أولى

وساطة ماكرون بطلب من نتنياهو

– قالت وسائل الإعلام الفرنسيّة إن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تلقى رسالة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يطلب منه فيها التوسط بشروط معدلة مع الحكومة اللبنانية، لتهدئة جبهة الجنوب. وقالت وسائل الإعلام الفرنسية إن نتنياهو تنازل عن مطلب إبعاد مقاتلي قوة الرضوان التابعة لحزب الله عن الحدود مسافة 7 كلم، تحت شعار التهدئة مقابل التهدئة. وربطت وسائل الإعلام الفرنسية بين هذه الوساطة وزيارة رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي وقائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون إلى باريس ولقائهما بالرئيس الفرنسي.
– الوساطة التي طلبها نتنياهو تدل أنه لم يفهم بعد موازين القوى ولا الخيارات الحقيقية التي تحكم جبهة جنوب لبنان. والاستجابة الفرنسية تدل على جهل فرنسي يوازي الجهل الإسرائيلي. فالمقاومة في لبنان لم ترفض الوساطات السابقة لأنها تضمنت شروطاً لا تعجبها فقط، فهي رفضت الإصغاء لأي وساطة من حيث المبدأ، وقالت لكل مَن فاتحها بدعوات التهدئة أن التهدئة تبدأ من غزة، وأن على نتنياهو أن يذهب لحل تفاوضيّ يُرضي المقاومة في غزة، فتهدأ جبهة لبنان تلقائياً، ومن لديه تصور لحل يعزّز الهدوء بعدها عبر التزام جيش الاحتلال بموجبات وقف انتهاك السيادة اللبنانية خصوصاً انتهاك الأجواء اللبنانية، والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة حتى خط الحدود الدوليّة، فيمكن التحدّث بذلك بعد التهدئة في غزة.
– قبل الرد الإيراني كان نتنياهو يبني رهاناته على مواجهة أميركية إيرانية يخوض في قلبها حرباً على لبنان يراهن على تغيير موازين القوى فيها. وبعد الرد الإيراني اكتشف نتنياهو أن المقاومة ترفع منسوب حضورها وتتفوّق عبر تكتيكاتها وتفرض إيقاعها على الجبهة، كما اكتشف أن لا فرصة للتصعيد وأن معادلة الردع الإقليمي رغم المكابرة الإسرائيلية ترسو على البر الإيراني، وأن يد المقاومة على الجبهة هي العليا، فجاءت هذه الاستدارة، لكنها لا تزال دون مستوى فهم المتغيرات وموجباتها.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى