مانشيت

إيران تشيّع رئيسها ووزير خارجيتها… وتواصل التحقيق وتستعدّ ليوم الانتخابات/ بيرنز لاستئناف المفاوضات ونتنياهو لورقة جديدة… والمقاومة: المهم وقف الحرب/ بعد طلبات الجنائية الدولية… محكمة العدل اليوم: قرار ملزم بوقف الأعمال الحربية؟

‭‬ كتب المحرّر السياسيّ

شيّعت إيران بمواكب مليونيّة شهداءها الذين تقدّمهم رئيس الجمهورية السيد إبراهيم رئيسي ووزير خارجيتها الدكتور حسين أمير عبد اللهيان، الذين قضوا في حادثة سقوط الطائرة المروحيّة الرئاسية. وشارك في مراسم التشييع أكثر من ستين مسؤولاً من دول عربية وأجنبية بينهم رؤساء ورؤساء مجالس نيابية ورؤساء حكومات ووزراء خارجية، وواصلت رئاسة الأركان الإيرانية تحقيقاتها وكشفت عن بعضها، لجهة تأكيد كيفية اكتشاف موقع حطام الطائرة عبر طائرة مسيرة إيرانية وليس تركية، كما أشاع البعض، أو لجهة عدم ملاحظة ما يستدعي إثارة الشبهة حول حصول اضطراب في نظام الاتصالات أو طبيعة المحادثات التي تمّت بين الطائرة وبرج المراقبة، لكن رئاسة الأركان قالت إنها تحتاج الى المزيد من الوقت لفحص كل المعطيات والوثائق والأدوات التي جمعتها من حطام الطائرة، كي تصدر تقريراً نهائياً موثوقاً. وبالتوازي بدأت السلطات المعنية تحضيراتها استعداداً لترجمة قرار إجراء الانتخابات الرئاسية في 28 حزيران المقبل، حيث تبدأ من اليوم المشاورات السياسية بين الكتل الحزبية والمرشحين المحتملين لتمثيلها.
في جبهة الحرب على غزة، جيش الاحتلال في مزيد من الارتباك والاعتراف بالخسائر، مع إعلان مقتل ثلاثة عسكريين بينهم ضابطان في بيت حانون، وإصابة 25 عسكرياً في معارك غزة شمالاً وجنوباً، بينما المقاومة في لبنان تستهدف ثكنة بيت هلل ومرابض المدفعية فيها برشقات صاروخية وطائرات مسيّرة انقضاضيّة، رداً على غارة كفردجال، فيما قامت حركة أنصار الله بالإعلان عن استهداف سفن جديدة وبلوغ صواريخها البحر المتوسط، والمقاومة العراقيّة تعلن استهداف أم الرشراش (إيلات).
سياسياً، تزامن الإعلان عن زيارة جديدة لمدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز إلى المنطقة، مع إعلان حكومة بنيامين نتنياهو عن تصوّرات تفاوضيّة جديدة، وتوسيع صلاحيات الوفد المفاوض، في ظل تسريبات تقول إن الخطة الجديدة لا تتضمّن جواباً على السؤال الرئيسيّ الذي تعتبره حركة حماس وقوى المقاومة مفتاح كل اتفاق. وهو ماذا عن ربط إنهاء ملف الأسرى بالاتفاق على وقف الحرب، طالما أن المقترح الجديد ينقل بدء التفاوض حول التهدئة المستدامة إلى المرحلة الثانية، بما يبدو نيّة مبيّتة لمحاولة استعادة الأسرى الأحياء قبل إعلان وقف الحرب، وترك الجثامين لما بعد وقف الحرب، بينما لا تمانع المقاومة بنقل إعلان وقف الحرب للمرحلة الثالثة إذا تمّ نقل الإفراج عن الجنود والضباط الأحياء إلى هذه المرحلة، بحيث لا تبدأ المرحلة التي تتضمّن الجنود والضباط إلا عندما يتم الإعلان عن وقف نهائيّ للحرب.
في لاهاي ينتظر اليوم، وفقاً لمصادر محكمة العدل الدولية، أن تصدر المحكمة أمراً إجرائياً بوقف الأعمال العسكرية والعدائية في قطاع غزة فوراً، استجابة لطلب جنوب أفريقيا في إطار الدعوى التي تقدّمت بها بوجه حكومة الكيان بتهمة جرائم إبادة بحق الفلسطينيين، والطلب مبنيّ على المخاطر التي يمثلها إصرار جيش الاحتلال على خوض معركة رفح، في ظل توقف المساعدات الإنسانية وتكدّس النازحين في منطقة العمليات، وإصابة القطاع الصحي بالشلل، بما يعني الإصرار على مواصلة جرائم الإبادة.
وفيما يتحدّث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم في احتفال تأبيني لشهداء الطائرة الإيرانية في الضاحية الجنوبية لبيروت، واصل سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، مجتبى أماني، وأركان السفارة، لليوم الثاني على التوالي، تقبُّل التعازي والمواساة برئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته الدكتور حسين أمير عبداللهيان، وممثل الإمام الخميني في محافظة أذربيجان السيد محمد علي آل هاشم والوفد المرافق. ومن أبرز المعزّين الرئيس ميشال عون.
وأكد السفير أماني في ختام التعازي للوكالة الوطنية للإعلام، أن «الجمهورية الإسلامية في إيران ستُملئ الفراغات الموجودة خلال بضع ساعات، لذا فإن نهج الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو النهج نفسه وليس هناك أيّ خلل ولن يكون هناك أيّ تأثير سلبي على أداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، دائماً هناك شهادات وهذه المصائب نخرج منها بأحسن أداء وقوة ونستمرّ في نهج الشهداء وستكون هناك موفقيّة وانتصارات عظيمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية على مستوى المنطقة والعالم إن شاء الله».
ورأى نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، أنّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي كان «من أعلام دعم المقاومة في لبنان وفلسطين والمنطقة». ولفت، في تصريح لقناة «المنار» من مشهد الإيرانية حيث سيتم دفن رئيسي عند مرقد الإمام الرضا، إلى أنّ في كل المراحل التي تعرّفنا فيها على رئيسي «كان دائم الاهتمام في المقاومة وقضاياها»، موضحًا في هذا الشأن أنّ «من موقعه كرئيس كان جاهزًا وحاضرًا»، مشيرًا إلى أنّ وزير الخارجية الإيراني الراحل حسين أمير عبداللهيان كان «نشاطه بشكل أكبر من أجل فلسطين». وأوضح قاسم «أننا كُلّفنا من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بتمثيل الحزب في المراسم المختلفة»، التي تُقام من أجل رئيسي وعبداللهيان ورفاقهما.
وشدد على «أننا نشعر أن هناك ثباتًا في إيران والشعب الإيراني»، مضيفًا «في كل المناطق التي مرت فيها جنازة الشهداء رأينا مسيرات مليونية وتصريحات الناس فيها عشق وحبّ، لأن السيد رئيسي تميّز بخدمته للشعب وشعوره بآلامه وهو معروف بتضحيته فهو شهيد الخدمة والشعب».
وأشارت مصادر معنية لـ»البناء» إلى أن لجنة التحقيق التي كلفت بإجراء التحقيقات بحادثة سقوط طائرة الرئاسة الإيرانية الأحد الماضي، لم تكشف أي أدلة أو معطيات عن عمل تخريبيّ حتى الساعة، بل إن سقوط الطائرة حصل بفعل الأجواء المناخية والجغرافية. واضعة كل التحليلات والاتهامات والسنياريوات في إطار الأهداف المشبوهة للنيل من معنويات الإيرانيين وإثارة الخلافات بين مكوّنات الشعب الايراني الذي أظهر وحدة وتضامناً وتعاضداً مع دولته لا مثيلَ لها في العالم.
إلى ذلك، شهدت الجبهة الجنوبيّة مزيداً من التصعيد من قبل العدو الإسرائيلي، حيث استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارته على طريق كفردجال – النبطية، وأصيب 3 طلاب كانوا لحظة الغارة داخل «فان» مدرسي متوجّهين الى مدرستهم. وتسببت الغارة باحتراق السيارة وعملت فرق الدفاع المدني والصليب الأحمر والهيئة الصحية الإسلامية وكشافة الرسالة على نقل الإصابات الى المستشفيات وإطفاء الحريق.
ونعى «حزب الله» «محمد علي ناصر فران «ناصر» مواليد عام 1989من بلدة النبطية في جنوب لبنان.
في المقابل قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مقرّ قيادة الفرقة 91 المُستحدث في قاعدة «إيليت» بعشرات صواريخ الكاتيوشا، وذلك في سياق الردّ على الاغتيال الذي قامَ به العدو في كفردجّال. كما استهدفت المقاومة التجهيزات التجسسية في موقعَي «المطلة» و»الراهب» بالأسلحة المناسبة، وأصابتها إصابة مباشرة، كما استهدفت موقع المرج. كذلك، قصفت مقر قيادة كتيبة السهل التابعة للواء 769 في ‏قاعدة «بيت هيلل» بعشرات صواريخ الكاتيوشا وفلق.‏ ودمّرت دبابة «ميركافا» وأوقعت طاقهما بين قتيل وجريح بعد رصدها في حرج «شتولا»، كما شنَّت هجومًا جويًا بمسيّرات انقضاضيّة على مقر قيادة اللواء ‏769 في ثكنة «كريات شمونة»، مستهدفة مكاتب ضباطها ومبنى سرية الاتصالات فيها، وأصابت ‏أهدافها بدقة.‏ ودكت ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخيّة وأصابوها إصابةً مباشرة، كما استهدفوا ثلاثة مبانٍ يستخدمها جنود العدو في مستعمرة «‏إيفن مناحم» وأصابوها إصابةً مباشرة.‏
إلى ذلك، يستعدّ لبنان الرسمي للتوجّه إلى مؤتمر بروكسل للنازحين، في 28 الحالي.
وأشار المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري إلى أننا «نرفض فكرة التوطين، ولبنان ليس بلد نزوح، هو نقطة عبور وليس وطن نزوح أو توطين»، لافتاً الى أن «لا يوجد لاجئون في لبنان. من يتقدم بطلب من الامم المتحدة هو طالب لجوء معهم وليس في لبنان». ورأى أنه «تم خلط النازح الاقتصادي مع النازح الآتي نتيجة الحرب في سورية». وكشف عن أننا «وضعنا مهلة للامم المتحدة لتسليمنا الداتا وإلا فلدينا plan B»، مشدداً على أننا «لا نقبل تعليمات من أحد ومنسق المفوضية السامية للأمم المتحدة أخطأ بالكتاب الذي أرسله للحكومة ولذلك عاد وسحب الكتاب». وأكد أنه «علينا الفرز بين النازح الاقتصادي والنازح السياسي ومن الحلول المطروحة إعادة توطين النازحين».
وأعلن الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، أن «رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بصدد الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء، للبحث في البنود المتعلقة بالمواضيع الضرورية».
بدوره، وجَّه تكتل «لبنان القوي» كتاباً إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، طالباً منه «الدعوة إلى عقد جلسة تشريعية مخصّصة لإقرار اقتراحات القوانين التي تقدّم بها التكتل، وعددها ستة والمتعلقة بالنزوح السوري، ومن ضمنها الاقتراح المتعلق بتمكين البلديات إدارياً ومادياً لمواجهة المخالفات المُرتَكبة من السوريين الموجودين بطريقة غير شرعيّة في نطاقها البلدي. وهذا الاقتراح الأخير مقدّم بالتعاون مع كتل «التنمية والتحرير» و»الاعتدال الوطني» و»التكتل الوطني المستقلّ» وبتوقيعها».
ووجّه النائب السابق أمل أبو زيد كتاباً مفتوحاً الى «مؤتمر النازحين السوريين» في بروكسل، تناول فيه وضع لبنان ومعضلة النزوح السوري والمخاطر والحلول. وأكد أبو زيد، في كتابه، أن «لبنان ليس مثل أي دولة من دول الجوار السوري ولا يشبه أي دولة في المنطقة، إن لجهة تركيبته الطائفية السياسية القائمة على توازنات دقيقة أو لضيق مساحته وصغر حجمه وضآلة موارده وضعف إمكاناته».
وأوضح أن «حل أزمة النزوح في لبنان لا يمكن أن ينتظر عودة علاقات سورية مع المجتمع الدولي، ولا رفع العقوبات على أنواعها ولا إعادة الإعمار، والأمر الأول الذي تجب المبادرة إليه هو فك الارتباط والفصل بين الأزمة السورية الشاملة وأزمة النازحين السوريين في لبنان».
على صعيد آخر، نفت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي خبر وقف الحملة في الضاحية جملة وتفصيلاً، وأكدت في بيان أن قطعاتها تستقبل جميع المواطنين، ويهمها أن توضح أن الحملة الأمنية التي باشرت قوى الأمن الداخلي بتطبيقها بشكلها الحالي، كان من المقرّر أن تنتهي بتاريخ الغد 23-5-2024 (أمس)، إلا أنها بعد أن أثبتت فعاليتها ولا سيما انخفاض نسبة الجرائم، سيتم تمديدها لعدة أيام أخرى في بيروت الكبرى بما فيها منطقة الضاحية. وأوضح البيان أن قوى الأمن ستعمد في ما بعد إلى إجراء حملات مختلفة بصورة متقطعة وفُجائية – بخلاف هذه الخطة التي أُعلن عنها مسبقًا -، وذلك بغية ملاحقة مرتكبي الجرائم والمطلوبين للقضاء، وضبط المخالفات الشائعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى