مقالات وآراء

الكثيرون عبر العالم يتمنّون لـ «إسرائيل» الانهيار

‭}‬ محمد جبور
يعيش الكيان «الإسرائيلي» اليوم أسوأ وأحلك أيامه، وقد نجح في أن يجلب لنفسه النقمة عبر العالم وذلك لعدة أسباب من بينها أنه…
ـ كـيـان خــبيـث:
فعن طريق زرع برمجيات خبيثة في الهواتف وأجهزة الحاسوب يقوم الكيان بالتجسّس والتلصّص على الناس فينتهك حرمة الأشخاص ويقتحم حميميتهم.
البرمجيات «الإسرائيلية» الخبيثة متعددة الأصناف أشهرها «بيگاسوس إن إس أو» يتمّ تصنيعها داخل «إسرائيل» ثم يتمّ تصديرها إلى بلدان كثيرة ليتمّ زرعها في هواتف وحواسيب مواطني هذه البلدان، خصوصاً بعض الفئات منهم مثل الصحافيين والحقوقيين والمحامين والدبلوماسيين والعسكريين.
ـ كيان يخرّب القطاعات الزراعية في عدة بلدان:
بغرض التحكم في الأمن الغذائي للبلدان والشعوب الأخرى يقوم الكيان بتصنيع وتصدير بذور مخصية (بذور مخصية بمعنى أنها بذور لا يمكن استعمالها لإنتاج بذور أخرى)، وبالتالي تضطر البلدان الواقعة تحت رحمة الكيان إلى العودة كلّ سنة إلى الكيان لاقتناء بذور جديدة. تجدر الإشارة إلى أنّ 80% من البذور المستعملة في بعض البلدان هي بذور ذات منشأ «إسرائيلي».
ومثلما يسرق البذور الأصلية في عدة بلدان يقوم الكيان أيضاً بسرقة شتلات النباتات وأشجار الفواكه من بعض البلدان ليتلاعب بمكوناتها الجينية، الأمر يتعلق على سبيل المثال بأشجار اللوز والنخيل.
ـ كيان مجرم:
قادة الكيان أياديهم ملطخة بدماء الشعب الفليسطيني، ومن ينظر لتاريخ القضية الفلسطينية سيفاجأ بكمية المجازر التي ارتكبها الكيان في حق الفلسطينيين منذ ثلاثينيات القرن الماضي إلى اليوم: مجزرة الدوايمة، مجزرة دير ياسين، مجزرة القدس، مجزرة صبرا وشاتيلا… وآخرها طبعاً جرائم الإبادة الجماعية بغزة.
ـ كيان توسعي:
الأراضي التي احتلها الكيان خلال سنة 1948 كانت تقتصر على بعض المناطق مثل عكا، يافا، حيفا وطبريا، أو ما يُعرف بأراضي 48، لكن في سنة 1967 امتدت يد الكيان لتقتطع أراضي جديدة تابعة لدول أخرى مثل الجنوب اللبناني، الجولان السوري، سيناء المصرية، إضافة للضفة الغربية.
الكيان «الإسرائيلي» كيان سرطاني حدوده غير معروفة، ويُقال انّ الخطين المرسومين على العلم «الإسرائيلي» يرمزان إلى نهري الفرات والنيل (مقولة أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل).
ـ «إسرائيل» دولة مارقة:
الكيان «الإسرائيلي» لا يشكل تهديداً لدول الجوار الإقليمي فحسب، بل يشكل تهديداً لدول أخرى. الكيان يتمادى في سياسته المارقة لأنه يحظى برعاية دولة مارقة أخرى أكبر حجماً وأكثر قوة إسمها الولايات المتحدة، لذلك فالكيان لا يتردّد في القيام بعمليات اغتيال وعمليات عسكرية مباشرة داخل التراب الوطني لدول ذات سيادة:
*الاعتداء على الأراضي العراقية سنة 1981.
*الاعتداء على الأراضي التونسية في ما سُمّي آنذاك بعملية الساق الخشبية بحمام الشط سنة 1985، ثم عاد الكيان لانتهاك أراضي تونس سنة 1988 لاغتيال القيادي الفلسطيني الكبير خليل الوزير (أبو جهاد).
ـ اعتداءات متكررة داخل الأراضي اللبنانية وصلت حدّ الاجتياح العسكري والوصول إلى بيروت سنة 1982.
ـ اغتيالات متكررة لشخصيات مدنية فوق التراب الإيراني.
ـ الكيان ما زال إلى اليوم ينفذ هجومات عسكرية متتالية على سورية بشكل شبه يومي مستغلاً حالة الإنهاك العسكري التي تعيشها سورية.
ـ كيان فوق القانون:
امتنع الكيان عن تنفيد العشرات من القرارات الأممية كان آخرها قرار مجلس الأمن المتعلق بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة.
الكيان قام أيضاً باستهداف القنصلية الإيرانية بدمشق في تحدّ صارخ للقواعد والأعراف الدولية المعمول بها خصوصاً منها اتفاقية فيينا لسنة 1949.
خلال نفس الفترة قام الكيان أيضاً باستهداف عمال الإغاثة التابعين للمطعم العالمي فقتل سبعة متطوّعين من جنسيات مختلفة أسترالية، كندية، بريطانية…
دون أن ننسى استهدافه للمسعفين والصحافيين والأطر الطبية بشكل مستمر.
ـ كيان استعماري وعنصري:
تمتلئ السجون الإسرائيلية بآلاف السجناء الفلسطينيين من بينهم أطفال ونساء، ومن ضمنهم أسرى أعاد اعتقالهم بعدما تمّ إطلاق سراحهم في تسويات معينة. وفي «إسرائيل» هناك من الأسرى من يخضع للاعتقال الإداري وهو احتحاز تعسّفي من دون تهمة ومن دون محاكمة.
أما خارج السجون فيخضع الفلسطينيون بشكل يومي لكلّ أصناف الإحتقار والإذلال في نقط للتفتيش تتواجد على مقربة من بعضها البعض.
من تجاوزات الإحتلال «الإسرائيلي» أيضاً أنه لا يتوقف عن بناء المستعمرات فوق الأراضي الفلسطينية، يحتجز جثامين الشهداء، يهدم منازل الأسر الفلسطينية، يجرف حقول الفلسطينيين وغير ذلك…
وبالإجمال، فإنّ ما حدث في غزة خلال الأشهر الستة الماضية أظهر حجم الفظائع التي يستطيع الكيان القيام بها، إلا أنّ جرائم الاحتلال هذه منحت للفلسطينيين تعاطفاً دولياً فأعادت القضية الفلسطينية إلى دائرة الضوء، وصار العالم كله مستنفراً ضدّ «إسرائيل».
متغيّرات عالمية كثيرة تحوّلت لصالح الفلسطينيين: حصار ومقاطعة تجارية، دعوات لمنع السلاح عن «إسرائيل»، متابعات قضائية ضدّ «إسرائيل»، طرد السفراء «الإسرائيليين»… أيضاً من أقوى التحوّلات التي حدثت مؤخراً لصالح الفلسطينيين ظهور تحالف جديد في الولايات المتحدة يتشكّل من خمسة وعشرين منظمة أميركية لمواجهة أيباك (أيباك هي جماعة ضغط موالية لإسرائيل). التحالف الجديد يعتبر تصعيداً جريئاً ضدّ اللوبيات الصهيونية في الولايات المتحدة الأميركية ويبشر بميلاد جيل أميركي جديد لمناصرة القضية الفلسطينية.
في الأخير، فإنّ بعض الملاحظين يعتقدون أن الجرائم والفظائع التي ارتكبتها العصابات الصهيونية «شتيرن» و»الـهـاغـانـا» والتي رافقت تأسيس الكيان «الإسرائيلي» سنة 1948 كانت سبباً في ظهور جمال عبد الناصر كزعيم عربي، أما هذه الحرب الحالية وفظائعها وفضائحها وخياناتها فلا شك أنها ستكون سبباً في حدوث تحوّلات كبيرة بمنطقة الشرق الأوسط، وقد يرافقها كذلك ظهور تيارات جديدة وزعامات جديدة تقلب أوضاع المنطقة رأساً على عقب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى