مقالات وآراء

ميناء الفاو الكبير وتداعياته على المنطقة

‭}‬ محمد حسن الساعدي
ما يُحسب لحكومة السيد السوداني هو الإصرار على إكمال ميناء الفاو الكبير في جنوب العراق، والذي يعد أكبر الموانئ في الخليج وأحد أكبر الموانئ في العالم، وعلى الرغم من كل العراقيل التي وضعت من أجل عدم تنفيذه إلا أنّ هناك إصراراً سياسياً على تنفيذه وإكماله، حيث يقترب الميناء من المراحل النهائية للمرحلة الأولى، ويستعدّ الفنيون من مرحلة التشغيل بحلول عام 2028، وحسب خبراء الملاحة الدولية سيغيّر خريطة النقل البحري العالمية، كونه سينقل البضائع من الصين واليابان وجنوب شرق آسيا الى أوروبا عبر العراق وبالعكس وسيكون منافساً قوياً بقناة السويس على البحر الأحمر، بالإضافة الى أنه سيكون قادراً على نقل النفط والغاز والمواد الكيماوية، وجميع منتجات التجارة العالمية الاخرى، ما يعني أن هذا الطريق سيعمل على تقليل الوقت اللازم للنقل بين أوروبا وآسيا 11 يوماً.
يضمّ ميناء الفاو 99 رصيفاً وسيكون أكبر ميناء في غرب آسيا، متجاوزاً بذلك ميناء جبل علي في دولة الإمارات، حيث يتمتع هذا الميناء بأهمية استراتيجية للعراق وسيحقق عوائد مالية ضخمة من خلال عمليات نقل البضائع والمنتوجات النفطية وبشكل أسرع من قبل بالإضافة الى أنه سيتمّ ربط سكة حديدية تربط منطقة الخليج عبر العراق والى أوروبا عبر تركيا، ما يعطي العراق مكانة مهمة في التجارة العالمية، ويربط دول الخليج والتي تعتبر من الدول الاستهلاكية للسلع بتركيا التي تعتبر هي الاخرى مستهلك مهم للنفط، ومحطة مهمة من محطات تصدير السلع الى العالم.
الميناء تمّ إنشاؤه على جزيرة صغيرة في المياه العراقية والت تقدر مساحتها بحوالي 350 كيلو متر مربع منها 250 متر مربع داخل البحر، إذ سيتمّ إنشاء وبناء هذه الجزيرة عن طريق عمليات دفن تقدر بحوالي مليار متر مكعب من الأتربة في البحر و25 مليون طن من الحجر، حيث سيشمل بناء مدن صناعية ومناطق تجارة حرة حث تقدر تكلفة المشروع بحوالي 12 مليار دولار، ومن المتوقع أن يتمّ تعويض هذه التكاليف خلال ست سنوات من افتتاحه.
هناك بعض العقبات أمام أكتماله، منها عمق المياه الذي يصل الى أكثر من 40 متراً، بالاضافة الى الحاجز الطيني القريب من مدينة الفاو، والذي يتراوح بين 3 الى 6 أمتار، ومع ذلك فانّ الملاكات الهندسية والفنية مصمّمة على تجاوز هذه العقبات وإكمال مراحله على أكمل وجه، والذي سينتهي ويعمل بكامل طاقته الانتاجية مع حلول عام 2038.
على الرغم من ردود الافعال على إنشاء هذا الميناء، الا أنّ الحكومة العراقية مصممة على تذليل العقبات، كون المشروع يقلل الاعتماد على النفط ويفتح الباب أمام تعدد أبواب توسع الاقتصاد العراقي ومردودات الموازنة السنوية، لذلك اعتقد من الواجب على الحكومة ان تسعى جاهدة من أجل إكمال المرحلة الأولى من المشروع بأسرع وقت والبدء بتشغيله، والذي سيكون تحدي واختبار لقوة العراق أمام طموحاته الاقتصادية، وإعادته الى مصافي الدول الصناعية والاقتصادية الرائدة في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى