حرب الإبادة في غزة… هل أيقظت الشعوب الغربية؟!
} إبـراهـيـم حـيـدر
بعد مرور أكثر من نصف عام على حرب الإبادة التي يتعرّض لها أهل غزة في فلسطين بفعل الإجرام الصهيوني والذي وصل عدد الشهداء والجرحى إلى أكثر من مئة ألف في إبادة متعمّدة للبشر والحجر، استفاق الطلاب في جامعات الولايات المتحدة الأميركية رافعين الصوت بوجه نظامهم الداعم الأساسي للكيان الصهيوني وبوجه جامعاتهم…
هي خطوة متأخرة لكن في مضمونها تحمل رسالة صرخة من أعماق القلب في وجه الهمجية الصهيونية والداعمين لهذا الكيان، لعلّ هذا الصوت الذي خرج متأخراً لم يعد لديه القدرة على تحمّل مشاهد الإبادة في غزة، ولم يعد بمقدوره أن يسمع في كلّ يوم أنّ نظام حكمه يدعم هذا الكيان ويموّل حربه ويمدّه بالدعم المطلق، هي صرخةٌ من قلب الجامعات والأهمّ أنّ المشاركين فيه هم في أغلبهم من أميركيّي الأصل.
هل يُمكن لهذا المسار أن يُحقق خرقاً:
يُمكن أن نطلق على التظاهرات التي تحصل في الجامعات الأميركية تسمية «بداية المشوار»، هو مشوار ستكون له تداعيات كبيرة على تصرفات الإدارة الأميركية، وهذا مشروط باستمرار الطلاب بالضغط لا أن تكون فورة مؤقتة، والضغط لا يكون فقط في الشارع وأمام الجامعات، بل في صناديق الإقتراع حيث المحاسبة الحقيقية، وعلى الطلاب أن يُترجموا هذه الصرخة التي رأيناها أمام الجامعات في صناديق الإقتراع أيّ تطبيقها قولاً وفعلاً، لأنّ الشعوب عندما تصرخ بوجه أنظمتها لا بدّ لهذه الأنظمة أن تشعر بالقلق وتضع الشعب نصب أعينها في كلّ خطواتها، ومن هذا المنطلق ينبغي أن تتصاعد تحركات الطلاب.
الإدارة الأميركية وحرية التعبير:
لطالما رأينا الاهتمام الأميركي بشعارات حرية الرأي والتعبير، لكن عندما وصل الأمر إلى طلاب الجامعات في الولايات المتحدة الأميركية ليعبّروا عن آرائهم تناسى النظام الأميركي الشعار الذي جعله سمفونية يُغنيها عند كلّ صباح «حرية الرأي والتعبير»، حيث بدأت الشرطة الأميركية بقمع الطلاب واعتقالهم وفضّ التظاهرات والاعتصامات السلمية بالقوة، وهذا إنْ دلّ على شيء فهو يدلّ على أنّ الشعارات التي يرفعها الأميركي هي من أجل مصالحه وعندما تتضرّر مصالحه يدوس على الحريات التي لطالما جعلها شماعة للتنظير في الأخلاق والقيّم والحضارة، وهذا نموذج حي عن الأنظمة الغربية التي لا قيمة للإنسان في قاموسها بل المصالح مقدمة على سائر الأمور.
أهمية هذه الصرخة:
إنّ صرخة الطلاب في الجامعات الأميركية تكتسب أهمية كبرى لأنها تأتي من قلب الجامعات أيّ حيث يتشكّل الوعي، والغاية في الأهمية هو أنّ هذه الصرخة تأتي من أناس معظمهم من أميركيي الأصل، يعني أنّ جيلاً جديداً على مقاعد الدراسة يرفع صوته ليقول لنظام الحكم «كفى»، ويُمكن أن نقرأ ذلك من حجم القلق الأميركي من هذه التظاهرات وقمعه لها واعتقال المشاركين فيها، وفي حال كبُرت هذه التظاهرات وزادت الصرخة سيزيد القلق الأميركي…