رغم التضحيات”، لافتًا إلى أن “المهم أن نواصل ونصمد ونتابع في كلّ الجبهات بأمل واضح وكبير بأن نتيجة المعركة هي النصر، ومن يخمّن أن المعركة فيها هزيمة عليه إعادة حساباته”، وتابع “محور المقاومة في هذه المعركة سينتصر انتصارًا كبيرًا”.
وتطرّق السيد نصرالله إلى موضوع الاعتداء الصهيوني على القنصلية الإيرانيّة في دمشق، معتبرًا أن هذا مفصل منذ السابع من أكتوبر، وقال “كونوا متأكدين أنّ الرد الإيراني بشأن موضوع القنصلية الإيرانية آتٍ لا محالة”. وتابع “جزء من المعركة مسألة استنزاف العدو بالنسبة إلى تحديد توقيت ومكان وشكل الردّ، وأن الإسرائيلي متأهّب وخائف من الرد الإيراني وهذا جزء من المعركة باستنزاف العدوّ معنويًا وماديًا”. وأوضح أن “الردّ محسوم وإيران كلّها على قلب رجل واحد”، منبهًا إلى أن “الكل يجب أن يحضّر نفسه وأن يرتّب أموره وأن يحتاط كيف يمكن أن تذهب الأمور وأن نكون جاهزين لكل احتمال”. وتابع “هذه الحماقة التي ارتكبها نتنياهو باستهداف القنصلية في دمشق ستفتح بابًا كبيرًا لحسم هذه المعركة”.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن المقاومين “على الحدود والجبهة الأماميّة جاهزون لأي رد فعل، ونحن نحتاج فقط لاتّصال عند أي ردّ فعل”. وأضاف “إذا اتّخذ القرار بإطلاق 100 صاروخ على الجولان بدقائق معدودة ينفذ الشباب العمليّة”. ولفت إلى أن “إنجازات هذه المعركة التي تشكّل جبهة جنوب لبنان جزءًا منها سيعود نفعها على كلّ لبنان، وإنجازات النصر أمنيًا وبريًّا وبحريًا وسياديًا ستعود بركاته على كلّ لبنان وعلى كلّ الشعب اللبناني”، مجددًا موقفه “عندما تتوقف في غزّة تتوقف عندنا”. وتابع “أقول للإخوان لا تسألوا عن كل مَن يحكي من التافهين، من واجبنا أن نقول للعدو والصديق ولهؤلاء التافهين: هذه المقاومة في لبنان لا تخشى حربًا ولا تخاف من الحرب”.
وأشار السيد نصر الله إلى أن “المقاومة أدارت معركتها خلال الأشهر الستة حتى الآن ضمن رؤية واستراتيجية، ولكنها على أتم الاستعداد والجهوزية لأيّ حرب يطلقها العدو”، مشيرًا إلى أن هذه الحرب هرب منها الإسرائيلي منذ اليوم الأول لأن قيادة العدو الإسرائيلي تعرف ماذا يعني الذهاب إلى حرب مع لبنان”.
وأكد السيد نصرالله أن “المقاومة في لبنان لا تخشى حربًا وهي على أتم الجاهزية لأيّ حرب والسلاح الأساسي لم نستخدمه بعد، والمقاومة قوية ولبنان قوي بالمعادلة الذهبية والتضامن القوي في بيئة المقاومة”، مؤكدًا “إذا أرادوا الحرب نقول لهم يا هلا ويا مرحب.. والعدو يعرف ما الذي تعنيه الحرب مع لبنان”.
وإذ علمت “البناء” أن كافة جبهات محور المقاومة اتخذت الاحتياطات والإجراءات اللازمة تحسباً لتداعيات الرد الإيراني على “إسرائيل” وردة فعله الأخيرة والذي سيقابل بردة فعل من جبهات محور المقاومة التي لن تترك إيران وحدها في المعركة، يشير خبراء عسكريون ومحللون سياسيون لـ”البناء” الى أن احتمال تدحرج الوضع الى تصعيد كبير يفتح الباب أمام حرب شاملة في المنطقة، احتمال جدي وواقعي، خاصة بعد استهداف “إسرائيل” للقنصلية الإيرانية في دمشق والتي كانت مرحلة جديدة من التصعيد غير مسبوقة. ولفت الخبراء الى أنه أما وأن الرد الإيراني بات حتمياً، وفق ما قاله السيد نصرالله والمسؤولين الإيرانيين، فإن مسار المواجهة تتوقف على طبيعة الرد الإيراني وحجمه أولاً وكيفية تعامل “إسرائيل” معه ثانياً، وما إذا كانت ستتقبله وتحتوي التصعيد وتتفادى الذهاب الى الحرب المفتوحة، لكن كما أن “إسرائيل” خاطرت بضربة القنصلية بالذهاب الى الحرب الشاملة، كذلك الأمر فإن إيران بردها المقبل مهما كانت طبيعته وحجمه فإنها تضع في حساباتها الانزلاق الى حرب مباشرة مع “إسرائيل” ستتوسّع بالتأكيد الى كل المنطقة. وتوقف الخبراء عند المدة في كلام السيد نصرالله حول المدة الزمنيّة المتوقعة للرد الإيراني، مشيرين الى أن لا سقف زمنياً للرد، والأمر مرهون بأمرين: استفادة إيران من الحرب النفسيّة على العدو الذي يحبس أنفاسه ويغرق بحالة الرعب والهلع ما يكبّده المزيد من الخسائر والاستنزاف في كل جبهاته، والثاني توافر الهدف الذي يتناسب والعدوان على القنصلية في دمشق. لكن السيد نصرالله ألمح إلى أن الردّ قد يكون خلال يومين أو أسابيع قليلة كحدٍ أقصى.
وكانت المقاومة الإسلاميّة، استهدفت ‏التجهيزات التجسسيّة التابعة للعدو الصهيونيّ في ثكنة “زرعيت” بالأسلحة المناسبة، بالإضافة إلى آلية ‏عسكرية عند بوابة موقع “المطلة” بصاروخ موجّه.
كما استهدف مجاهدو المقاومة تحركًا لجنود وآليات العدو في موقع المالكية بقذائف المدفعية والأسلحة الصاروخية، وحققوا ‏إصابات مؤكدة.‏ ودكّوا موقعي ‏حدب يارون والسماقة بقذائف المدفعية والصاروخية وأصابوهما إصابة مباشرة، واستدفوا انتشارًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع المنارة ومجموعة لجنود العدو الإسرائيلي تتموضع في مبنى في مستعمرة أدميت بالأسلحة المناسبة وحققوا ‏إصابات مؤكدة. ‏
وزفّت المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد علي ناصر عبد علي “كفيل” مواليد عام 1998 من بلدة عيتيت في جنوب لبنان، والشهيد المجاهد بلال حيدر حلّال “ساجد” مواليد عام 1996 من بلدة قانا في جنوب لبنان، على طريق القدس.
بدورها، زفّت حركة “أمل”، في بيان، الشهيد المجاهد السيد موسى عبد الكريم الموسوي من بلدة النبي شيت، مواليد عام 1977، والشهيد المجاهد محمد علي وهبي من بلدة الخيام مواليد عام 1987، والشهيد المجاهد محمد داوود شيت من بلدة كفركلا مواليد عام 1992”.
وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على الجنوب، وأصيب 7 مواطنين بجروح جراء غارة إسرائيلية استهدفت بلدة كفرحمام في الجنوب وأسفرت أيضاً عن تدمير كامل لأحد المنازل، وإلحاق أضرار بمنازل أخرى مجاورة وشبكة الكهرباء. وشنّت غارة أيضاً على محيط بلدة شبعا. ونفّذ الطيران غارات استهدفت منازل في ضهور بلدة يارين، والزلوطية، وعيتا الشعب.
على صعيد آخر، اُعلن أن رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس سيقوم على رأس وفد وزاري، بزيارة رسمية الى لبنان يوم الاثنين المقبل يجري خلالها محادثات رسمية مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين والملفات المشتركة. ويشارك في المحادثات الوزراء المختصون في البلدين. كما سيزور الرئيس القبرصي رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتستمر الزيارة يوماً واحداً.
على الخط الرئاسي، لم يسجل أي جديد، إذ تترقب الأوساط السياسية نتائج زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى باريس، وبانتظار عودة الحراك الرئاسي للجنة الخماسية، أعلن عضو كتلة الاعتدال النائب أحمد رستم في تصريح، أن الكتلة تنتظر جواب “الحزب” خلال أيام، معلناً عن لقاء سيجمع نواب الكتلة مع سفراء اللجنة الخماسية منتصف الشهر الحالي. وبينما من المرتقب بدء “الاعتدال” جولة جديدة على الكتل النيابية، لفت رستم إلى أن بعد تلقّي جواب “الحزب” واللقاء مع “الخماسية” يبنى على الشيء مقتضاه.
على صعيد آخر علمت البناء أن وفداً قضائياً ألمانياً – فرنسياً سيصل الى بيروت الأسبوع المقبل يرافقه خبراء في القضايا الجنائية الدولية للبحث ببعض الملفات، ومنها الحكم الصادر عن المجلس العدلي برئاسة رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود بحقّ المجموعات الإرهابية التابعة لجبهة النصرة التي أقدمت على تفجير مقهى في جبل محسن عام ٢٠١٥، كما من المتوقع أن يزور الوفد الأوروبي النائب العام التمييزي بالتكليف القاضي جمال الحجار للاطلاع والتباحث والتعاون في بعض القضايا المتعلقة بالقضايا أعلاه.
على خط آخر، وقّع وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي قرار دعوة الهيئات الانتخابية البلدية في دوائر محافظة جبل لبنان لانتخاب أعضاء المجالس البلدية وتحديد عدد الأعضاء لكل منها، ولانتخاب مختارين ومجالس اختيارية وتحديد عدد المختارين والأعضاء لكل منها في دوائر محافظة جبل لبنان، وذلك بتاريخ ١٢ أيار ٢٠٢٤.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى