مانشيت

الانتفاضة الطالبية الأميركية تتسع… ورموز الإدارة والكيان يتهمونها باللاسامية / أبو عبيدة بعد 200 يوم حرب: القسام جاهزة لمواصلة القتال والتفاوض بشروطها/ المقاومة تستهدف قيادة جولاني قرب عكا والمعادلة «بتوسّع منوسّع وبتعلّي منعلّي» /

كتب المحرّر السياسيّ
تبدو التداعيات التي تركها طوفان الأقصى ومن بعده حرب الإبادة على غزة، وصولاً الى الردع الاستراتيجي الإيراني الذي رسم حدوداً جديدة لحضور القوة الأميركية في المنطقة، قد تحولت إلى تحديات بنيوية للنظام الأميركي، مع التموضع الطالبي والشبابي تحت سقوف فكرية تمس الأمن الاستراتيجي للهيمنة الأميركية، سواء لجهة المطالبة بتفكيك كيان الاحتلال وتبني الدعوة لمنح الحرية لفلسطين وشعبها على كامل التراب الفلسطيني، ونفي للسردية الصهيونية لتاريخ فلسطين وقضيتها، أو لجهة فتح النار على دور الدولة العميقة ومحركاتها التي تمثلها كارتلات صناعة السلاح، أو لجهة التمسك بحرية الإعلام وتحريره من هيمنة سيطرة الليبرالية المتوحشة، ووضع صياغات جديدة لإعلام يعبر عن التنوع الفكري والثقافي في المجتمع الأميركي ويحترم التعدّد الحضاريّ في العالم. ومع اتساع الانتفاضة الطالبية بعد القمع الوحشي لطلاب جامعة كولومبيا، وبدء تظاهرات واعتصامات في العديد من الجامعات الأميركية والغربية، بدا أن أركان إدارة الرئيس جو بايدن ومعهم قادة الكيان يخوضون حرب وجود مع الانتفاضة الطالبية، ويرسمون سقفاً للمواجهة يبدأ من اتهام الانتفاضة باللاسامية والسعي لاضطهاد اليهود، وانتهاء بالقول إنها مجرد امتداد لقوى المقاومة، حيث قالت وول ستريت جورنال، إن حماس وحزب الله والحوثيين يقفون وراء الانتفاضة.
في المنطقة كانت إطلالة للمتحدث باسم قوات القسام أبو عبيدة، تناول فيها مسار الحرب خلال الشهور التي مضت على انطلاقتها، مؤكداً أنها لم تصب قدرة المقاومة على القتال، مجدداً أن المقاومة ماضية في القتال حتى تحقيق الأهداف وأن إطالة أمد الحرب بلا طائل إذا كان الرهان على ضعف المقاومة وراء ذلك، مضيفاً أن هذا الرهان يحمل نيّة مبطنة للتخلص من أسرى الكيان لدى المقاومة، مضيفاً أن الاعتقاد بأن التلويح بـ معركة رفح يخفي خشية الكيان من تأثير متصاعد لجبهات الإسناد من لبنان والعراق واليمن، وما ترتب على الردع الاستراتيجي الإيراني، لكنه لن يؤثر مطلقاً على شروط المقاومة لتبادل الأسرى.
على جبهة لبنان، نفذت المقاومة نقلة نوعية في أدائها باستهداف قيادة لواء جولاني ووحدة ايغوز قرب مدينة عكا المحتلة الساحلية، والنقلة التي فاجأت جيش الاحتلال وتركت ذعراً كبيراً بين المستوطنين، عبر هجمة نفّذتها طائرات مسيّرة فشلت القبب الحديدية في التصدّي لها، جاءت ترجمة لمعادلة رسمتها المقاومة، عنوانها «بتوسّع منوسّع وبتعلّي منعلّي»، أي أنه كلما وسّع الاحتلال مدى النار جغرافيا فإن المقاومة سوف تفعل المثل وكلما زاد الاحتلال قوة نيرانه سوف تزيد المقاومة نيرانها.
حمل سفراء اللجنة الخماسية هواجس وتساؤلات المكوّنات السياسية إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، وحصلت على بعض الإجابات التي ستُعيد إبلاغها إلى الكتل السياسية. وأشارت مصادر عين التينة لـ «البناء» إلى أن اللقاء كان إيجابياً طرحت خلاله وجهات النظر تجاه حل الأزمة الرئاسية انطلاقاً من استفسارات الكتل السياسيّة ومبادرة الرئيس بري الحواريّة. وأبدت مصادر دبلوماسية لـ«البناء» اقتناعها بأهميّة الحوار في الوقت الراهن والذي لا مرّ مفرّ منه، مع إشارة المصادر إلى أن المساعي جارية لإحداث خرق ما وتقدّم على مستوى تقريب وجهات النظر، معتبرة أن لا زيارة قريبة للموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت، فهذه الزيارة ستكون رهن ما تتوصل إليه اللجنة في بيروت.
وقال السفير المصري علاء موسى من عين التينة: «الرئيس بري كما العادة، هو فعلاً لديه إجابات للاستفسارات وأتصوّر أنها سوف تساعدنا كثيراً في الفترة المقبلة، عندما نتواصل مرة أخرى مع الكتل السياسية التي كانت لديها هذه الاستفسارات، لكن اللقاء بشكل عام كان إيجابياً وخطوة جديدة ومهمة ممكن أن نبني عليها من أجل مزيد من الخطوات إبتداءً بانتخاب الرئيس في أقرب وقت ممكن».
وأضاف: «إن الحوار او النقاشات تفضي إلى شيء توافقي. وهذا شيء في غاية الأهمية، إنه في جلسة نيابية يدعو لها الرئيس بري وبنصاب كامل. وهذا شيء في غاية الاهمية. والأمر الثالث أن الرئيس بري تحدث عن أهمية وضع إطار زمني لهذه الانتخابات ونرجو انه في الفترة المقبلة تجعلنا نصل الى هذا النطاق الزمني الذي سيكون قريباً».
هذا ويزور موفد فرنسي رفيع عين التينة قبل نهاية الأسبوع الحالي في محاولة منه لحلحلة ملفي الرئاسة والنزوح، خصوصاً بعد الاتصال الهاتفي الذي جرى بين بري والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
إلى ذلك فإن الأسبوع الحالي مصيريّ بشأن المساعي القائمة على خط الاستحقاق الرئاسي من قبل كتلة الاعتدال وفي نهايته أو بداية الأسبوع المقبل على أبعد تقدير ستطلع كتلة «الاعتدال الوطني» اللبنانيين على نتائج المبادرة وحصيلة المشاورات التي أجرتها مع الكتل، كما قال النائب سجيع عطية، معتبراً أن مبادرة الاعتدال الوطني تتلاقى إلى حد بعيد في خلاصتها مع اللجنة الخماسيّة الدوليّة.
وزارت أمس، كتلة الاعتدال الوطني التيار الوطني الحر وحزب القوات، وأبلغ النائب جبران باسيل الكتلة أن الأساس هو التوافق على رئيس إصلاحي وسيادي ووطني. أمّا إذا تعذّر ذلك، فإنّ التنافس الديمقراطي، من خلال التصويت، يبقى أفضل بكثير من الفراغ. وأشار باسيل إلى أنه «يجب ضمان حصول جلسة الانتخاب من خلال التزام الأطراف المشاركة بورقة مكتوبة توضح كل النقاط المتفق عليها، على أن تعطى الأولوية لتوافق المشاركين على اسم واحد، خلال فترة محدّدة بثلاثة أيام مثلًا. وإذا تعذّر ذلك، فمن خلال جلسات انتخاب متتالية في دورات متتالية لفترة ثلاثة أيام خلال اسبوع».
في حال تعذّر وصول أي مرشح إلى سقف الـ65 صوتًا خلال هذه الدورات، أعطى باسيل أفكاراً للكتلة لكيفية ضمان حصول ذلك في الأسبوع الذي يلي.
وعلى خط النزوح، رأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً وزارياً وأمنياً وقضائياً خصّص لبحث ملف السجناء والمحكومين السوريين. بعد الاجتماع قال وزير العدل هنري خوري: «المشكلة لا يمكن حلها إلا بالتواصل مع الدولة السورية، وبالتالي استناداً الى المشاورات والتداول الذي حصل في الاجتماع، فمن الطبيعي ان يكلف اللواء الياس البيسري القيام بهذه المهمة والبحث في كيفية تنفيذ العمل لحل موضوع السجناء والموقوفين، وهذا الأمر يتطلب بالتأكيد دراسة كل ملف والوقوف على حجمه، لأن الموضوع لا يتم من خلال عملية واحدة، بل على العكس من ذلك فنحن ننطلق من القوانين اللبنانية، أي نميّز بين الذي لديه إقامة شرعية والذي ليست لديه هذه الإقامة. ومن الطبيعي أننا لا نستطيع معاملة الفريقين بالطريقة ذاتها، فالنزوح السوري لم ولن يتوقف، وبالتالي علينا تنظيم هذا النزوح وفقاً للقوانين اللبنانية المرعية الإجراء، وعلينا حل هذا الموضوع من خلال البحث في إمكانية تسليم السلطات السورية الموقوفين السوريين داخل لبنان، ونأمل ان ينتهي الموضوع الى إيجابيات»… كما وتابع الرئيس بري الأوضاع الأمنية خلال استقباله المدير العام للامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري.
الى ذلك أوعز وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب الى القائم بأعمال السفارة اللبنانية في باريس المستشار زياد طعان متابعة المواضيع التي تمّ التطرق اليها خلال زيارة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي نهار الجمعة الماضي الى باريس ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ولهذه الغاية التقى القائم بالأعمال، يرافقه السكرتير الأول في السفارة يوسف جبر، بنائب مديرة شمال أفريقيا والشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية إيمانيول سوكه. تناول البحث متابعة المبادرة الفرنسية حول خفض التصعيد على الحدود الجنوبية للبنان، الجهود الفرنسية الهادفة إلى إنهاء الشغور الرئاسي، المسعى الفرنسي لتنظيم مؤتمر دولي لدعم الجيش اللبناني، وموضوع النازحين السوريين في لبنان.
وتزور لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النيابية اليوم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لمتابعة ملف النازحين السوريين والاطلاع على خطة الحكومة التي ستتقدم بها في مؤتمر بروكسيل للنازحين.
على ضفة الانتخابات البلدية التي لن تحصل حيث سيتمّ التمديد للبلديات في جلسة مجلس النواب غداً وفق اقتراح القانون الرامي إلى تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية المدرج على جدول الأعمال، في حين أن أعضاء تكتل الجمهورية القوية سيقاطعون الجلسة التشريعية المقرّر عقدها يوم الخميس أيضاً ستغيب كتلة تجدد عن الجلسة. وكذلك أعلن حزب الكتائب عدم مشاركته في جلسة التمديد للبلديات. أما نواب الاعتدال فسيحضرون وسيصوّتون مع التمديد. وكذلك نواب تكتل لبنان القويّ، وهذا يعني أن الجلسة ستعقد بنصاب دستوري.
ميدانياً التصعيد الإسرائيلي مستمر، استشهدت مريم قشاقش والطفلة سارة قشاقش وأصيب ستة أشخاص إثر غارة إسرائيلية على منزل في بلدة حانين الجنوبية في قضاء بنت جبيل، في تصعيد إسرائيلي لافت مع استهداف مدنيين. واستهدف الطيران الإسرائيلي المسيّر سيارة على طريق أبو الأسود بين بلدتي عدلون ومفرق بلدة الخرايب مقابل النبي ساري – صور، ما أدّى الى سقوط شهيد. ورداً على ‏العدوان الإسرائيلي على بلدة عدلون ‏شنّ حزب الله هجوماً جوياً مركباً بمسيرات إشغاليّة ‏وأخرى انقضاضية استهدفت مقر قيادة لواء غولاني ومقر وحدة إيغوز 621 في ثكنة شراغا شمال ‏مدينة عكا المحتلة وأصابت أهدافها بدقة. وأيضاً استهدف حزب الله تجمّعاً لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط موقع العاصي بالأسلحة المناسبة وتمّت إصابته إصابة مباشرة. واستهدف موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابة ‏مباشرة، كما استهدف تجمعاً ‏لجنود العدو الإسرائيلي في حرش راميم بقذائف المدفعيّة وتمت إصابته إصابة مباشرة.
وأغار الطيران الحربي على بلدة طيرحرفا أيضاً، مساء أمس، مّما أدّى إلى سقوط إصابة طفيفة. وشن الطيران الحربي غارة على هونين بين مركبا وحولا، كما نفذ عدوانا جويا مستهدفا بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل بصاروخين من نوع جو – أرض. كما تعرّضت اطراف بلدة علما الشعب لقصف مدفعي. وشن الطيران غارة جديدة استهدفت بلدة حولا بئر المصلبيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى