مانشيت

3 دول أوروبية تعترف بدولة فلسطين وتبشر بتنسيق عربي أوروبي لفرض التسوية / طهران تغصّ بالمعزين: رئيس الدوما وأمير قطر ورئيس تونس ووزراء خارجية / لبنان يعزّي: بري والخطيب وأبو حبيب إلى إيران… وفي السفارة ميقاتي وبخاري /

كتب المحرّر السياسيّ
تلهث قيادة الكيان ومخابراته من أجل استلحاق الخسائر السياسية والدبلوماسية والعسكرية والإعلامية دون جدوى، فكلما خططت لخطوة تراهن عليها لتخفيف الخسائر برزت لها خسائر جديدة أشدّ وأقوى، وفيما تستمر المواجهة العسكرية على حالها وهي تسجل المزيد من التفوق لقوى المقاومة، خصوصاً على جبهتي غزة وجنوب لبنان، وكان آخر المتداول، نجاح المقاومة في غزة في اكتشاف وتعطيل الروبوتات المفخّخة، واعتراف جيش الاحتلال بأربعة قتلى و25 جريحاً، بينما على جبهة لبنان يتداول مستوطنو شمال فلسطين خرائط تظهر حجم نجاح المقاومة بفرض معادلاتها على الجغرافيا عبر تظهير خط حدوديّ جديد يقولون هذه هي حدودنا، في إشارة إلى خطوط النيران التي رسمتها المقاومة بعمق يتجاوز 10 كلم داخل شمال فلسطين. من جهة موازية، خسر الكيان معركة إعلامية جديدة بمحاولته الترويج لشريط مسجل عن يوم الطوفان واتهام المقاومة بارتكاب اساءات بحق المجنّدات في جيش الاحتلال، وهو ما ردت عليه المقاومة، لكن الردّ الأشدّ بلاغة جاء من الوكالات والصحف الأميركية التي تداولت الرواية التي روّجها قادة الكيان يوم الطوفان، حيث قامت هذه الوكالات والصحف بتفنيد هذه الروايات المفبركة وفضح الأكاذيب في الرواية الإسرائيلية. وبمثل الخسائر العسكرية والإعلامية كانت الخسارة القضائية والسياسية تتفاقم مع تداعيات بيان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، الذي أصاب كيان الاحتلال بصدمة غير مسبوقة رغم الثغرات التي استدعت رفض المقاومة لما تضمّنه من اتهامات لها، وكانت الأهم أمس، الخسارة الدبلوماسية والسياسية مع إعلان ثلاث دول أوروبية هي أيرلندا والنرويج وإسبانيا الاعتراف بدولة فلسطين، وتفسير وزراء خارجيتها ومسؤوليها للقرار بصفته نقطة انطلاق لمرحلة أوروبية جديدة سوف تلتحق بها دول أخرى. وجوهر الجديد هو أن موافقة كيان الاحتلال على الدولة الفلسطينية ليس شرطاً مسبقاً لقيامها، وكشف عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين عن خطة معروضة على الدول الأوروبية لعقد مؤتمر عربي أوروبي يخرج بتسوية متكاملة حول قضايا النزاع، من حدود الدولة الفلسطينية ومصير القدس والاستيطان وحق العودة، ويُعرض على الأطراف المعنية، أي الفلسطينيين وكيان الاحتلال ويتعهّد الطرفان الأوروبيّ والعربيّ بفرض العقوبات على الطرف الذي يرفض، والطرف الرافض معلوم أنه كيان الاحتلال، والعقوبات الأوروبية مالية وبدلوماسية ومثلها العقوبات العربية، ما يعني مخاطر انتهاء زمن التطبيع، بدلاً من الحلم بتوسيعه.
وخطف الأضواء المحلية والإقليمية والدولية تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان في صلاة أمّها مرشد الثورة علي خامنئي شاركت فيها شخصيات من دول عدة من بينها قطر ومصر وتونس والعراق ولبنان ممثلاً برئيس مجلس النواب نبيه بري الذي وصل إيران ظهر أمس على رأس وفد ضمّ وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب وعضو هيئة الرئاسة في حركة أمل خليل حمدان، المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب علي حمدان، ورئيس مصلحة الإعلام في مجلس النواب علي دياب، ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ممثلاً حزب الله. وكان في وداع بري والوفد في مطار بيروت وفد سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان القائم بالأعمال السيد صمدي ومهدي سليماني.
وأعرب الإمام الخامنئي خلال لقائه الرئيس بري، عن «سروره للتآزر بين المجموعات المقاومة في لبنان»، مؤيداً كلام برّي «بأنّ الحرب في المنطقة حرب وجود». وأضاف «الظروف الراهنة في المنطقة ظروف حياة أو موت بالنسبة إلى العدوّ الصهيوني، وإلى جبهة الحقّ كذلك»، معتبراً أن «خوض لبنان في قضايا فلسطين وغزّة الأخيرة كان له الأثر العميق، ولو لم يُقدم لبنان على مثل هذه الخطوة لتكبّد حتمًا أكبر الخسائر».
بدوره، لفت بري لدى وصوله الى مطار مهرباد الدولي، الى أنه «كان لي شرف معرفة الرئيس الشهيد إبراهيم رئيسي قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية وكنت أرى في محياه عنفوان واقتدار وقوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن هو قضاء الله وقدره». وأشار بري الى أنه «من الطبيعي والواجب أن نكون اليوم أنا ومعالي وزير الخارجية وسماحة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب والوفد المرافق إلى جانب إيران التي وقفت ولا زالت تقف الى جانب لبنان، في تقديم واجب العزاء باسم لبنان واللبنانيين باستشهاد الرئيس إبراهيم رئيسي والوزير عبد اللهيان ورفاقهما».
والتقى برّي على هامش مشاركته في تقديم العزاء في العاصمة طهران بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
أما السفارة الإيرانية في بيروت فغصّت بالمعزين، وقد حضرت شخصيات سياسية ودينية وعسكرية وسفراء دول إلى مقر السفارة في بيروت، لتقديم واجب العزاء، بالإضافة إلى وفود بلدية واختيارية وشعبيّة. وكان في استقبالهم السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني والطاقم الدبلوماسي.
ومن بين الحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، رئيس المجلس التنفيذيّ في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد، رئيس الهيئة الشرعيّة في حزب الله الشيخ محمد يزبك، معاون الأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة الأسبق الدكتور حسان دياب، السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، السفير السوري السابق في لبنان علي عبد الكريم علي، وسفراء آخرون بالإضافة إلى ممثل حركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي.
وصودف وجود مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي عند حضور السفير السعودي لتقديم العزاء، فتوسّط الموسوي بين السفيرين بخاري وأماني، كما حصلت دردشة بين الموسوي وبخاري، وضعتها مصادر «البناء» في إطار اللياقات و«البروتوكول» ولا أبعاد سياسية. وأوضحت المصادر أن حزب الله لا يكنّ العداء للمملكة العربية السعودية ولو أن بعض الإعلام الذي يدور خلف المملكة لا يزال يهاجم حزب الله، علماً أن الحزب وفق المصادر رحّب بالإنفراج على صعيد العلاقات السعودية – الإيرانية والاتفاق الذي حصل في بكين، والحزب مستعد لطيّ صفحة الماضي مع السعودية وفتح صفحة جديدة.
ونقل لـ»البناء» سياسيون زاروا السعودية منذ فترة وجيزة أن العلاقات بين الرياض وطهران تشهد تحسناً ملحوظاً على كافة المستويات، وستشهد خطوات إضافية إيجابية في المرحلة المقبلة، و«قطار بكين» يسير على السكة الصحيحة.
على صعيد الملف الرئاسي، وفيما أكدت أوساط نيابيّة لـ»البناء» أن لا جديد على خطّ اجتماعات الخماسيّة التي اختتمت مساعيها الأخيرة بالبيان الختامي ورمت الكرة الى ملعب اللاعبين اللبنانيين، أفاد مصدر رئاسيّ فرنسيّ لـ «الحدث» باتصال بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان تمحور حول الأوضاع في لبنان وغزة.
وأعلن السفير المصري علاء موسى أن «الخماسيّة ليست في طور تسمية المعرقلين بل تذليل العقبات وأي ضمانات يمكن أن تقدّمها تحتاج بداية إلى التزام من الكتل». وأكد موسى في حديث تلفزيونيّ أن «الدخول الإسرائيليّ إلى رفح أضرّ كثيراً بالمفاوضات لكن جهود الوساطة مستمرّة لعلّ الأيّام المقبلة تشهد إعادة إطلاقها».
على الصعيد الميدانيّ، استهدفت المقاومة الإسلامية، موقع ‏الصدح وموقع جل العلام بقذائف المدفعية وموقع السماقة وموقع البغدادي بالأسلحة الصاروخيّة محققة إصابات مباشرة.
ورداً على ‌‏اعتداءات العدو «الإسرائيلي» على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنيّة وآخرها الاعتداء على ‌‏عمال شركة الكهرباء في بلدة مارون الراس، استهدفت المقاومة مبنًى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة «أفيفيم» ‌‏بالأسلحة المناسبة محققة إصابة مباشرة.‏ واستهدفت المقاومة ‏مبنًى يستخدمه جنود ‏العدو في مستعمرة «كفار جلعادي» بالأسلحة الصاروخيّة، وتجمعًا لجنود ‏العدو في تلّة الطيحات بالأسلحة الصاروخيّة وأصابوه إصابة مباشرة.‏
في غضون ذلك، أعلن الحزب السوري القومي الاجتماعي أنّه بسبب حرب الإبادة الصهيونيّة التي تستهدف أبناء شعبنا في فلسطين لا سيّما في قطاع غزة، وتصاعد العدوان على جنوب لبنان، ومشاركة للجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعمة لمقاومة شعبنا، في تكريم شهدائه، إلغاء احتفالاته التي كانت مقرّرة بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، في العاصمة بيروت والكورة وعدد من المناطق.
ورأى «القومي» في بيان لعميد الإعلام معن حمية، أنّ إحياء عيد المقاومة والتحرير هذا العام، يتميّز بجبهة الإسناد المفتوحة دعماً ومؤازرة لغزة وكلّ فلسطين، وبعطر دماء الشهداء الذين يرتقون في مواجهة العدو الصهيوني.
وأكد أنّ لبنان المقاوم قدّم التضحيات والشهداء في معركة دحر الاحتلال الصهيونيّ، وهو متمسك بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، ومصمّم على مواصلة هذه المعركة حتى تحرير ما تبقى محتلاً من أرضه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى